صرخة واستشارة.. خطيبتي كثيرة التعلق بالأنترنت.. وهذا أدخل فيّ الشك والريب
أنا شاب مقبل على الزواج، وكلنا نعلم أن هو الأهم في حياة أي رجل على الإطلاق، والأهمية تكمن بشريكة الحياة.
فهي خير متاع، وصلاحها يعني صلاح الأسرة، وفسادها يعني فسادها وتعكر صوف الحياة.
مشكلتي سيدتي أن الزوجة التي سأكمل إلى جانبها حياتي شديدة التعلق بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
لا أنكر أنها فتاة طيّبة للغاية، ذات حياء وأخلاق عالية، متحجبة وملتزمة بصلاتها والحمد لله، تعرفت عليها عن طريق العائلة.
بعد الخطبة أحسست أن عقلها كبير، بالرغم من خبرتها القليلة في الحياة، لكن أحيانا يكون لها خرجات تبث فيّ الريب.
أنا شاب عامل في منصب محترم، سيرتي طيبة، مررت بفترة طيش انسقت فيها وراء شهوات الدنيا، لكن تبت إلى الله.
إلا أن الفتاة التي خطبتها أجد لديها خلفية واسعة ومعلومات كبيرة عن كل ما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولديها دراية كبيرة بكل التطبيقات الإلكترونية الموجودة، وفي المقابل، لما أسألها إن كانت تدخل لتلك المواقع، تنفي.
أنا أجزم أنها تستعمل تلك المواقع، لكن لست أتهمها إن كان بطريقة مشروعة أم لا.
صدقيني إن قلت لك إنني أخشى أن تكون هذه عقوبة لي عما أذنبت فيما سبق.
والآن أشعر بحيرة شديدة، وحتى لا أكون ظالما في حقها، فالبنت محترمة في كلامها، لكن الشك يلاحقني.
“م.أ” من تيارت
الــــــــــــــــرد:
من المؤكد من خلال رسالتك أن خطيبتك فتاة ذات أخلاق وحياء، أما الشكوك والظنون التي تراودك.
فما هي إلا إسقاط لما نسمعه ونراه في مجتمعنا الحالي، حيث غزت البيوت وصارت تلاحقنا في كل مكان.
ومن فضل الله ورحمته أن لها جانبا من الخير في التواصل أحيانا وفي المواقع الدينية المباركة.
أظن أن هذا ما جعلك تشك في كلامها، لأنك ترى أن الظاهرة صارت عامة لا يوجد من هو معصوم منها.
فعممتها على خطيبتك أيضا،وحين قلت إنك كنت فيما سبق تذنب والحمد لله تبت إلى الله،أنك تخشى أن يكون ذلك ابتلاء.
ودليل ذلك أنك تحمل صورتين في ذهنك لزوجتك المستقلبية، الأولى صورة لتلك الفتاة والمحتشمة والمتدينة والملتزمة بصلاتها.
والثانية تلك الفتاة التي تعرف الكثير عن الأنترنت،والتي تنكر أنها من رواد المواقع الإلكترونية، فأنت تأبى أن تصدق الصورة الأولى.
وتركز على الثانية لسببين، ما تراه في المجتمع، وما عشته أنت سابقا.
ثم تذكر أخي قوله تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم..”
أرجوك بدلا من التركيز على السلبيات، استحضر الحقائق والصور الجميلة للزوجة الكريمة التي تلتزم بالحجاب، وتحافظ على صلاتها، والعقل المتزن.
أما الهواجس، فدعك منها، وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أنه لا عيب في أن تستعمل الفتاة تلك المواقع استعمالا عقلانيا ومشروعا.
فدع القلق وابدأ الحوار بطريقة راقية فيها الكثير من الودّ مع شريكة المستقبل، حتى تجد سبيلا لتبديد هذه الحيرة.
وافتح قلبك لزوجتك، وحلّقا معا في آفاق رحبة عالية تجاه بيت المستقبل.