شاب جزائري يضلل العراقيين والجيـش الأمريكي 8 سنوات بهوية مزورة
يكشف تحقيق ميداني قامت به «النهار» بخصوص الموقوف السابق في السجون العراقية محمد علي بوجنانة المنحدر من ولاية سطيف، أن هذا الاسم لا وجود له أصلا، وأن المعني كنيته غير ذلك، وحقائق تخفت عن الجيش الأمريكي حين توقيف المعني خلال غزو الأمريكان للعراق، فيما اصطلح يومها بالقضاء على الترسانة النووية، وقضى العشرات من المساجين الجزائريين هنالك سنوات طويلة في غياهب السجون في ظروف أقل ما يقال عنها لا ترقى إلى مستوى الإنسانية، فالتفاصيل التي تنفرد «النهار» حصريا بنشرها عقب تنقل مباشر لمسقط رأس المعني الذي اتضح بأن اسمه الحقيقي بريكة مسعود من بلدية مينار زارزة.. وهنا تبدأ الحقائق ..تشكل الأسماء الثلاثية في الخليج العربي ومنطقة شبه الجزيرة العربية أحد ركائز المجتمع لطبيعة التكوين المجتمعي لديهم، الشيء الذي يجعل الأسماء الثنائية بالمنطقة شبه منعدمة أو خالية تماما، التركيب الاسمي لتسميات الأشخاص هنالك من العادات والتقاليد مما يجعل الزائر هنالك فور النطق باسمه تتحدد طبيعته وجنسيته وأصوله ومكان قدومه، وهو الأمر الذي دفع بالبعض من الجزائريين على غرار كنية محمد علي بوجنانة لأن تقنع سجانيه حينها دونما البحث في تفاصيل شخصه وحقيقة هويته. «النهار» ارتأت الوقوف على الحقيقة ونقلها للقارئ تقريبا للوقائع والصور لحق الرأي العام في معرفة كثير التفاصيل حول القادمين من السجون العراقية من الجزائريين بين مغرر بهم وآخرين ذهبوا طواعية، وللتاريخ حكم عليهم وحقيقة اليوم بادية للعيان بين هذا وبذلك تتراءى الكثير من متجليات الحقيقة في دفاتر الموقوفين.
هكذا تم توقيف محمد علي بريكة على الحدود السورية العراقية وبيعه
يقول أهل المعني صاحب هاته الكنية غير الحقيقية، أن ابنهم مسعود بريكة راح ضحية غدر وبيع بالدولار يومها لأجل السياسة، اليوم البعض ممن كانوا في غياهب السجون العراقية يرفضون الحديث فقط بتلك التصاريح التي يدلون بها للمحققين، فيما الرأي العام باهت مما يجري. انتقلنا إلى مسقط رأس مسعود بريكة الذي من المنتظر أن يطل خلال أيام على والديه وإخوته وأقاربه وأهله بعد سنوات طويلة من الانتظار وفقدان الأمل حتى البصيص منه، لكن إرادة الدولة في استعادة وحماية أبنائها أكثر من أي تفكير آخر فقط لكرامة الجزائري التي عادت بعد سنوات العشرية السوداء التي راحت فيها الكثير من المقومات. وصولنا لبلدية مينار زارزة الواقعة في أعالي جبال ولاية ميلة ليس بالشيء السهل، والدخول إليها دون أهلها يعتبر ضربا من المستحيل، فهي للوقت القريب عانت على غرار العديد من مناطق الولاية والوطن جسامة الإرهاب، بداية كان من الواجب معرفة مسقط رأسه بالاتصال بالسلطات المحلية التي نرفع لها الشكر ممثلة في رئيس البلدية ونائبه على مساعدته لنا في الوصول للمنطقة ومحاورة أهله وأقاربه لنقل الحقيقة وفقط، وكانت البداية بمعرفة أن محمد علي بوجنانة اسم لا أساس له من الصحة ولاجود له، إلا فيما كتب أيام توقيف الشخص الحقيقي المعروف باسم مسعود بريكة في عام 2005، تشير المعلومات التي أفاد بها أهله أن مسعود من طيبة أهل المنطقة كان من دارسي القرآن منذ صغره، وعرف عليه حبه للمجتمع على حد قولهم ورصانته واعتداله، وكان يدرس بمكان يتجمع فيه الأطفال بالمنطقة نظرا للطبيعة المعروفة بها بلدية مينار زارزة وغياب مناح حياتية عامة نشطة في التسعينيات، قبل أن يقرر التنقل نحو السانية بوهران رفقة أحد أبناء عمومته ويتعلق الأمر بالمسمى «ع.ر» والذي تم إطلاق سراحه قبيل شهر رمضان المنصرم بالضبط في شهر جوان، يقول المقربون من مسعود وقريبه، مضيفين بأن الإثنين درسا لمدة من الزمن بالسانية بحثا عن العلم والقرآن قبل أن يتفقا مع إحدى الجهات على مواصلة تدريسهما بسوريا .. لتبدأ المغامرة.
2005 آخر أيام اتصالات مسعود بأهله بمينار زارزة في ميلة
كانت سنة 2005 من السنوات الأخيرة التي بدأ فيها حبل الاتصال ينقطع بالسيد مسعود مع إخوته وبقية عائلته، قبل أن تردهم معلومات عن توقيفه في منطقة العرف بالحدود السورية، أين قدم الاسم الثلاثي محمد علي بوجنانة والذي تشير المصادر المحلية الرسمية بأنه منح اسما ثلاثيا في محاولة للتهرب من التوقيف حينها، لكن تواصل ذلك وهنا وجب الإشارة أن السن الحقيقي لمسعود حين توقيفه كان 18 عاما، بينما قريبه الذي أوقف معه 20 عاما، وهاهو اليوم مسعود يبلغ من العمر 28 عاما يقول أخوه محمد بأن مسعود انقطعت منذ سنة 2005 الاتصالات به، لكنها عادت وبصورة متقطعة من العام 2011 عبارة عن مكالمات لمطالبتهم بالتدخل لدى السلطات العليا للبلاد ووزارة الخارجية بالتحديد للتدخل في وضعيته الخاصة، أين قام أحد إخوانه بالتنقل إلى العاصمة حاملا صورة أخيه مسعود وكنيته الحقيقية، وباشرت الجزائر في متابعة الملف، وهي الإرادة التي أبدتها أعلى سلطة في البلاد بمتابعة ملف جميع المساجين الجزائريين بالعراق، قبل إطلاق سراحه في ظل اتفاقية الجزائر والعراق، وآخر زيارة لوزير خارجية الجزائر هناك. اليوم الجميع بمشتة غدير القروة ببلدية مينار زارزة أو مشتة برأيك لكون ما يزيد عن 96 بالمائة من أهلها يحملون اللقب بريكة، معروفين بتسامحهم وأخلاقهم وطيبتهم، اليوم جميع السكان ينتظرون حتى والده الطاعن في السن ووالدته وجميع إخوانه ينتظرون ابنهم الذي ذهب وهو يبلغ من العمر 18 عاما وعاد وعمره 28 عاما غالبيتها في غياهب السجن.