عدلي منصور يطالب الجيش والداخلية بتشديد اجراءات التأمين خلال محاكمة مرسي
طالب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الجيش والداخلية بضرورة مراجعة اجراءات تأمين المنشات الحيوية في مصر وتفعيل التواجد الامني في الشارع لمواجهة التوترات الامنية وأعمال الفوضى التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في بداية جويلية الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه خبراء أمنيون وسياسيون تصعيدا للعمليات الارهابية وأعمال انتقامية تستهدف المنشآت في حال محاكمة الرئيس السابق المعزول محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين. وأكد الرئيس المصري خلال اجتماع له امس مع وزيري الدفاع والداخلية ان فرض الامن يمثل الاولوية الرئيسية لحكومته في المرحلة الراهنة من اجل عودة الامن و الاستقرار للبلاد بما يمهد لعودة النشاط الاقتصادي في مصر الى معدلاته الطبيعية. ودعت جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب المتحالفة معها المنضوية تحت لواء التحالف الوطني لدعم الشرعية الى تصعيد الاحتجاجات خلال الاسبوع المقبل من الشهر المقبل مع البدء في محاكمة محمد مرسي و54 من المتهمين في أحداث قصر الاتحادية في ديسمبر 2012 المقررة يوم 4 نوفمبر والقيام باعمال انتقامية بالتوازي مع المحاكمة. وتأخذ الاوساط السياسية المصرية هذه التهديدات محمل الجد ونقلت الصحافة المصرية اليوم الثلاثاء إن عددا من السياسيين تناقشوا مع أعضاء بالحكومة الانتقالية حول إمكانية تأجيل محاكمة مرسي الى ما بعد اصدار الدستور واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية مبررين طلبهم بأن إجراء المحاكمة خلال الفترة الانتقالية لن يجدى نفعاولن يحقق الاستقرار الذى تسعى إليه مصر كما سيزيد من الضغوط الخارجية على الحكومة التي من الأفضل أن تركز جهودها خلال هذه المرحلة على تنفيذ خارطة الطريق ودعم الجهود التى تقوم بها الأجهزة الأمنية لإعادة الاستقرار إلى الشارع. وأشارت المصادر إلى أن مطالب بعض السياسيين بتأجيل محاكمة محمد مرسي المعزول توافقت مع نصائح أبداها دبلوماسيون للحكومة بذات الطلب اعتمادا على ما سمعوه من دبلوماسيين أجانب أبدوا رغبتهم فى أن تستمع الحكومة لمطالب التأجيل حتى يتم الانتهاء من خارطة المستقبل ولفتت الى إن المسؤولين الحكوميين أبدوا تفهمهم لهذا المطلب لكنهم يرون فى الوقت ذاته أن قرار محاكمة المعزول هو قرار قضائس لا دخل للحكومة فيه. ومن جانب آخر دعا زعماء قيادات جماعة الاخوان المصرية المقيمة في أوروبا القائمين على ادارة الجماعة في الداخل الى “تصعيد الضغط” على النظام الحالي من خلال مواصلة الاحتجاجات في الشارع وخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد لخنق الاقتصاد المصري أكثر واثارة الفوضى لدفع النظام لتقديم “تنازلات” خلال مفاوضات محتملة مع الاخوان لا سيما اذا ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للانتخابات المقبلة. ونقلت صحيفة الاهرام عن مصادر في جماعة الاخوان المسلمين قولها ان يوسف ندا الذي وصفته بانه “صاحب الكلمة العليا ” في إدارة الأزمة التي تعرضت لها الجماعة في مصر بعد احداث 30 جوان وجه رسالة الى قيادات الداخل من الصف الثاني والثالث بهذا المضمون واعتبر ان المصالحة مع النظام ضرورة لكن في الوقت المناسب. ويعول الاخوان في مصر حاليا على التظاهرات المناسباتية والفئوية بعد فشلهم في حشد الجماهير بالشوارع اثر اجراءات حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروضان منذ 14 اوت الماضي . وتتجه الانظار حاليا الى محاولة التنظيمات الطلابية المنتمية لجماعة الاخوان المسلمين اثارة الفوضى في الجامعات والمدارس لتعطيل الدراسة حيث اشار اخر تقرير لمؤشر الديمقراطية في مصر الصادر عن المركز التنموي الدولي امس الاثنين الى ان حجم الاحتجاجات الطلابية في مصر منذ مطلع العام الدراسى الجديد في 21 سبتمبر الماضي حتى الآن بلغت 233 احتجاجا شملت 24 جامعة ب 22 محافظة اضافة الى عشرات المدارس والثانويات والمعاهد. وأشار تقرير هذا المركز الحقوقي الى ان 60 بالمائة من هذه الاحتجاجات ذات طابع سياسي مشيرة الى تسجيل اعمال عنف داخل العديد من المنشآت التعليمية بمختلف أنواعها. ومن جهة اخرى يخطط أنصار الاخوان المسلمين لإثارة الفوضى اثناء محاكمة قيادات الاخوان وخلال مباراة العودة بين منتخبي مصر وغانا المقررة يوم 19 نوفمبر المقبل. وبالموازاة مع محاولات ايجاد حالة من عدم الاستقرار في البلاد تجرى محاولات ارهابية تستهدف الجيش المصري وقوات الامن في الوقت الذي وسعت فيه القوات المصرية عملياتها ضد الجماعت الارهابية الى وسط سيناء للمرة الاولى اول امس بالتزامن مع تواصل عمليات تمشيط مناطق في شمال سيناء فيما امتدت العميات الاستعراضية الارهابية مرة اخرى الى مناطق الدلتا بتنفيذ عملية جديدة امس استهدفت حاجزا امنيا في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة خلفت ثلاث قتلى في صفوف قوات الامن. وحسب الخبير الأمنى المصري العقيد خالد عكاشة فإن طريقة تنفيذ حادثة اغتيال 3 من رجال الشرطة حاجز جامعة المنصورة مشابهة لتنفيذ عملية كنيسة الوراق بالجيزة قبل اسبوع مشيرا الى ان هذه الحادثة هي رسالة بأن الفترة القادمة سوف تشهد موجة من التصعيد الإرهابى الواضح والمعلن مع محاكمة مرسى.