فقدت صوابي بسبب أفكار إبني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء الموقع تحية لكم جميعا. قبل طرح انشغالي دعيني أحييكم على هذا الفضاء الذي يحتوي همومنا وبفضل الله ينير دروبنا.راسلتكم في انشغال قبل هذا والحمد لله تيسرت الأمور. وها انا اليوم بكل ثقة أضع بين أيديكم مشكلة أرقتني وأفقدتني قوتي كأم.
سيدتي إبني يبلغ من العمر عشرين عاما، صارت التعامل معه صعبا للغاية، والنقاش معه شبه مستحيل، وكل حديثنا بات ينتهي بالصراخ والعصبية، بعد أن جربت معه كل سبل الحوار اللين، حيث قرر التوقف عن الدراسة بعد أن فشل في الحصول على شهادة البكالوريا مرتين على التوالي. ويفكر في خوض مجال التجارة لكسب المال معتقدا أن العلم ليس ضروريا لتحقيق الطموحات. حاولت بكل الطرق أن أقنعه ليحضر نفسه للدراسة الموسم الجديد إلا أنه أعرض عنا ويتحاشى الكلام معي ومع والده.
وكلما حاولنا أن نستفسر منه عن مخططاته المستقبلية يبدأ بالصراح والعصبية، ليتجنب أي توبيخ منا، تقبلت فكرة التخلي عن شهادة البكالوريا وطلبت منه أن يجري تكوينات في تخصص جيد إلا أنه يرفض الأمر جمله وتفصيلا. ويرى في طلبي أنانية مني لأنني لا أحب مصلحته بل التباهي به فقط عند حصوله على الشهادة، والله وحده يعلم كم أنا خائفة عليه وعلى مستقبله. فوق هذا سيدتي هو يطلب منا الآن مبلغ مالي ليؤسس لمشروع خاص به، لكن كيف يمكننا أن نثق فيه وهو في الـ21 من عمره، لا خبرة ولا مؤهلات عليمة..؟
لا اريد أن أظهر أمام إبني ضعيفة
سيدتي تعبت كثيرا ولا أريد أن أظهر أمامه ضعيفة حتى لا يستقوى علينا أكثر، فكرت أنا ووالده أن نستجيب لطلبه. لكننا جد خائفين من العواقب، قام والده مؤخرا بإيجاد عمل له لكي يتعلم معنى الالتزام، والميدان الشغل. لكنه يوميا يتذمر ويحتج بأننا قمنا بكبح حريته وأنه لا يجد وقت للترفيه عن نفسه. فكيف نثق فيه ونمنحه مبلغ كبير..؟
حتى إبني الأصغر منه بسنتين حاول معه لكن دون جدوى، حيث لا يوجد أدنى تفاهم بينهما. بالرغم من أن أخوه دوما يتودد إليه إلا أن الآخر يصده. فكيف أتصرف من فضلك، فأنا لا أريد أن أفقد إبني..؟
نبيلة من العاصمة
الرد:
وعليكم السلام سيدتي، مشكورة جدا على هذه الثقة التي تزيدنا تكليفا لنكون دوما عند حسن ظنكم بنا بحول الله، وقبل أن أرد أتمنى من المولى أن يصلح حال ابنك. وأن يسدد خطاه لما فيه خيرا له في دينه ودنياه، صعب جدا ما تمرين به. فاختلاف الرؤية بين الآباء والأبناء دوما ما تخلق تصادم وفجوة تعقد عملية التواصل بينهما. وبالتالي فقدان الثقة وأحيانا كثير يحصل انفلات الأبناء من بين أيدي والديهما وهنا العاقبة تكون غير حميدة.
سيدتي إن أول ما أنصحك به هو تجنب الصراخ أو الحديث بأصوات مرتفعة، فهو يستعمل ذلك الأسلوب كمنفذ له ليتحاشى أن تضعوه وجها لوجه أمام فشله. أنت ووالده محقان إذ رفضتما منح ذلك المبلغ ما لم يشرح لكما ما نوع التجارة التي يريد أن يمارسها ومدى نجاحها. لهذا حاولي أن تفتحي معه باب الحوار بهدوء واطلبي منه أن يكون هادئا هو الآخر. واطلبي منه أن يقنعك بوجه نظره، وتدعيه يعبر عن مشاعره.
ثم أدعوك لان تفكري في نقطة مهمة جدا، أولا أنا لا ألومك فأنت أم، وهمك الوحيد أن ترين ابنك ناجحا، لكن سأضع أمامك ما يشعر به ابنك، فهو يرى أنكما تخططان لحياته، وتتدخلا في كل شؤونه. وتتعاملا معه كأنه طفل رضيع وتخافان من كل عثرة قد يمر بها، وهذا حقك، لكن هل فكرت يوما أنك قد تكوني مخطئة. وأن ابنك سيحقق نجاحا مبهرا..؟ لهذا أعتقد أنه من الجيد أن تستمعي له بعقلك وقلبك، خاصة فيما يخص المشروع. الذي يريد العمل فيه، فلو بقيتم في هذا الصراع لا أنت ستنالين راحة بالك.
اسأليه عن الضمانات
ولا هو سيتنازل عن موقفه، اسأليه عن الضمانات التي عنده إن أنتما قدمتم له يد المساعدة. ووفرتما له المال لهذه المشروع، لربما أقنعكما. فربما إعطاؤه الفرصة سيضعه على الطريق الصحيح، فقد يخسر ويفهم أنكما على صواب. وقد ينجح وتفرحان لأنكما أعطيتما له فرصة الانطلاقة. وفي الحالتين الرابح الأول هو أنتما بالتأكيد.
ثم ضعي بعض الحدود والقوانين في بيتك. كأن تحددين وقت الدخول للمنزل، أن تطلبي منه المشاركة في النفقات. وغيرها من القوانين الردعية التي تحد قليلا من تمرده.
حاولي سيدتي بالتي هي أقوم حتى لا يجد ابنك عذرا له يسلك به طريقا لا ترضينها له. كان الله في عونك ووفقك في إدارة شؤون عائلتك أختاه.