صرخة واستشارة.. يقلّل من قيمتي ويزدريني فقط لأنني طيّبة!
طيبة قلبي وتقديري للغير هو ما جعلني اليوم أحيا في الحضيض إلى جانب خطيب يعاملني بازدراء، أنا مثقفة وجامعية.
كما أنني على قدر كبير من الجمال، وقد كان بإمكاني أن أختار عريس الأحلام بما يتماشى مع كياني.
إلا أنني فضلت اختيار الشهم الأصيل الذي سيرفع من قيمتي، غير أن تخميناتي لم تكن في محلّها.
خطيبي ليس بالساذج حتى يعلم أن طيبتي أمر جبلت عليه ومن أنّ احترامي للغير من أبجديات حياتي.
وتساهلت وأهلي معه في مسألة المهر وكل الأمور المادية.
إلا أنني لم أعلم بأني كنت بذلك أهديه مفاتيح،صار اليوم يستعملها،وكأني به يمنّ عليّ لأنه تقدم لخطبتي وكأنّ بي علّة.
حدّثته في الأمر ونهيته عن التمادي، وسألته الفراق وفسخ ما بيننا إن كان يجد أنني لست أناسبه.
إلا أنني تفاجأت به يصرّ أنه لن يجد في مثل طيبتي وأسرتي.
أو في مثل احتوائي وقبولي بعديد الأمور التي تدخل في أحلام أيّ بنت في سني.
لست أدري لماذا أحسّ بأنه عليّ التغيّر الجذري في معاملتي لهذا الإنسان.
ولست أكذب إن قلت إنني سأبدأ فعلا في التغيّر من أجل كرامتي وكرامة أهلي.
فلا يجوز أن أداس بهذه الطريقة من إنسان سأهبه حياتي وعنفواني،وهو يعاملني بأسلوب أقلّ ما يقال عنه أنه سيّء جدا.
المنهكة “ن.رانيا” من الشرق
الرد:
لا يوجد ما هو أحسن من المعاملة الطيبة التي تؤلّف بين القلوب وتبعث بالسكينة بين الأفئدة.
ولعلّ عنوان أيّ علاقة يكون بدءًا من تعاملات ومعاملات الأطراف فيها.
فما كان منها ليّنا فهو الأجمل والأدوم، وما كان منها سيّئا يبقى على المحكّ تتجاذبه الشكوك والتذمرات.
أحسّ بما تكابدينه أختاه،فما أبنته من حسن أخلاق وتصرف مع هذا الخطيب لا يجب أن يجازى بمثل هذه التصرفات منه.
فتاة كيّسة ولطيفة، تعي ما لها وما عليها لا تجد من الخطيب الذي اختارته بسموّ أخلاقه إلا الصدّ والتعتير.
وكأني بك أنت التّي من طلبت وصاله وأقحمت نفسك في حياته وليس العكس.
جادلته وأخبرته بما يزعجك ويجعلك أمامه في قمة الانزعاج، فلم يبدِ أي اعتذار ولم يغيّر من طبعه.
ولعلّ ما زاد الطين بلّة، أنه طلب منك عدم الإصرار عليه بفسخ ما بينكما من خطبة.
وأظن أن غطرسة هذا الخطيب لن تنتهي حتى وأنت على ذمّته زوجة.
لأنه وعلى ما يبدو يعاني عقدة نقص تتمثّل في إشباعه لغروره بإلحاق الأذى النفسي لمن هم أحسن منه.
وما أنصحك به أختاه، أن تجعلي لهذا الخطيب حدّا أمام أهله وأهلك، بإخبارهم بما يقوم به معك وحيال والديك.
وتطالبيه أمامهم بضرورة التغيير، فالحياة الزوجية حياة رحمة ومودّة وليست انتقاصا لكرامة أي من الطرفين على حساب الآخر.
ومن احتقرك اليوم يمكنك أن تكوني أنت جيشه الوحيد إن هو وقع في مشكلة أو معضلة ما.
لا تفوّتي فرصة وضع النقاط على الحروف مع هذا الرجل قبل أن تلجي بيته.
فبعض المواقف إن لم نصححها في وقتها، تجدنا نتجرع الندامة أبد الدهر.