طيف أبي يلاحقني ويقض مضجعي

السلام عليكم، سيدتي أتأسف أنني جئتك باكية محطمة، فصدقيني لم أجد سواك صدرا حنونا. يحتوي أوجاعي ويضمد جرح قلبي. أنا شابة في الثلاثين من عمري، متزوجة حديثا من إنسان رائع أحبني بصدق ولم يختر سواي رفيقة لدربه. تزوجت وقد كان خالي وكيلا لي بعد أن هجرنا والدي منذ سنوات ولم نعد نعرف عنه شيئا.

صدقني سيدتي، وجدت في زوجي كل معالم الحنان، حيث أنني وجدت لديه كل ما إفتقدته من والدي الذي عاش حياته في مدينة أخرى. إلا أنني وفي عديد الأحيان أتمنى لو أن لي ابا. يزورني ويطمئن عليّ ويتقصى أخباري. ويكون لي الأمان هوس عشت به إلى غاية اليوم الذي تنامى لمسامعي من عمي. أن والدي إنتقل إلى الرفيق الأعلى. لأجد الهواجس تحاصرني من كل حدب وصوب وترهقني.

طيف أبي يلاحقني ويقض مضجعي

صحيح أنني لا أعرف عنه الكثير، ولكن غيابه عن حياتي أنا وإخوتي كانت عقدة عمري ووفاته خلقت في قلبي شجنا لا ينتهي. حيث يؤلمني اليوم أن لا يكون لي معه من الذكريات شيء، بذلك يوجعني أنه لم يحضر زفافي. ولن يكون جدا لأولاد سأنجبهم لاحقا بإذن المولى.

لم تشفع كلمات أمي ولا طبطبة زوجي على قلبي في أن أخرج من هالة الأحزان، فبالله عليك سيدتي هل ما يحدث معي عقلاني لأن طيف أبي يلاحقني ويقض مضجعي.

التائهة ب.نجوى من الجنوب الجزائري

الرد:

سيدتي. لا يمكن لأحد أن يعوضنا حرماننا من حنان الوالدين، حيث أنه ما من إنسان إلا ويبقى متعطشا لأي لمسة حانية وطبطبة. و كما ذكرت حتى تسوده السكينة فيحس بالأمان. لذلك أتفهم إحساسك وشعورك حيث وبالرغم من أنك بنيت أسرتك مع إنسان منحك من الحنان فيضا، إلا أن شغفك بوالدك لم ينته بالعكس. فقد زدت تعطشا ونهما. ولأنه إنتقل إلى الرفيق الأعلى فلم يعد لك إلا الدعاء له بالرحمة .

طيف أبي يلاحقني ويقض مضجعي

ثم عليك أن تحيي علة وقع الأمل. وبذلك تضمني لأبنائك حضنا دافئا لا يشبه ما عشته أنت من حرمان في شيء، فترسبات ما عانيته لا يجب أن ينتقل إلى أبنائك، وكل ما لديك من طاقة وحنان ويجب أن تترجميها في حياتك مع زوجك وأمك وإخوتك. كذلك أبناءك حتى تبدو لك الحياة أفضل وأجمل.

لا يسعك بنيتي. العودة إلى الماضي كما لا يمكن للمرء. أن يسطر حياته بالقدر الذي يريده، هو إمتحان من الله تحيين تفاصيله، فلتحمديه وتشكريه ولا تكون يمن القانطين.