شح الأمطار وانخفاض مخزون السدود.. شبح الجفاف يهدد الجزائر
يخيم شبح الجفاف خلال السنة الجارية على العديد من ولايات الوطن، بسبب قلة تساقط الأمطار مما أدى إلى أزمة حادة من حيث التزود بمياه الشرب. وهو الأمر الذي جعل السلطات المعنية تتخذ قرارات بقطع المياه على المواطنين بالتناوب، بسبب تدني مخزون السدود.
وكان المواطنون يترقبون حلول فصل خريف ممطر بعد الفيضانات التي ضربت ولايتي المسيلة وأم البواقي، بداية شهر سبتمبر وأكتوبر، إلا ان آمالهم تبخرت سرعان ما عاد الجو الحار إلى ما كان عليه.
ومن جهتهم، يتخوف فلاحو الجزائر من قلة مردود مختلف المحاصيل الفلاحية التي زرعوها، سبب معاناتهم منذ أزيد من سنة من ظاهرة الجفاف الذي أثّر سلبا على الكثير من المحاصيل الزراعية.
وعلى الرغم من نذرة الأمطار خلال خريف هذه السنة والتي تعتبر مصدرا للسقي، إلا أن الفلاح الجزائري يبقى متفائلا ومترقبا حلول فصل الشتاء لجني محاصيله الزراعية، وتفادي تكرار سيناريوهات سنوات مضت .
ولم يشهد شهرا نوفمبر تساقطاً كبيراً للأمطار، التي تراجعت بنسبة فاقت 80 في المائة، مقارنة بالأعوام السابقة.
وقد حذر الاتحاد الإفريقي ومؤسسة “القدرات الإفريقية لمواجهة المخاطر”، اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث، من تداعيات تغير المناخ على الكوارث التي تضرب القارة من حين لآخر.
ودعا بيان مشترك صادر عن الاتحاد والمؤسسة، إلى التركيز على القضايا المناخية في ظل التقرير الخاص للأمم المتحدة بشأن الجفاف، والذي حذر من أن الجفاف قد يكون الوباء التالي الذي تشهده إفريقيا.
وذكر البيان أن القارة الإفريقية تواجه أضرارًا جانبية هائلة، تشكل مخاطر على اقتصاداتها واستثماراتها في البنية التحتية وأنظمة المياه والغذاء والصحة العامة والزراعة وسبل العيش، وتهدد بالتراجع عن مكاسبها الإنمائية المتواضعة والانزلاق إلى مستويات أعلى من الفقر المدقع.
وتجدر الإشارة، إلى أن وزارة الشؤون الدينية قد دعت الجزائريين لأداء صلاة الاستسقاء يوم السبت 61 أكتوبر، وذلك بعد التراجع الكبير لتساقط الأمطار في هذه الفترة التي تتميز في العادة بانخفاض حاد لدراجات الحرارة، وتساقط أولي للثلوج على المناطق التي لا يتعدى ارتفاعها 1000 متر.