عصبية وعنف زوجي ستدمر مستقبل إبني
تحية طيبة للجميع، سيدتي أنا حقا في مشكل كبير وأريد منكم النصح لأحسن التصرف.
فأنا سيدة متزوجة لي طفلين، أعاني كثيرا من عصبية زوجي في المنزل. فبسبب قلة صبره دوما نتشاجر، وأحيانا يصل به الأمر إلى أن يضربني، ويتلفظ بكلمات لا تليق في المنزل.
لكنني فضلت لم شمل عائلتي بدلا من أن أتهور وأتخذ قرارا قد أندم عليه. لكن وعلى ما يبدو أنني ورطت ابني في أزمة نفسية دون شعور.
فبعد ولادتي لطفلي الثاني اكتشف أمرا خطيرا للغاية، فابني صار يخاف كثيرا من والده ويرفض البقاء معه.
ولما حاولت أن أفهم منه قال لي بعفوية وبراءة “أخاف أن يضربني كما يفعل معك..؟؟؟” صدمني حقا.
حتى زوجي اندهش لموقف ابنه المدلل الذي يحبه كثيرا، وصار بدلا من أن يجد حلا للتقرب منه ثانية وكسب ثقته من جديد. يلقي عليّ اللوم ويصرخ في وجهي ويتهمني بأنني حرضته على كرهه.
سيدتي، فبدل أن يصحح أفعاله ويتدارك أسلوبه ازداد عنفا وصار لا يُطاق.
وصدقوني إن قلت لكم أنني لست خائفة على نفسي بقدر خوفي على مستقبل ابني. أخاف أن يكبر بعقد نفسية تؤثر سلبا على حياته اليومية، أفيدوني ماذا أفعل من فضلكم؟
أختكم سميحة من تبسة
الرد:
تحية أجمل سيدتي، والسلام عليكم جميعا، شكرا على الرسالة وعلى الثقة في الموقع. وأتمنى أن نكون عند حسن ظنك، ونخفف عنك وأن نستطيع إفادتك بعون الله.
أنت حقا مثال للمرأة الأصيلة التي تؤثر على نفسها من أجل صلاح حال أولادها، فهذا الأمر تستحقين لأجله وسام استحقاق.
لكن أحيانا التراكمات ليس في صالحنا، أي نعم على المرأة أن تصبر في حياتها الزوجية. وأن تسعى للم شمل أسرتها لكن ليس على حساب نفسيتها.
فأنت لولا الابن المولود لما اكتشف أمر ابنك، وكنت ستستمرين في إرهاق نفسيتك واستنزاف قوتك.. لكن إلى متى؟.
لهذا دوما أنصح السيدات أن يجدن حلولا لخلافاتهن بالتواصل الفعال، وبالتي هي أحسن وأقوم.
سيدتي، من الطبيعي جدا أن تتولد مشاعر الخوف في نفسية ابنك اتجاه والده لِمَا كان يشاهد منه كرد فعل آلي. فحصل نفور من الابن لأن زوجك كوّن صورة سلبية عنه بسبب سوء تعامله.
فالطفل يحتاج إلى بيئة سليمة ومتوازنة من أجل نمو سليم ومتوازن، أما التوتر والجو المشحون سيؤثر حتما وبطريقة سلبية على بناء شخصية الأطفال.
وحتى تتغير نظرة ابنك فعلى زوجك أن يغير سلوكه في المنزل بصفة عامة ومعك بصفة خاصة. ولا يجب أن يلقي اللوم عليك، وألا يتنصل من مسؤوليته.
سيدتي الىن توقفا عن تقاذف المسولية بينكما، وهدئي أنت روعك وفكرا في أسلوب حياة جديد يضمن تنشئة سوية لأولادكما.
لهذا حاولي أن تناقشي الموضوع بسلاسة مع زوجك، واتفقا على أن تعالجا خلافاتكما بعيد عن أعين الأولاد.
حاولي أن تستعيدي الجو العائلي اللطيف والمفعم بالهدوء والاطمئنان حتى تبعثي في نفسية طفلك الراحة والثقة.
واجعلا الحب والمودة يطبعان تصرفاتكما في كل موضع، واجعلا تربية أولادكما أكبر اهتماماتكما.
بادري أنت بتحسين صورة زوجك في أعين ابنك، وتأكدي أن الأمور ستعود إلى طبيعتها مع الوقت وبكثير من الحب إن شاء الله.
جزاك الله خيرا وأصلح حال عائلتك وزرع بينكم المودة والرحمة.