شعارات سياسيــــة محضة.. ''دعاة التغيير'' يغــــردون خــــــارج السرب

مفرقعــــــــات وشعــــــارات رياضية تخرب ما حاول ”التغييريون” تحقيقه
لم تخلو مسيرة الـ12 فيفري التي قادتها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، من ترديد هتافات وشعارات، أغلبها مستنسخة من شعارات الثورات الشعبية في مصر وتونس، فمن ”الشعب يريد إسقاط النظام”، إلى ”النظام ارحل”، كانت شعارات حلفاء سعيد سعدي زعيم حزب ”الأرسيدي”، وعلي بن حاج الرجل الثاني في ”الفيس” المحل، اللذان طغا ظلهما على العدد المحدود جدا للمتظاهرين الذين شاركوا في مسيرة أمس الأول.انقسمت المسيرة إلى ثلاثة أفواج داعمة ورابع مضاد، جزء نادى بالديمقراطية وردد شعارات ”دولة إسلامية” وهلل وكبر وكأنه أحد الأعياد، وهي الفئة ”المناصرة” للرجل الثاني في الفيس المحل، علي بن حاج، وجزء آخر، ردد شعارات ”الديمقراطية والتغيير”، على غرار جزائر حرة ديمقراطية، ”الشعب يريد إسقاط النظام”، وهي شعارات مشتركة، في حين ردد أنصار سعيد سعدي هتافات ”العشرية السوداء” وأخرى دأب ”الأرسيديون” على ترديدها كلما سنحت لهم الفرصة، وتحولت المسيرة التي كان حريا بها الدفاع عن مطالب الشعب البسيط الذي لا يطالب سوى بسكن محترم وعمل يغنيه عن ذل السؤال والأمن و”الهنا” في جزائر هادئة، إلى مسيرة يتناحر منظموها على كسب مزيد من الداعمين والهدف واحد سياسي ”الكرسي”، كل الشعارات كانت تدل على ذلك، والمضحك في الأمر هو أن السحر انقلب على الساحر، وعوض أن يدعم المواطنون مسيرة ”التغيير”، تظاهروا ضدها وشكل أبناء العاصمة سربا آخر طالب برحيلهم الفوري، ونادى بحياة الرئيس بوتفليقة وردد الشعارات المألوفة المنتجة محليا لا تلك المستنسخة، من ”وان تو ثري فيفا لالجيري”، إلى ”بوتفليقة ماشي مبارك.. سعيد سعدي روح لدارك”، وأخرى تسأل المنظمين عن مكان تواجدهم حينما احتج الجزائريون على ارتفاع أسعار ”الزيت والسكر” ”كي نضنا حنا وين كنتو نتوما”، فضلا عن انتقادات أخرى وجهت للمبادرين بالمسيرة، كتساؤل الشباب المضاد للمسيرة عن مكان تواجد أبناء سعيد سعدي، الذين قالوا أنهم يدرسون جميعا في دول خارج الوطن، ووجود مساكنهم في مناطق آمنة، ورغبة الداعين للمسيرة إلى تهويل الأوضاع وتخريبها أمام مقرات سكن ”الزوالية” -على حد تعبير الشباب المتظاهر، والطريف في الأمر أن خروج المسيرة عن منحاها، لم يكن فقط بفريق مضاد وفرق متناحرة حاولت التحالف رغم عدم اتفاقها على المبدأ، بل دخول شباب يرغب في الترفيه وسط المتظاهرين، ومناداته لإحدى السيدات التي كانت حاضرة في المسيرة والتي كانت تندد بالنظام القائم، بأن ترتدي الحجاب، حيث ردد الشباب ”يا مرا ديري حجاب”، كما رددوا شعارات رياضية على غرار ”بلوزداد الشهداء”، و”آلي شباب زوج”، وهو ما أذهل الحضور الذي اعتقد أن الأمر يتعلق بتشجيعات في الملاعب لا بمسيرة منادية للتغيير، خاصة وأن الهتافات امتزجت بأصوات المفرقعات التي اختار أصحابها الاحتفال المبكر بالمولد النبوي الشريف.