عبد المجيد عطار: ''الوسطاء، المركزية وكثرة الأموال سبب الرشوة في سوناطراك''
أرجع المدير العام الأسبق لشركة سوناطراك عبد المجيد عطار سبب الأوضاع التي آلت إليها الشركة الوطنية للمحروقات في الوقت الراهن، أي ما يعرف بفضائح سوناطراك 1 و2 إلى انتشار آفة كبيرة في الشركة تتمثّل في منح الصفقات لوسطاء دخلاء عن سوناطراك وعن الميدان تماما، بالإضافة إلى البحبوحة المالية التي عرفتها الشركة مؤخرا بسبب ارتفاع سعر البترول والمركزية في التسيير، إلى جانب المحسوبية أو ”البني عميس” في مراكز حساسة في الشركة. ”انتشار كبير للوسطاء داخل سوناطراك والبحبوحة المالية سبب ما يحدث الآن وما يعرف بفضائح سوناطراك”، بهذه الجملة فسّر المدير العام الأسبق للشركة الوطنية للمحروقات ”سوناطراك” عبد المجيد عطار خلال استضافته في فوروم يومية ”ليبرتي”، وقال عطار إنه من بين الأسباب الحقيقية التي يمكن تشخيصها في المشاكل والفضائح التي تمر بها الشركة مؤخرا والتي عرفت إعلاميا بفضيحة سوناطراك 2، هو ظهور ما يعرف بالتدخلات والوساطة من أجل الاستحواذ على الأسواق التي فتحتها الشركة على المستوى الوطني والدولي، مضيفا أن هذه الآفة التي نخرت جسم الشركة، انتشرت جراء البحبوحة المالية والتجارية التي عرفتها سوناطراك في الأعوام الأخيرة، قائلا ”نتج عن كثرة الأموال التي دخلت الشركة ظهور التدخلات الخارجية في تعاملات سوناطراك مع باقي المتعاملين الوطنيين والأجانب، وبالتالي كثرت عمليات الرشوة وارتفعت بصفة كبيرة في أوساط الإدارة”.وفي ذات السياق، كشف عبد المجيد عطار، أن هناك عاملا لا يقلّ أهمية في اتّساع ما يعرف بالفساد، وهو سوء التسيير الذي أدّى إلى التسبب في اختلال الموازنة المهنية والاقتصادية في الشركة، مستشهدا على ذلك بما يعرف بتبادل المسؤوليات ومنح القرارات المصيرية لغير أهلها، قائلا، ”المركزية في تسيير الشركة وانتزاع حرية اتّخاذ قرارات مدروسة بطريقة علمية واقتصادية ممنهجة في منح الصفقات للمتعاملين أدّى إلى تخلخل النمط الذي يتم من خلاله منح الأسواق”، ملمّحا إلى تداخل المسؤوليات بين إطارات الشركة والتي عرفت تناميا كبيرا خلال الفترة الماضية، وحول ورود أسماء كبيرة في فضيحة سوناطراك ومدى انعكاسها على عدّة عوامل على غرار افتقاد إطارات الشركة الحاليين للثقة والتركيز في العمل.وعلى هامش الفوروم، كشف عبد المجيد عطار لـ”النهار”، أن الأسرية أو ما يعرف ”بني عميس” انتشرت بطريقة رهيبة في الآونة الأخيرة في الشركة الوطنية للمحروقات، حيث أكد ذات المسئول أن هذه المعضلة أصبح لا يمكن التحكم فيها، خاصة وأنها انتشرت في كل المؤسسات الوطنية، إلا أن ما يقع في سوناطراك هو أمر أخطر، بما أن المشكلة هذه المرة تتمخض في كون ”بن عميس” تدرّجت إلى مواقع إدارية حساسة تتمحور في المناصب القيادية في تسيير الشركة.