إعــــلانات

عمل أمي لا يروق لزوجي وأنا في حيرة من أمري

عمل أمي لا يروق لزوجي وأنا في حيرة من أمري

سيدتي،حياك الله وبياك وجعلك على الدوام محضر خير يقصدك من تعسرت عليهم أمور الحياة ليجدوا لديك طريق الصواب وجادته، ولا يفوتني أن أحيي كل متتبعي منبر قلوب حائرة على وفائهم ومستواهم.

سيدتي، أنا متزوجة من رجل صعب المراس، يحسب ألف حساب لما أقوم به كما أن أهله أناس معروفون في المنطقة، وهم على رفعة كبيرة وكيانهم على كل لسان.

مشكلتي تكمن في أمي، إنسانة عصامية تعبت كثيرا حتى تربينا وتكبرنا بعد أن تخلّى عنها والدي وقد بلغ بها الأمر أنها عملت في البيوت حتى تؤمّن لنا لقمة العيش، وسهرت لأن جعلتنا لا نحتاج أي كان، أمي سيدتي التي لم تتخلى عن طباعها في العمل لتأمين قوت إخوتي الأصغر مني، ولا حتى تأمين قوت أبناء أختي الأرملة التي عادت أدراجها إلى بيتنا، بعد أن طردها أهل زوجها المرحوم.

كل هذا وضعني اليوم في حرج كبير، حيث أن زوجي لا يفوّت الفرصة في أن يذّكرني بأن تصرفات أمي تقلقه وتجعله يخجل امام معارفه، كما أنه يمتعض من زيارتي لبيت أهلي وكأني به لا يريدني أن أصلهم. كل هذا وضعني بين مطرقة رضاه وسندان برّ أمي التي تزعجني تصرفاتها والتي أريد أن أفاتحها في الموضوع لكنني أخاف أن أجرحها أو أن أحرجها، فماذا عساي أفعل سيدتي؟

أختكم ك.رندة من الشرق الجزائري.

الرد:

بنيتي، من الصعب أن تجد الفتاة نفسها بين نارين، خاصة ما إذا تعلق الأمر بالزوج وأهله، أناس في بعض الأحيان تجدهم لا يلتمسون الأعذار ولا يقدّرون أناس بنوا شخصيتهم بعيدا عن منّ الناس وغطرستهم.

أفهم ما تحيينه من ضغط، لكنني في ذات الوقت لا أفهم موقف زوجك المتجهّم الذي أراه يزيد الطين بلّة عوض إيجاد الحلول المتاحة، إنسان نسي أنك سليلة ذات الأسرة البسيطة التي كدّت فيها الوالدة ولازالت تكدّ حتى تؤمّن لك ولإخوتك قوتكم وحتى لا تكونوا مداسا لأحد. أظن أن فرط الغرور لدى زوجك جعله ينسى أنه وعوض أن يلوم إمرأة في أرذل العمر- تحفظ ماء وجهها بالعمل وهي في سن الراحة -حيث كان حريا له وهو الميسور أن يعيلها من خلال تخصيص منحة شهرية لها تجعله على الأقل يسلم من تعليقات من حوله من الناس الذي لا هدف لهم سوى تهديم البيوت وزعزعة سكينتها.

من جهتي، لا أنصحك بأن تمسّي كرامة أمك بإخبارك لها أنها تحرجك بتصرفاتها، وعوض ذلك حاولي أن تشدّي من أزرها وتفهميها أنك وإخوتك تقدّرون ما تقوم به لأجل أن تحيوا حياة كريمة.

ليس في تصرفات والدتك ما يعيب، حيث أن إنسانة مثلها عانت ولازالت تعاني، لا يمكن وفي أي حال من الأحوال أن تقبل على نفسها العذاب والتعب، ولو كان لديها البديل لما طرقت أبواب بيوت الناس مضحية بكرامتها كرمى لأن تضمن لكم حياة كريمة.

أفهمي زوجك أنك لا تتحرجين من عمل أمّك، وأكّدي له أنك فخورة بها تبجّلين مسعاها الجميل في أن تكون لكم الأب والأم حيث أنها حمتكم من الضياع، وثقي من أن زوجك لو وجدك برأيك السديد هذا فإن نظرته ستتغير لا محالة وسيدرك أنه أخطأ كثيرا في تقديره للأمور.

ردت:”ب.س”

رابط دائم : https://nhar.tv/K77so