فقدت طعم الحياة وأنا في عز الشباب

فقدت طعم الحياة وأنا في عز الشباب

تحية جميلة للجميع وبعد، سيدتي أراسلكم اليوم علني أجد بصيص نور في حياتي التي عمها الظلام، فأنا وفي عز شبابي فقدت الرغبة في كل شيء، فقد الصبر واليأس غلفني، والإحباط تملكني، ففي الفترة الأخيرة عشت خيبات جعلتني أكره كل من حولي، نفاق كذب وطعن بالظهر، وممن؟ من أولئك الذين حسبتهم عزوتي، لكن للأسف خانوا ثقتي.

فقدت طعم الحياة وأنا في عز الشباب

أنا لست أقول أنني منزه من الصفات السيئة، لكن لست سيئا لأكيد المكائد لغيري، لكن بالرغم من ذلك أشعر بالندم لأنه سولت لي نفسي أن أؤذيها معنويا وجسديا فقط لأنسى مر الماضي، وهذا ما جعلني اليوم أراسلكم علني أجد يدا تخلصني من نفسي الأمارة بالسوء،  فأنا قبل سنتين كنت ذلك الشاب الطموح، المفعم بالنشاط، والذي يحظى بحب واحترام الجميع، واليوم أفتقدني كثيرا، لدرجة صرت غريبا حتى عن نفسي، فساعدوني قبل أقع في شر أعمالي.

يحي من الشرق

الــــــــــــــــــــــــــــــرد:

تحية أطيب وأجمل أخي الفاضل، حقا أتمنى أن يصلح الله أحوالك، ويسدد خطاك لما فيه خيرا لك في دينك ودنياك، أخي الكريم سأذكر نفسي وأذكرك بما تعرفه ويعرفه الجميع: نحن كلنا معرضون للابتلاءات في هذه الدنيا، ولابد علينا أن نلبس لها ثوب الصبر والرضا ليعود إلى الله يحمل حمدنا وشكرنا، ثم اعلم أخي أن حل المشاكل يتطلب الوقوف أمامها لا التهرب منها بأذية النفس، لذا حاسب نفسك أولا، وأعد ترتيب حساباتك، وابدأ بعلاقتك بالله، وفيما أنت مقصر،

فقدت طعم الحياة وأنا في عز الشباب

فالله عزّ وجل يقول: “لا يكلف الله إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”، هذا من جهة، من جهة أخرى نحن بشر نخطئ ونصيب، المهم أن نبقى مصرين على الخطأ، وبدل الوقوف للتحسر على آلامنا حاول أن تغتنم الفرص، وأن تصلح ما يمكن إصلاحه، لهذا أبعد شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدله بروح التفاؤل وحاول أن تفجر الطاقة الإيجابية التي بداخلك، ومن المؤكد ستصل إلى ما ترجوه إن شاء الله.

فقدت طعم الحياة

أخرج نفسك من هذا النفق المظلم، وحدد هدفك، وبادر بوضع خطتك، ثم قم باختيار الوسائل المناسبة لتحقيقها، واستشر في ذلك وأصحاب الخبرات الذين تثق فيهم، كما أنصحك بالصحبة الصالحة، الأصدقاء الذي يدفعون بك نحو الأمام، ويعيدونك إلى جادة الصواب حين تشعر بالضعف، وما عليك الآن سوى التغيير الفوري لتعثر على نفسك الطيبة، وكل هذا طبعا بالتوكل على الله، وفقك الله، وأعانك على نائبات الدنيا، والله أعلم.