إعــــلانات

عطاف يشرف على اختتام  دورة تكوينية لفائدة إطارات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة بالجزائر

عطاف يشرف على اختتام  دورة تكوينية لفائدة إطارات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة بالجزائر

أشرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم بمقر الوزارة، على فعالية اختتام الطبعة الأولى للدورة التكوينية.

والتي تمّ تخصيصها من قبل المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية لفائدة الإطارات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة بالجزائر.

وخلال هذه المناسبة التي تندرج في إطار التعاون الجزائري-الأفريقي الذي دأبت عليه الجزائر في مجال التكوين الدبلوماسي، ألقى الوزير كلمة، فيما يلي نصها الكامل :

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الأمين
صاحبة السعادة عميدة السلك الدبلوماسي الافريقي لدى الجزائر،
صاحبات السعادة وأصحاب السعادة، سفيرات وسفراء الدول الافريقية المعتمدة لدى الجزائر،
السيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية،
السيدات والسادة الدبلوماسيات والدبلوماسيون المشاركون في الدورة التكوينية،
الجمع الكريم،
يطيب لي في مستهل كلمتي هذه، أن أجدد الترحيب بكم بمقر وزارة الشؤون الخارجية، وأن أشكركم جزيل الشكر على تلبية دعوتنا لحضور هذه الفعالية المتعلقة باختتام أول دورة تكوينية تم تخصيصها من قبل المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية لفائدة الإطارات الدبلوماسية الافريقية المعتمدة بالجزائر.
فأهلا ومرحبا بكم جميعاً، وأتمنى أن نكون قد وفقنا، ولو بالقسط اليسير، في إكرام نُزُلِكُمْ وإيثار ضيافتكم على الوجه الذي يعكس عمق وصلابة العلاقات التي تجمع الجزائر مع كل دولة من دولكم الشقيقة.
كما أتوجه بذات عبارات الشكر والتقدير لممثل جامعة الدول العربية المتواجد معنا اليوم، سعادة السفير محند صالح لعجوزي، الأمين العام المساعد، وأثني بصفة خاصة على الدعم الذي حظي به هذا البرنامج التكويني من قبل الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الافريقية، وهو الدعم الذي يساهم بصفة فعلية وبطريقة مباشرة في تجسيد الرؤية الاستراتيجية للشراكة العربية-الافريقية.
إن هذه الدورة التكوينية تندرج في إطار تقليد التعاون الذي دأبت عليه الجزائر في مجال التكوين، حيث تمنح لأشقائها الأفارقة أكثر من ألفي منحة سنوياً للالتحاق بمختلف الجامعات والمعاهد والمدارس العليا الجزائرية، كما توفر أزيد من 500 منحة سنويا في مجال التكوين المهني.
وأود في هذا المقام، أن أحيي مشاركة دبلوماسيات ودبلوماسيين شباب من أكثر من عشرين سفارة افريقية معتمدة لدى الجزائر، في الطبعة الأولى لهذه الدورة التكوينية. هذه الدورة التي تحمل في طياتها أهدافاً نبيلة تتجاوز بكثير الأبعاد الأكاديمية لمثل هذه الفعالية وما تمثله من إسهام هام في التكوين الدبلوماسي والتحصيل المعرفي وتبادل الخبرات والممارسات التي يتفرد بها الفعل الدبلوماسي، وهو الفعل العتيق الذي أشرفت على بعثه أول المجتمعات البشرية المتمدنة منذ ما يربو عن أربعة آلاف سنة خلت.
فجوهر هذه الدورة والمقصد البليغ الذي نرجوه ونترجاه منها هو مد وتقوية جسور التواصل والتعاون والتآزر بين دبلوماسيات ودبلوماسي قارتنا الغالية، الذين نأمل منهم ونستبشر فيهم العمل يداً بيد لتعزيز صوت وتواجد ومكانة الدبلوماسية الافريقية كلما تعلق الأمر بقضايا قارتنا والدفاع عن طموحاتها وتطلعاتها المتجسدة في الأمن والاستقرار والتنمية. فدولنا وشعوبنا تواجه نفس التحديات إقليمياً ودولياً، وتتقاسم نفس الأهداف أمنياً وتنموياً، وتحدوها نفس التطلعات في بناء غد أفضل في ظل منظومة دولية جديدة تتيح لنا فرصة المشاركة والاسهام في صنع القرارات التي تهمنا بالدرجة الأولى، وتهم البشرية جمعاء.
ومن هذا المنظور، فإننا، وإذ نأمل في أن تسهم هذه الخطوة في تكوين نواة منظومة افريقية مشتركة للعمل الدبلوماسي، فإننا نؤكد على عزمنا وتطلعنا لترسيخ هذه المبادرة وتوسيعها ونشرها على أكبر نطاق ممكن، لتغذية وتنمية روح التعاون بين القيادات الدبلوماسية الافريقية الشابة، وإشراكها في تعبيد الطريق القويم لدبلوماسية إفريقية مستقبلية، أكثر إشعاعاً وفاعلية وتحضيراً لمواجهة تحديات الغد التي تتجلى بوادرها راهناً.
أيها الجمع الكريم،
إن التئامنا اليوم بهذه المناسبة الطيبة مَدْعَاةٌ للتأكيد على المكانة المركزية التي طالما حرصت بلادي على إيلائها لانتمائها الافريقي ضمن أبرز وأهم أولويات سياستها الخارجية.
وهي المكانة التي تتجسد في الطابع الأصلي والمتأصل للسياسة الافريقية الجزائرية التي كانت ولا تزال طرفاً فاعلاً في التحولات الكبرى التي شهدتها قارتنا بدءاً بقضايا التحرر وإنهاء الاستعمار، ومروراً بمحطة التأسيس والتشييد، ووصولاً إلى المرحلة الراهنة وما تطرحه من تحديات وفرص يتجلى عنوانها في ثنائية الأمن والتنمية.
وأود في هذا السياق، أن أؤكد أن هذا الطابع الفريد والمتفرد للسياسة الخارجية الجزائرية في بعدها الافريقي، لم يفتأ يتعزز تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أضفى عليه توجهاً استراتيجيا عبر الالتزامات الهامة والمساعي الحثيثة التي بادر بها، لا سيما في المجالات الثلاثِ التالية:
أولا، إصرار السيد رئيس الجمهورية على تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن لتخليص قارتنا من ويلات النزاعات المسلحة وتمكينها من مواجهة مختلف التحديات العابرة للحدود والأوطان.
وهو ما يتجسد فيما ما تقوم به “الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية” التي بادر سيادة الرئيس بتأسيسها ومدِّها بإمكانيات ووسائل معتبرة تدعم قدرتها على التحرك باتجاه العمق الافريقي لبلادنا والمساهمة بالقدر المستطاع في تمويل مشاريع تنموية تستجيب للاحتياجات الرئيسية لأشقائنا الذين نتقاسم وإياهم هموم وتطلعات قارتنا المشروعة.
ثانيا، تبني السيد رئيس الجمهورية نهجاً استباقياً للمساهمة في حل الأزمات والنزاعات في إطار مبدأ “الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا”. وهو النهج الذي تتلخص معانيه ومقاصده ومراميه في المبادرة التي تقدم بها سيادة الرئيس لضمان حل سياسي للأزمة القائمة في دولة النيجر في وقت حاسم لِتَجَنُّبِ خيار اللجوء لاستعمال القوة، أو خيار الحرب، الذي كاد أن يرمي بهذا البلد الشقيق وبالمنطقة برمتها نحو مستقبل وخيم النتائج والعواقب.
ونفس الإصرار يطبع تمسك السيد رئيس الجمهورية بإعادة تفعيل اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، على الرغم من التعقيدات الجمة التي تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية في هذا البلد الشقيق والجار.
كما يُسْتَشَفُ هذا النهج فيما طرحه السيد رئيس الجمهورية من أفكار ومقاربات بصفته منسق وقائد الجهود القارية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية من هذه الآفة التي أضحت تمثل، دون أدنى شك أو ريب، التحدي الرئيسي والتهديد الأكبر للسلم والأمن في عموم قارتنا، وبالخصوص في منطقة الساحل الصحراوي.
ثالثاً وأخيراً، حرص السيد رئيس الجمهورية على تجنيد الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن قضايا ومصالح وأولويات القارة الافريقية، لا سيما خلال عهدة الجزائر المقبلة في مجلس الأمن التي التزم سيادة الرئيس بتكريسها لصالح القارة الافريقية وجعلها عنواناً رئيسياً للتضامن والتعاون والتكاتف بين الدول والشعوب الافريقية، يقيناً منه بالمصير المشترك الذي يجمعنا في مجابهة التحديات المتربصة بنا، سواء في شقها الجيوسياسي أو في أبعادها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
السيدات والسادة،
الزملاء الأعزاء،
لا يفوتني وأنا أختتم كلمتي هذه، أن أجزل الشكر و الثناء لكل من ساهم في إنجاح الطبعة الأولى لهذه الدورة التكوينية، وفي مقدمتهم الأساتذة المحاضرون من ذوي الخبرة العالية والكفاءة المشهودة.
كما لا يفوتني، ونحن على مشارف الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أن أزف إليكم أطيب التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الغالية، راجيا من المولى عز وجل أن يديم أُخُوَّتَنَا في حضن القارة الافريقية وأن يوحد كلمتنا ويرص صفوفنا لما فيه خير وصلاح دولنا وشعوبنا.
أعلن رسميا عن اختتام فعاليات هذه الدورة التكوينية، آملا وراجيا أن نجعل منها سنة حميدة نواظب على تجسيدها وإثرائها في قادم المراحل والمحطات للمساهمة في استكشاف واستشراف الآفاق المفتوحة واسعة وواعدة أمام دبلوماسيتنا القارية.
شكراً على كرم الإصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رابط دائم : https://nhar.tv/2ndcT