إعــــلانات

سنة البحرين يتشددون بعد الانتفاضة الشيعية

سنة البحرين يتشددون بعد الانتفاضة الشيعية

بات السنة في البحرين الذين كانوا بعيدين عن السياسة بشكل عام، اكثر تشددا بعد الازمة التي صعدت المخاوف من حرب طائفية في البلاد والتي نتجت عن حركة احتجاجية قادها الشيعة وتضمنت مطالبات بانهاء الملكية.

واقدمت السلطات البحرينية الاسبوع الماضي على انهاء حركة الاحتجاج التي انطلقت في 14 شباط/فبراير.

لكن انتفاضة البحرين اخذت منعطفا مختلفا عما حصل في تونس ومصر حيث انتهت الحركة الاحتجاجية باسقاط النظام.

وتسببت الحركة التي قادها الشيعة الى دفع مواطنيهم السنة الذي يشكلون اقلية السكان، نحو موقع دفاعي ومزيد من الالتفاف حول اسرة ال خلفية الحاكمة خوفا من هيمنة الشيعة على البلاد.

وقال الشيخ عبد اللطيف المحمود الذي لعب دورا اساسيا في شد الصب السني خلال الحركة الاحتجاجية الشيعية “كان هناك خطر وجودي على السنة”.

وخلال الشهر الماضي، جال المحمود الذي يراس تجمع الوحدة الوطنية الذي تاسس مؤخرا، المناطق السنية واجرى حوارات مع مواطنين سنة غاضبين دعوا بشكل صريح الى طرد المعتصمين من دوار اللؤلؤة.

وقال الشيخ المحمود لوكالة فرانس برس “اطلقت دعوات شيعية لنسخ النموذج العراقي. لقد اقلق ذلك السنة” في اشارة الى صعود النفوذ الشيعي في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.

وبحسب الشيخ المحمود، فان السنة “لم يصبحوا اكثر طائفية، بل انهم في الواقع صعقوا بالتعصب الذي عبر عنه الشيعة”.

وقال وزير الخارجية البحريني الاربعاء ان الوضع في بلاده “خطير جدا” محذرا من شبح “الانقسامات بين المجموعات الطائفية”.

وبالرغم من ان التيار الرئيسي في المعارضة الشيعية كان يرفع مطالب يمكن ان تحظى بتعاطف من قبل السنة، لاسيما الاصلاح السياسي، الا انه بات واضحا مع مرور الايام ان الشيعة يهيمنون على الحركة الاحتجاجية، لا سيما المجموعات الشيعية المتشددة التي رفعت شعار اسقاط النظام او اسقاط الملكية.

وقال المحمود ان “المعارضة اعتمدت نهجا عدائيا واقصائيا” متهما الشيعة بانهم يرون في ولاية الفقيه “افضل حل للبحرين”.

ويؤكد شيعة البحرين انتماءهم العربي وان ارتباطهم بايران هو على اسس دينية فقط، لكن السنة لا يؤمنون بان ايران لن تستفيد سياسيا من زيادة نفوذ الشيعة في البحرين.

وقال عبد الله هاشم عضو تجمع الوحدة الوطنية الذي ضم عدة مجموعات سنية متنوعة فكريا وتتراوح من الليبرالية وصولا الى السلفية “بعد الرابع عشر من شباط/فبراير، وجد السنة انفسهم فجأة في مواجهة قمع طائفي قادم اذا ما سقط النظام وسيطر الشيعة”.

وطالبت المعارضة باصلاحات سياسية ودستورية كبيرة بما في ذلك ان يكون رئيس الوزراء منتخبا، الا ان المتشددين في المعارضة رفعوا السقف عاليا وطالبوا بتحول البحرين من مملكة الى جمهورية.

وتابع هاشم “اليوم، يسود التشدد بين السنة، من الليبراليين الى الاسلاميين”.

وذكر ان السنة باتوا مصممين على تاسيس كيان سياسي بعد ان ادركوا ان الشيعة نجحوا في تنظيم صفوفهم مشيرا الى ان السنة كانوا “مهمشين” طوال عقود من قبل الحكومة بعد ان كانوا حتى السبعينات محرك الانتفاضات في البلاد.

وقال ان “النظام لطالما شعر بان الخطر ياتي من الجانب السني وليس الشيعي” مشيرا الى الموجات القومية العربية التي هددت دول الخليج في الخمسينات والستينات.

واستفادت اسرة ال خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ اكثر من مئتي سنة، من الغضب السني الذي شكل داعما لاخماد الانتفاضة الشيعية، فضلا عن دعم دول الخليج السنية الاخرى.

وعندما قرر المحتجون الشيعة اغلاق الطرقات وسد مداخل المركز المالي في المنامة بغياب الشرطة، قرر السنة تشكيل مجموعات حماية في الاحياء، ولاح في الافق خطر جدي لاندلاع حرب اهلية.

وقال المحمود ان “عصابات المخربين كانوا من نتاج المعارضة، وقد هددوا الاحياء السنية والمقيمين. وبما ان الشرطة لم يكن بوسعها تامين الحماية، تم تشكيل لجان اهلية لحماية الشوارع”.

وسجلت اشتباكات طائفية محدودة في بعض الاحياء المختلطة في جامعة البحرين، وكان هناك روايتان مختلفتان للاحداث: الشيعة يقولون ان بلطجية مدعومين من قبل قوى الامن هاجموا الطلاب الشيعة، بينما السنة يقولون ان عصابات شيعية هاجهت الطلاب السنة.

وقال المحمود ان “السنة ليسوا طائفيين، لكن الطرف الاخر طائفي. وقد وجد السنة انفسهم مضطرين للدفاع عن وجودهم. نامل ان نتخطى هذه المرحلة لكن الصدمة قوية جدا لتنسى بسهولة”.

من جانبه، قال النائب الشيعي مطر مطر انه لا ينكر وجود مخاوف لدى السنة، لكنه اوضح ان هذه المخاوف “تم تضخيمها من قبل الحكومة”.

واضاف “لا اصدق ان غالبية السنة كانوا يؤيدون العمل الدموي الذي قامت به الحكومة لوقف الاحتجاج” مؤكدا ان الكثير من السنة يوافقون على المطالب الشيعية المتعلقة بالاصلاح.

وقال ان “الشعب البحريني يريد اخذ بعض السلطات من الاسرة الحاكمة، وبدلا من ان تقول الاسرة بانها لا تريد ان تتخلى عن سلطاتها، تقول بان السنة هم من يرفضون”.

وفي هذا السياق، يقول عبد الله هاشم ان مطالب الاصلاح مشتركة و”يحب التوصل الى حل مقبول من الجميع”.

رابط دائم : https://nhar.tv/4iPZg