صناعة الحديد و الصلب: سيدار و ارسيلور ميتال يوقعان عقدا جديدا للمساهمين
وقع المجمع العمومي لصناعة الحديد و الصلب “سيدار” و شريكه رقم واحد في العالم للصب “ارسيلور ميتال” اليوم ، بالجزائر العاصمة عقدا جديدا للمساهمين يمنح بموجبه 51 بالمائة من رأسمال مركب الحجار (عنابة) لمجمع سيدار، و يهدف الاتفاق الذي وقع بحضور وزير التنمية الصناعية و ترقية الاستثمار عمارة بن يونس و صاحب العملاق العالمي للصلب لاكشمي ميتال إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية لمركب الحجار من مليون طن إلى 2.2 مليون طن في السنة 2017. و يقارب الاستثمار الذي سيقوم به الشريكان مليار دولار منهم 720 مليون دولار تمثل الاستثمار المباشر الموجه لتحديث المركب حسب بن يونس، وأكد بن يونس للصحافة على هامش هذا التوقيع انه سيتم تمويل الاستثمار المباشر بنحو 600 مليون دولار من خلال قرض بنكي يمنحه بنك جزائري بشروط مربحة و 120 مليون دولار من الأموال الخاصة للشريكين، و أضاف الوزير أن هذا المخطط الاستثماري الطموح سيساهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق الوطنية بمواد الحديد و الصلب المقدرة بخمسة ملايين طن سنويا و ضمان تنافسية و ديمومة مركب الحجار، ولا يغطي الحجار الذي أعاد شراء 70 بالمائة من أسهمه سنة 2001 الهندي ايسبات التابع للرائد العالمي للحديد و الصلب ميتال حاليا سوى 10 بالمائة من الطلب الوطني على الصلب الذي يسجل تزايدا بنسبة 6 بالمائة سنويا و هو مستوى أعلى بكثير عن نسبة نمو الناتج الداخلي الخام حسب الأرقام التي قدمها الوزير. و أوضح ، بن يونس، أن هذا المخطط لتحديث الحجار الذي يعتبر فخر الصناعة الوطنية تم إعداده على أساس تشخيص للوضع الحالي و يستجيب للأسباب الثلاثة لاختلاله و هي قدم المنشآت و تسرب الكفاءات و اللاإستقرار الاجتماعي. و من جهة أخرى فان الطاقات الموجودة بالحجار ليست مكيفة مع احتياجات السوق الجزائرية من المنتوجات الطويلة الموجهة للبناء. و يقرر مخطط التنمية المحدد لهذا الشأن انجاز فرع كهربائي جديد بطاقة مليون طن من دوائر الخرسانة سنويا. و قال الوزير أن فرع الحديد و الصلب يعتبر محورا استراتيجيا لبرنامجنا التنموي و لإدماج الإنتاج الصناعي الوطني. و المشاريع التنموية مقررة من خلال الفرع الكهربائي الذي يستعمل الخردة (الحديد المستعمل من قبل). و من اجل سد عدم توفر كميات الخردة بالقدر الكافي من المقرر إنتاج بالجزائر مصانع للمواد الأولية لتموين وحدات الحديد و الصلب بما فيها مصنع الحجار. و سيتم ضمان هذا المهمة باستعمال المواد الأولية المحلية من خلال استغلال حقول مناجم غار جبيلات و مشري عبد العزيز في ولاية تندوف حسبما أكد السيد بن يونس. و أضاف الوزير قائلا “هدفنا هو تغطية في أفق 2020 على الأقل 75 بالمائة من احتياجاتنا من مواد الحديد و الصلب، و أعرب من جهته المسؤول الأول لارسيلور ميتال عن ارتياحه لإبرام هذا الاتفاق التاريخي حيث شكر جميع الأطراف التي ساهمت في إبرامه. و أضاف أن هذا الاتفاق مثلما ابرم يحافظ على مصالح الشريكين و سيساعد الجزائر على تحقيق اكتفائها الذاتي في مجال الحديد.