عالم افتراضي يخترق الحدود الحمراء للعالم الواقعي..
مواقع التواصل الاجتماعي.. إدمان إلكتروني وصرخات استغاثة
عالم افتراضي يخترق الحدود الحمراء للعالم الواقعي..
وعلاقات زوجية على المحك..
عالم افتراضي يخترق الحدود الحمراء للعالم الواقعي.. لا يختلف اثنان حين نقول أن التكنولوجيا التي غزت حياتنا هي سلاح ذو حدين، فيها من الإيجابيات تماما كالسلبيات. لكن بالرغم من إدراكنا بسلبياتها لا مفر لنا منها، فأصبحت تُشكل جزءًا أساسيًا في الحياة العصرية. وبالتالي لاشك أن لها تأثير على مجريات حياتنا، فقد أعادت صياغة البناء الاجتماعي، واخترقت أسوار منازلنا وتحديدا العلاقة الزوجية. التي تقوم على أساس التواصل السليم، والحوار الدائم، والوضوح والصراحة في طبيعة العلاقة. خاصة ما يسمى «فيسبوك» الذي زادت شعبيته وتوسع استعماله لدى كل الفئات. فأحدثت هذه الشبكات الافتراضية تغييرا جذريا لمعالم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية أيضا. وأفرزت معها مشاكل اجتماعية لم نكن نعرفها من قبل، كما انها طوقت أفراد الأسرة بجدارات العزلة. وبالتالي انفرد كل منهم منكباً على حاسوبه يتصفح المواقع الالكترونية، أو غارقا في الحوارات مع أصدقاء أو مع أناس مجهولين. بعضها مفيدة، وبعضها لأغراض التسلية، فضرب في مقتل وتصدعت الرابطة الزوجية، فأصبحت ووسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «فيسبوك». أصبحت أقصر طرق الطلاق والانفصال بين الزوجين، وهو ما بتنا نقرؤه ونسمع عليه يوميا.. فأين الحل..
قبل أن تكون لنا كلمة في الموضوع وأهم السبل التي تجنبها هذه المخاطر. اخترنا لكم عينة من شهادات لأشخاص فتك بهم فيروس هذه التطبيقات..
السيدة نصيرة من العاصمة:
“من إبحار في عالم المحادثات إلى انفصال عاطفي كاد يهدم بيتي لولا ستر الله”
بهذه الكلمات بدأت السيدة نصيرة كلامها، وهي سيدة بيت وأم لثلاث أولاد، أكبرهم في الـ25 من العمر، لتضيف قائلة: في بداية زواجنا لم تكن الأمور هكذا، كنا منسجمين تماما. لكن بعد أن دخل لحياتنا ما يسمى الفايسبوك لم أعد أرى إلا عندما يخرج للعمل ويعود للبيت. يقضي معظم الوقت في غرفته مع هاتفه الذكي، لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب الغرفة. مدعيا أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فأبحر في عالم المحادثات والمغامرات. ولكم أن تتصوروا معاناتها النفسية هذه السيدة التي لم تجد بدا إلا أن تصبر من أجل أولادها. فقد وصل الأمر بينها وبين زوجها إلى انفصال عاطفي، وفي النهاية وصل إلى الطلاق. لأنها اكتشف خيانته لها من خلال دردشات اعتبرتها إنقاص من قيمتها لأنها لم تكن مقصرة معه في شيء. إلا أنها تصرفت بحكمة وعقلانية بدلا من العتاب والفضيحة والانفصال. زيادة إلا وجود الأولاد في حياتهما جعلها تتراجع كي لا تدمر أسرتها. كما وعدها تقول السيدة نصيرة أنه لن يعاود الكرة مرة أخرى.
رضوان من الوسط:
“وقعت زوجتي في المحظور.. فقررت الانفصال عنها”
من جهته أعرب السيد رضوان عن أسفه بل حزنه الشديد لمفارقة ابنته. ويقول: “لأن المرأة التي أعطيتها لقبي وأمنتها على شرفي لن تصن الأمانة ووقت في المحظور. فليس الرجل دائما هو المذنب في إدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي، أحيانا المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك. أم ابنتي كانت تجلس لساعات طويلة أمام الحاسوب وهروبها من القيام بواجباتها، ما أدخل في قلبي الريب. وبدأت الوساوس تلعب بعقلي، وكان لا بد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك”. كما أشار السيد رضوان في حديثه. إلى أن الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في الحفاظ على استقرار بيتها أو هلاكه. وقال أن بعض النساء يتصفن باللامبالاة وعدم وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت واحتياجات الأبناء. وبدلا من ذلك يقمن بإنفاق ساعات طويلة على الإنترنت، يتابعن حساباتهن وقائمة الأصدقاء والرد على مواقع التواصل الاجتماعي. ليختم كلامه قائلا: ” اكتشفت ما لكن يكن بالحسبان، فزوجتي تعرفت على العديد من الرجال من خلال الفايسبوك. وهذا ما أثار غضبي، فهي بحثت عن إشباع عاطفي افتراضي وهمي، وهو ما لم أقبل به. لأنه كان بمقدورها أن تناقشني فيما هي بحاجة إليه ونتفق مع بعض، حاولت تبرير أفعالها، لكني لم أقتنع. وقررت الانفصال، لكن ابنتي دوما في بالي”
السيدة حفيظة من الشرق:
“سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري”
تقول السيدة حفيظة وهي إطار في قطاع التربية: “إن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد نسبة الخلافات الزوجية. مؤكدة إمكانية تطور تلك الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا إلى انفصال الزوجين وطلب الزوجة خاصة للطلاق. حيث أصبحت حالات الطلاق مشهدا مألوفا عرف طريقه إلى أروقة المحاكم. بسبب مواقع التواصل وهذا أمر غريب وجديد على مجتمعاتنا العربية. حيث وصل الأمر إلى تجاوز ما تسمح به قيمنا وعاداتنا الأصيلة. فنتجت خلافات أسرية تقفز خارج أسوار المنزل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي زادت فجوة توتر العلاقات بين الأزواج. فصارت النسوة يشتكين إدمان أزواجهن الانترنت والهواتف الذكية، ورجال باتت بيوتهن شبه خالية لأن المرأة منشغلة عن بيتها. فانعدم الحوار، وغاب التواصل، وطفت على السطح أشواك البعد. وتزداد درجة العصبية في التعامل وكل هذا بسبب سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.”
كلمة لابد منها
حقا ليس من السهل الخوض في موضوع بهذه الحساسية لأننا لن نفيه حقه كما يجب، ولكن لابد من التحسيس. وهذا أضعف الإيمان، فنحن كمجتمع مسلم عربي لا يليق بنا العبث بالميثاق الغليظ. ولا يجب أن نتركه يهوي إلى مستنقع التطبيقات الهاتفية، لتأخذ الخيانة الزوجية صيغة ثانية بحلة إلكترونية. حيث يدخل الرجل أو المرأة في محادثات عبر “المسنجر” أو غيره فيتعرف على شخص آخر افتراضي في البداية. ثم تتحول لحقيقية لاحقا، ومن ثما تبدأ العلاقة، فيبدأ الشك يلعب لعبته، وقد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجية.
ولحماية العلاقة من هذه الآثار نقترح ما يلي:
تنظيم استخدام الأجهزة الالكترونية:
ولاسيما حينما يدمن عليها أحد الطرفين، ويقضي فيها وقتًا طويلًا ينافس الوقت الذي ينبغي أن يقضيه الزوجان مع بعضهما. حتى لا تكبر الهوة بينهما، ويسعيان بدلًا من ذلك للتقارب وإزالة أسباب الخلاف.
الشفافية بين الزوجين:
لا ندعم أن يخترق الزوجان خصوصية بعضهما. لكن لا يجب أن يكون هناك حالة من الغموض والسرية في نشاط الزوجين على مواقع التواصل الاجتماعي. حتى تتفادى الشكوك ولا تغذيها بالتصنت والتجسس على حسابات الطرف الآخر باستمرار.
تخصيص وقت للمحادثة وجهاً لوجه:
يؤدي التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ابتعاد الزوجين عن بعضهما البعض. يجب أن يتحرر الزوجان من سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتحدثا مع بعضهما وجهاً لوجه.
تخصيص أماكن في البيت خالية من وسائل التواصل الاجتماعي:
يجب أن يحرص الزوجان على تخصيص أماكن في المنزل يمنع فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كغرفة النوم ومائدة الطعام مثلاً.
استبدال الحب الافتراضي بكلمات حقيقية:
قد يستغرق ذلك بعض الوقت والجهد لتغيير هذه العادات. ولكن لا يوجد أفضل من إظهار الحب من خلال الكلمات الحقيقة التي يتبادلها الزوجان معا. ليصبح لتلك المشاعر معنى وحس مادي، يجعلنا نتمسك به ونشتاق للعيش رونقه في الواقع.
عدم قبول أصدقاء وهميين أو غير معروفين:
حديثنا في هذا الموضوع لا يعني أن نكون في معزل عن العالم وعن التطور التكنولوجي. لكن على الزوجان أن يحذرا من الأصدقاء الوهميين بالكامل. فعلى الأقل يجب أن يكون صاحب الحساب بمعلومات حقيقية أو صديقاً لصديق.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar