سيد عبد الحفيظ (مدير الكرة في النادي الأهلي المصري ) لـ”النهار”: ”لا نوم ولا أكل حتى نقتصّ من القتلة… والجزائريون أثبتوا على معدنهم النفيس”
في اتصال هاتفي جمعنا به سهرة أول أمس، أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في النادي الأهلي المصري، أن الأمور تسير على أفضل ما يرام للكشف عن تفاصيل الحادث المؤلم الذي تعرض له جمهور الفريق في بور سعيد، أين قتل أكثر من 74 مناصرا في ظروف غامضة، وهي الظروف التي قال إنه سيتم الكشف عنها قريبا..
مساء الخير، نعزيك في وفاة الشهداء ونتمنى لكم الصبرشكرا لكم، و البقاء لله، تفضلوا أنا تحت أمركم.
خضعت للتحقيق في الإسماعيلية عن تفاصيل الحادثة، هل لنا أن نعرف كيف كانت شهادتك؟
نعم كما تقول، حيث بقيت مع التحقيقات من الساعات الأولى للصباح حتى المساء، وقدمت شهادتي حول ما وقع، وتكلمت عن الظروف الخاصة التي عرفتها تلك المباراة لأننا لعبنا كثيرا في بور سعيد، لكن في هذه المباراة كانت هناك أجواء غير عادية لتنتهي بمأساة كبيرة بسبب التهاون وبعض الأمور التي جعلتنا نفقد 74 مناصرا من خيرة شباب مصر، العديدون منهم حاملو شهادات عليا.
هل يمكن معرفة كيف كانت شهادتك؟
تكلّمت عن ظروف اللقاء، وحمّلت المسؤولية لأطراف معينة، في هذا الوضع لابد من الحديث الصريح والمباشر وعدم الإختباء، هناك جمهور قتل مناصرينا، وهو جمهور المصري الذي يتحمّل المسؤولية كاملة، الطرف الثاني هو أمن بور سعيد بالإضافة كل مسؤولي المدينة ومن لهم علاقة بالتنظيم، إلى من أطفأ الإنارة ومن سلّم المفاتيح، فهؤلاء يتحملون جزءهم من الكارثة التي وقعت، أعطوهم تعليمات لفعل ذلك وكل شيء كان مدبرا في تلك المباراة، جمهور جاء بنية مبيّتة ومن يقول إنهم نزلوا للإحتفال كأنهم يضحكون علينا، 15 ألف هل يحتفلون بهذه الطريقة بضرب الناس ورميهم من المدرجات، لا.. لقد كانت هناك حالة من الإحتقان غير الطبيعي وكأن المصري لعب أمام أعدائه وخسر، من الصعب أن أتقبل أنهم فازوا وفعلوا ذلك، لو خسروا ماذا كان سيحصل؟ نحن لم يتنقل سوى 700 أو 800 مناصر من جمهورنا، ليعود 74 في توابيت…. صعب جدا الحديث.
ألا تظن أن الحكم يتحمّل مسؤولية الكارثة لأن الجو كان غير ملائم للعب، والإحتقان بلغ أقصى حالاته؟
لا يجب أن نحمّله المسؤولية، ربما لو أوقف اللقاء لما خرج هو من الملعب ونحن أيضا، ما كان سينيجنا هو عدم التنقل أو مشاركة المنتخب المصري في كأس إفريقيا، لو كنا هناك لما وقعت هذه الكارثة، ولكنها إرادة الله.
هل يكفي مقاطعة المدينة 5 سنوات من طرف الأهلي؟
يا أخي من له القدرة اليوم ليلعب في ذلك الملعب، بيتك يُقتل فيه شخص، هل تكون فيه مرتاحا؟ لو كان بيتك ستبيعه، أليس كذلك؟ فما بالك والحديث عن 74 قتيلا من خيرة شباننا، أنا أقول اليوم إن الحل الوحيد لهذه القضية هو الإقتصاص من القتلة، بعد تحديد أسمائهم، أما الآن فلا راحة ولا نوم ولا أكل “ما فيش شيء” حتى نعيد حق الشهداء الذين قتلوا بطرق وحشية، وشخصيا لن أنسى ذلك الأربعاء الأسود، رأيت كل أنواع القتل، من رأسه مفتوح ومن ضرب بسكين ومن تعرض إلى اعتداء في أماكن حساسة بالسيوف، ومن رقبته مكسورة… شاهدت جثثا على كل الأشكال وتلك الليلة لا يمكن أن أنساها، بل هناك في رأيي من أصيب بصدمة وتوفي من الخوف، لأن المظهر مهوّل، حتى نحن كدنا نموت من الرعب ونحن نرى جماهيرنا تقتل، كانوا معنا في غرف الملابس جثث فوق بعضنا، واللاعبون مصدومون… إنه منظر مهول.
أنت أيضا تعرضت للضرب حسب ما رأينا على شاشة التلفزيون؟
نعم تعرضت للضرب وحماني مدرب النادي المصري، ومع هذا أصبت بضربات قوية، ومن حسن الحظ لم نكن ضحايا وعدنا إلى عائلاتنا وبيوتنا، هناك عائلات فقدت أبناءها، وهناك سيدة لها ابن واحد استشهد، فكيف بنا نحن؟ الحمد لله على كل حال، رغم أنني لن أنسى الأربعاء الأسود، حيث صعدت لمدرجات الأهلي بعد أن هدأت الفوضى وشاهدت ما لم أره في حياتي، الموت أصبح عادي، وكأن الأمر يتعلق بحرب، أو قنبلة لا تفرق بين مناصري الأهلي.
متى ستكون العودة للمنافسة، وهل سيبقى الأهلي في حداد بعد نهاية الأربعين يوما؟
لا ندري ولا نفكر تماما في كرة القدم، فالآن همنا الوحيد الإقتصاص من القتلة، وقد شاهدت الأمور كيف تسير في النيابة العامة للإسماعيلية، واطمأن قلبي لأنهم سيجدون القتلة واحدا واحدا، كما لي أمل كبير في القضاء، حتى يعيد حق عائلات الشهداء والأهلي الذي فقد عددا معتبرا من أنصاره الأوفياء الذين تسبب ما لا يقل 1000 شخص في قتلهم، وهناك أدلة وبمرور الأيام ستظهر الحقيقة كاملة، لأننا في 2012 ولأن كاميرات كانت في الملعب.
ما رأيك في تعاطف الجزائريين مع الأهلي؟
الجزائريون عبروا عن معدنهم وأنا أشكرهم كثيرا على وقفتهم، وحتى الأندية التي طلبت استضافتنا أشكرها كثيرا على موقفها، لأنها قامت بأمر رائع، واسانا كثير في محنتنا، كما تلقيت اتصالات كثيرة من الجزائر ومتأسف لمن لم أرد عليهم.
المولودية طلبت استضافتكم ومسؤولو سطيف طلبوا استضافة الزمالك، هل من تعليق؟
أشكر كثيرا مسؤولي المولودية والوفاق على تصرفهم معنا، وهذا يؤكد طينة الجزائريين، شكرا جزيلا لهم وأتمنى ألاّ نرى شيئا مما وقع في أي ملعب في العالم، لأنه كارثة حقيقية، وتحية خاصة للشعب الجزائري.