عواقب الذنوب.. أكل مال اليتيم
قصة وعبرة.. عواقب الذنوب
أكل مال اليتيم.
يقول أحد الدعاة كان صاحبي مشهوراً بقراءة الرقية الشرعية على المصابين بالأمراض النفسية والسحر والعين. فقال لي جاءني يوماً أحد كبار التجار يشكوا ألماً شديداً في يده اليسرى كان واضحاً. أن الألم شديد و وجه شاحب، وعينان زائغتان ، جلس بين يدي بكل كلفة ثم قال يا شيخ اقرأ عليّ.
قلت ممن تشكوا ؟ قال ألم شديد لا أعرف سببه راجعت الأطباء، المستشفيات. التحاليل و كل شيء سليم لا أدري ما أصابني لعلها عين سبقت إليّ، قرأت عليه الرقية ودعوت له. وجاءني في اليوم الثاني وقرأت ودعوت واليوم الثالث كذلك، والرابع.
وطالت الأيام والمرض لا يزداد إلا شدة فصارحته يوماً وقلت له : يا فلان قد يكون ما أصابك بسب دعوة مظلوما آذيته. في ماله أو نفسه أو عرضه أو .. فتغير وجهه وصرخ بي : أظلم أظلم .. أنا .. أنا .. وغضب فهدأت من غضبه ، واعتذرت ثم خرج.
جاءني بعد عشرة أيام فإذا هو في صحة تامة، أصر أن يقبل رأسي ويدي ثم قال أنت والله سبب شفائي بعد توفيق الله. قلت كيف والقراءة لم تنفع معك .. قال لما خرجت من عندك جعل الألم يزداد وكانت كلماتك ترن في أذني.
نعم قد أكون ظلمت أحداً أو آذيته ،فتذكرت أني لما أردت أن أبني قصري كان هناك أرض ملاصقة له فأردت شراءها لأجعلها. حديقة للقصر وكانت الأرض ملك لأيتام وأمهم أرسلت إليها أطلب شراء الأرض فرفضت وقالت : وما أفعل بالمال إذا بعتها. بل دعوا الأرض على حالها حتى يكبر الأولاد ثم يتصرفون بها ، حاولت إقناعها أغريتها بالمال فأبت ، لكن الأرض كانت نهمة بالنسبة إليّ.
قلت: فماذا فعلت ؟ قال : أخذت الأرض ( بطرقي الخاصة ) واستخرجت لها إذن بناء من الجهات المختصة أيضاً بطرقي الخاصة. وبنيتها .. فأمُّ الأيتام لما بلغها الخبر كانت تأتي وتنظر إلى العمال يشتغلون في أرضها وتسبُّهم وتبكي وهم يظنوها مجنونة. وأذكر أنها كانت ترفع يديها وتدعو وهي تبكي ومنذ ذلك الحين بدأ في يدي آلام لا أنام منها في الليل ولا أرتاح في النهار. فأخذت جولة في المستشفيات ثم جئتك. قلت : وماذا فعلت لها ؟ قال : ذهبت إليها واعتذرت منها وبكيت وأعطيتها أرضاً. في موقع آخر أحسن من الأرض الأولى , فرضيت ودعت لي واستغفرت. وخرجت من عندها ولجأت إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة حتى بدأ الألم يتلاشى شيئا ًفشيئا حتى زال ولله الحمد.
العبرة من هذه القصة.
لا يعني بإيرادنا لهذه القصة أن كل مرض يقع فهو عقوبة من الله لعبده كلا فلقد مرض النبيون والصالحون. ولكن الذي نعنيه أن المرض يُخرج الله به من العبد الكبر والعجب والفخر. فلو دامت للعبد جميع أحواله مال .. جاه .. صحة .. أولاد .. لتجاوز وطغى ونسي المبدأ والمنتهى. ولكن يسلط عليه الأمراض والأسقام فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً ولا يملك لنفسه نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.
أحياناً يريد أن يفهم الشيء فيجهله ويريد أن يتذكر الشيء فينساه وأحياناً يشتهي الشيء وفيه هلاكه ويكره الشيء وفيه حياته. بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من نعم ، ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات. لينكسر ويقبل على الله، وهذا هو السر في استجابة دعوة هؤلاء: المريض، والمظلوم والمسافر والصائم. وذلك لقربهم من الله وانكسار قلوبهم فغربة المسافر وتعب الصائم وذل المظلوم وآلام المريض. فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور