فلاحو غليزان يتنبئون بموسم فاشل نتيجة تأخر عملية الحرث والبدر
عبر مؤخرا عدد كبير من فلاحي ولاية غليزان المتوزعين عبر مختلف البلديات والدوائر عن تذمرهم واستيائهم تجاه شروط الاستفادة من القرض الرفيق والتي رأوا بأنها أكثر من تعجيزية ومجحفة في حقهم خاصة في ظل إلزامهم من طرف هذه الأخيرة بالاشتراك في الصندوق الوطني لغير الأجراء. هذا وقد بدأت بوادر الأزمة تلوح في الأفق وإلا كيف نفسر ذلك التأخر الفادح في عملية الحرث والبذر التي تم تسجيلها بعدد كبير من المناطق التي كانت في الماضي القريب حلة خضراء تقدم مئات القناطير من القمح. الفلاحون عبروا عن الصعوبات التي ما فتئت تواجههم من قبل المسؤولين عن القطاع. ويضيف هؤلاء أنه رغم التطمينات التي تلقوها خلال الصيف الماضي عند شرح أهداف القرض الرفيق إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب عند تقدم الفلاحين من المصالح المعنية، حيث وجدوا أن شروط الاستفادة من القرض الرفيق تبقى تعجيزية كما أكد أغلب من التقينا بهم بأنه قام بالخطوات الواجبة للاستفادة من هذا القرض خاصة تأمين الأراضي التي تتطلب مصاريف تضاف إليها نفقات أخرى تتضمن مستحقات الاشتراك في الصندوق الوطني للتأمين لغير الأجراء والتي تجعل الفلاح يدفع أموالا مسبقة كان من الأجدر حسبه الاستفادة منها في شراء البذور، حيث وجد نفسه بذلك يدفع أموالا طائلة لأجل أن يستفيد من قرض غير مضمون بسبب العراقيل البيروقراطية, هذا ومن جهة أخرى وحسب الجولة التي قامت بها الجريدة عبر بعض المناطق الفلاحية على مستوى الولاية فقد تم تسجيل تأخر فادح في الحرث والبذر، إذ لازالت معظم الأراضي على حالها منذ العام الماضي حيث بدأت تلوح في الأفق بوادر موسم فلاحي فاشل على جميع الأصعدة. أما عن الأسباب فقد أرجعها الفلاحون إلى سياسة المسؤولين عن القطاع الذين أغلقوا جميع الأبواب والمنافذ في وجه الفلاحين من خلال فرض شروط تعجيزية لبرنامج القرض الرفيق من جهة وقلة مياه السقي من جهة أخرى في ظل القوانين الصارمة التي تمنع الفلاحين من حفر آبار الماء، إضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين دون نسيان البذور التي أصبحت أسعارها خيالية ومصاريف الحرث والبذر وكلها عوامل ساهمت في تأخر الموسم الفلاحي خلال هذه السنة، حيث وجد الفلاحون أنفسهم يدفعون أموالا طائلة من أجل إنجاح العملية، الأمر الذي أثر عليهم خاصة أصحاب الطبقات المتوسطة أو صغار الفلاحين الذين لا يستطيعون في أغلب الأحوال توفير جميع النفقات وهم الذين عقدوا أملا كبيرا على القرض الرفيق الذي خذلهم في آخر المطاف، ونتيجة لذلك وجدت هذه الفئة نفسها تعتمد على إمكانياتها الخاصة وفق طرق تقليدية ينتظرون من خلالها الغيث من السماء ولا يحتاجون لمصاريف السقي أو المازوت.