فتاة لا يتجاوز سنها 17 سنة تقود مجموعة أشرار
ألقت شرطة باب الوادي مساء أول أمس القبض على عصابة أشرار تقودها فتاة لا تتجاوز السابعة عشر سنة، و تعمل منذ ثلاثة سنوات على السرقة و التهديد بالسلاح الأبيض في محيط المنطقة،
وقد حضرت “النهار” بالصدفة وقائع الحادثة والتحقيق فيها، التي تعتبر استثنائية في أعمال عناصر الأمن.
زعيمة العصابة تدعى، أمال، تسكن بحي المحجرة ” الكاريار” بباب الوادي ، استطاعت شرطة باب الوادي إلقاء القبض عليها مساء أول أمس بعد أن تقدمت إحدى العائلات المجاورة لمسكن الفتاة بشكوى ضدها بعد تعديها على ابنتهم و ضربها و هددها بسلاح أبيض قصد سرقة هاتفها النقال ، مما دفع الشرطة إلى إحضار المتهمة في حدود السابعة والنصف مساءا إلى المركز لسماع أقوالها فاكتشفت أن هناك العديد من الشكاوي ضدها تقدم بها الضحايا لدى مصالحهم و المتهم فيها يحمل نفس مواصفات أمال ،فاتصلت مصالح الشرطة بأحد الضحايا للتعرف عليها بحضور عائلة الفتاة التي كانت السبب في إلقاء القبض على أمال إلى مقر أمن الدائرة.
طلبت منه مساعدتها ليفاجأ بالاعتداء
كان الضحية يقود سيارته بشوفالي أوقفته أمال، حسب تصريحاته ، موضحا أنها كانت بادية على وجهها كدمات و كانت تركض مسرعة فأوقفته وأخبرته أن هناك مجموعة من الشباب يلاحقونها و طلبت منه أن يوصلها إلى مقر سكناها فلم يرفض هذا الأخير ذلك، وقال الضحية أن الفتاة وهي بالسيارة اتصلت بأشخاص عبر هاتفها النقال و أخبرتهم أنها قادمة، الضحية لم يشك في الأمر بل اعتقد أنها تتحدث مع أهلها.
القصة الدرامية لم تتوقف عند هذا الحد بل عرفت تطورات خطيرة، إذ قال في تصريحات هامشية لـ “النهار” أنهما بمجرد أن وصلا إلى حي “الكاريار” بباب الوادي فإذا بشابين تقدما من السيارة و انزلاهما ،الأول تقدم نحو أمال لمحادثتها بينما أشهر الثاني سلاحا ابيضا و وضعه على رقبة الضحية، الذي خاف فعرض عليهم أن يأخذوا كل ما لديه من مال على أن يتركاه و شانه، و حسب ما صرح به الضحية انه كان بحوزته مبلغ مالي قدره 4600 سنتيم و هاتف نقال فقامت العصابة بأخذ المبلغ المالي و الهاتف النقال و أخلو سبيله ليذهب مباشرة إلى مركز الشرطة و قدم شكوى ضدهم مقدما مواصفات المتهمين الثلاثة، و جرت هذه
الحادثة يوم الجمعة 08 من الشهر الجاري.
آمال تعترف بالتهم المنسوبة لها
كانت أمال تجلس في رواق مركز الأمن بباب الوادي تنتظر ليحقق معها، لم تبد علامات الخوف عليها بل كانت جد متعاونة مع الجميع، و كونها حدثا تم تحويلها إلى خلية الإصغاء بنفس المركز لسماعها من طرف رئيسة الخلية “زكية جودي” و الأخصائية النفسية “بوكعولة زهرة”، قبل أن تحول على قاضي التحقيق.
اعترفت أمال بأنها مختصة في سرقة الهواتف النقالة التي تبيعها بعد ذلك، ليس هذا فقط بل ذهب اعترافاتها إلى أبعد من ذلك قائلة “نعم أنا أسرق الهواتف النقالة التي تحملها النساء فقط ثم أبيعها و أتعاطى المخدرات “، و بررت عملها ذلك بعجز أمها على توفير حياة أفضل لها مثلها مثل غيرها من الفتيات في سنها، أما عن حملها السلاح الأبيض و تهديد ضحاياها به أنكرت ذلك، و توقفت أمال عن سرد القصة و طالبت من رئيسة الخلية أن تقدم لها أسئلة إن كانت تريد معرفة أي شيء، مؤكدة بأنها لن تقول إلا الحقيقة لأنها تعرف أن الشرطة ستتعاون معها و تساعدها ،فأمام اعترافها بما اقترفته لم تجد “جودي” إلا أن تطلب منها إعطاءها أسماء أعضاء المجموعة غير أن المتهمة أنكرت أن يكون لها شركاء فالجرائم نفذتها بمفردها.
كانت أمال تتصف بذكاء شديد تهربت من أي سؤال يجعلها تذكر شركاءها و حاولت التحدث عن ماضيها، قالت “دخلت عالم السرقة و عمري 14 سنة، توقفت عن الدراسة في السنة الثامنة، قمت بالعديد من المخالفات فتم إدخالي إلى مركز حماية الأحداث ببئر خادم منذ عام و بقيت هناك سبعة أشهر، لكن خرجت من هناك”، لأن حياة المركز حسب رأيها صعبة ، مضيفة”حياة المركز ليست بحياة لم أعش هناك سوى الحقرة و المهانة و تعلمت أشياء كثيرة هناك، مثل تعاطي المخدرات” .
الفتاة مهيأة للقيام بعملية انتحارية
رأت المختصة النفسية “بوكعولة الزهرة” أن أمال، رغم أنها متهمة بالسرقة، لكنها ضحية فراغ قانوني واجتماعي، فالمتهم الأول في هذه القضية هو أهل الفتاة و اعترافها بفعلتها يبين أنها مرغمة على تلك الأعمال، كما لم تستبعد المختصة النفسية في تشخيصها للحالة أن تذهب آمال لأبعد من ذلك، فالفتاة مهيأة نفسيا لأن تكون هدفا لاستغلالها من قبل الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات انتحارية إذا لم نستعجل معالجة حالتها.