سحبني رويدا إلى دنيا الفساد وتركني بعدما غرقت في الأوحال

لم أستطع حتى الآن تصور الحال الذي أجدني بين جنباته، يبدو وكأنني في كابوس تعذر عليّ التخلص منه، نوم عميق وسبات ضرب على عقلي وقلبي، فأصبحت فاقدة للوعي، لا أدرك شيئا بعدما انصعت بكل طواعية الى حظيرة الفساد، وحصلت على العضوية الدائمة في نادي الأبالسة وشياطين الإنس، لا قدرة لي على اتخاذ القرار، فلو استجمعت قواي وفعلت سيحدث الدمار . أنا شابة مغفلة أوقـع بي الكلام المعسول في شباك رجل مخادع، عرف جيدا كيف يستغل سذاجتي وقلة خبرتي في الحياة، وأدرك نقاط ضعفي فاستغلها كما يجب، لقد أسرني بعدما استوطن في عقلي وأصبح المحرك الأساسي له، يأمر وينهي كما يشاء، استطاع أن يسحبني إلى عالمه المليء بالذنوب والخطايا، فكانت البداية لقاء تلوى اللقاء، بعدها سهر فسمر والنهاية كارثة أخلاقية أفقدتني قيمتي وقضت على أنوثتي. لقد هوّن علي الأمر، وعدني بأنه لن يتخلى عني أبدا لكنه خيّب ظني، عندما اقترح علي مواصلة العلاقة مع صديقه، لأن ذاك الأخير أفضل منه على جميع المستويات، حسبته في البداية يمزح لكنني أيقنت الحقيقة، عندما أمرني بالاستجابة الى رغبة صديقة واللقاء معه، وإلا سيجعلني أندم ولن ينفعني الندم وقتها.إن عقلي القاصر وخوفي من تهديده جعلني أستجيب، ومن لطف الله بي، أن صديقه فيه من المروءة ما جعله يرأف بحالي، عندما ترجيته وبكيت متذللة بين يديه. الآن وبعدما التمست من الذي جرّني جرا إلى دنيا الفساد بأنه تركني وتخلى عني نهائيا ولم يعد حتى يسأل عني، شعرت بحجم الورطة والمصيبة التي نزلت على رأسي كالصاعقة، لأن بريق الأمل فيما مضى كان مشعا، وقلت في نفسي بأنه سيرأف بحالي ويتزوجني.ماذا أفعل وكيف أتصرف وأنا ابنة عائلة فقيرة ليس لديها سوى الشرف والعفة، علما أن كل شقيقاتي طاهرات شريفات تقيات، حتى أنا كنت كذلك لكني لم أستطع مواجهة تلك الرياح العاتية التي حملتني وأبعدتني عن دنيا الطهر والنقاء إلى دائرة الفسق والرياء.
ر/ الوسط