فرص ثمينة لمن يرغب بإرضاء رب العالمين
تحية طيبة وبعد:
أنتم الذين شغلتكم الدنيا بمتاعها، إن الله عز وجل رحيم بعباده يغفر لهم حين يخطئون ويتقبلهم عنده حين يضيعون الطريق ثم يعودون إلى رحابه، ويمنحهم الفرص كي يستغلوها للتقرب منه، ومن أعظم هذه الفرص شهر رمضان، إنه موسم التقرب إلى الله بالطاعات آناء الليل وأطراف النهار، فلكل مذنب هذه فرصتك للابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فلا تشك أبدا في رحمة الله، فمهما بلغت ذنوبك عنان السماء فإن الله سيغفر لك ما لم تشرك به لأنه رحيم بعباده بل ويفرح لتوبتهم، وكم هو جميل أن يفرح ربنا لتوبتنا رغم أنه غني عن العالمين فلا تضره معاصينا ولا تنفعه طاعاتنا.قرأت عبر هذا الركن بعض الانشغالات لشباب حادوا عن طريق الله، ويريدون التوبة، فأقول لهم استغلوا هذا الشهر وابدؤوا حياة جديدة وتقربوا إلى الله بالطاعات والصدقات ومساعدة الفقراء، وملازمة المساجد ومناجاة الله في آخر الليل، عندما يكون الناس نياما وافصح عن مدى حزنك وندمك، لأنك قد عصيته وادعوه لكي يتقبل توبتك ويثبتك على صراطه المستقيم، وستشعر براحة عظيمة لم تشعر بها من قبل، فهذه الوصفة مجربة وفعالة، ولا تنس مصاحبة الأخيار والابتعاد عن رفقاء السوء، بالإضافة إلى ذكر الله في كل وقت وحين والشعور بمراقبته لك والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة سيرته، دون أن تنسى قراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه، كما أوجّه نداء إلى كل من لا تحدثه نفسه عن التوبة، لأن يسارع في طلب المغفرة قبل فوات الأوان، ولا تحسبن الله غافلا عما تعمل فهو حليم علينا رغم أننا نعصيه، إلا أنه لا يقطع عنا النعم فهو جل جلاله يكرمنا بالنعم ونحن نواجهه بالجحود والنكران، وفي الأخير رددوا دائما هذا الدعاء: «اللهم أنت ربنا لا إله إلا انت خلقتنا ونحن عبادك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا عدد ما أحاط به قلمك وأحصاه كتابك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
امرأة صالحة