شركات مهدّدة بالإفلاس بسبب فوائد البنوك
أكد الخبير الاقتصادي ”بشير مصيطفى”، أن البنوك الجزائرية مطالبة بتخفيض نسبة الفائدة على القروض البنكية لتحفيز الاستثمار وتفادي الأزمة التي قد تؤدّي إلى إفلاس العديد من المؤسّسات أو الشركات الخاصة التي ستقوم بإنجاز المخطّط الخماسي الجاري.وقال، أمس، ”بشير مصيطفى”، في اتّصال بـ”النهار”، إنه على الدولة تشجيع الاستثمار الخاص عن طريق منح القروض البنكية الاستثمارية، وخفض الفائدة إلى أدنى المستويات والمقدّرة حاليا بـ٤ من المائة في المؤسّسات المالية العمومية والخاصة، بسبب الأزمة المالية التي قد تعصف بالجزائر خلال السنوات المقبلة.وأوضح الخبير الاقتصادي، أن المؤسسات الخاصة ستعاني من تبعات الأزمة المالية الأوربية وستؤدّي إلى إفلاس الكثير منها، في حال لم تتم الدولة بوضع مخطّط خاص يضمن تخفيض نسبة الفائدة ومنح القروض والمساعدات المالية، لمساعداتها على التصدّي لهذه الأخيرة.وفي السياق ذاته، أضاف المتحدّث، أن طبيعة الاقتصاد الوطني الريعي والجامد سيُعمّق الأزمة، من خلال اعتماده على مؤسّسات كبرى في الإنتاج والتي لا تحتاج إلى تمويل أو قروض لكونها مدعّمة مباشرة من قبل الدولة، وهذا ما سيكون غائبا في السنوات المقبلة، وبالتالي فإن هذه المؤسسات مطالبة بزيادة الإنتاج، وإلا فإنها ستتأثر كثيرا.أما بالنسبة لتأثير الأزمة في المؤسسات الخاصة، فأوضح الأستاذ في الاقتصاد، أنه خلال هذه الفترة سيكون هناك فائض في الإنتاج؛ وبالتالي نقص في البيع وكساد في السلع، مما سيؤدّي إلى خسائر كبيرة يقابلها إفلاس وشيك، خاصة بالنسبة للشركات التي تنشط في مجال البناء والمساهمة في إنجاز مشاريع المخطّط الخماسي الجاري.وذكر المتحدّث، أن نفس الإجراء الذي قامت به الدول الكبرى، مثل أمريكا وفرنسا واليابان التي قامت بتخفيض سعر الفائدة إلى ”صفر” من المائة، كما وضعت تحفيزات من أجل جلب الاستثمارات الخاصة، ووضع سياسات نقدية لتقوية الصناعات الكبرى.وبشأن تخفيض إنتاج النفط، أشار ”مصيطفى”، إلى أنه من المحتمل أن تواجه الجزائر عجزا وشللا في القطاع الاقتصادي، خاصة وأن الأزمة المالية السيادية في أوروبا تتّسع يوما بعد يوم، ما يدعو إلى التقشّف أكثر في الوقود والطلب على البترول، وهذا حتما سيؤدّي إلى انهيار آخر في أسعار البترول، وعدّ المتحدّث الإجراء المتّخذ من قبل سوناطراك القاضي بخفض الإنتاج، هو الحلّ الوحيد لاستقرار أسعار النفط. وقال الدكتور والخبير الاقتصادي ”بشير مصيطفى”، إنه كان قد حذّر في وقت سابق من تداعيات الأزمة الحالية في تراجع أسعار النفط، حيث صرّح أن الجزائر مقبلة على شلل شبه كلّي يمسّ مختلف المشاريع، وأن سياسة التقشّف ستكون كبيرة.