زوجي المتغطرس العصبي محور يومياتي الرمضانية
لا أجرأ على التفكير في التراكمات والعواقب.
زوجي المتغطرس العصبي محور يومياتي الرمضانية.
سيدتي،أحييك وأنا أحظى اليوم بفرصة مروري الكريم عبر ركن أدم وحواء عبر موقع النهار أونلاين. أتمنى أن يجدك مرسالي هذا في أحسن الأحوال،كما لا يفوتني أن أتمنى رمضان سعيدا. مثقلا بالحسنات وأعمال الخير لقراء هذا المنبر الطيب الذي أعدّ نفسي من الأوفياء له.
سيدتي، قلبي يكاد ينفطر ونحن في هذه الأيام المباركة، ولست أخفيك تخوفي الكبير من عواقب الكتمان والكبت. الذي سيكون سبيلي للخلاص من غطرسة زوجي. نعم سيدتي، فزوجي بلا منازع محور يومياتي الرمضانية بعصبيته وعنجهيته. وستتحول أيّام العبادات والإجتهاد في الطاعات إلى جانبه بعد أن أحيل على التقاعد إلى صراع لا متناهي. ولن أكذب سيدتي إن أنا قلت أنني أحسّ بعدم قدرتي على التحمّل والتحامل. فقط بلغ السيل الزّبى. كما وأن مسيرة زيجة دامت أزيد من 20سنة مع هذا الرجل حافلة بالمشاكل والهموم التي ضقت ذرعا بها.
هو زوج لا يعرف للسياسة والحوار السلس معنى، صراخ و مشادات معي ومع الأبناء من غير سبب مقنع. نوم إلى غاية منتصف النهار أغتنم فيه فرصة القيام بالواجبات المنزلية ليكون مصيري بعد التعب والعناء. زمجرة ووجه عبوس، وكلمات نابيّة تنخر الجسد.
صدقيني سيدتي أهفو إلى بيت يسوده الهدوء والسكينة إلى أيام رمضان أكون فيها في قمة سعادتي. لأنني أجتهد في الطاعات والعبادات أمر بات كالحلم لأنه ما بيدي حيلة، فما أحياه كابوس يتجدد كل سنة. مع زوج سرعان ما يعود إلى طبعه الهادئ بمجرد إنقضاء رمضان.
أتذمّر من نظرات من حولي من جيران ومعارف، وهم يشفقون عليّ و ينعتوني بزوجة الرجل الغضوب. وكأني من دون إسم أو كنية، وما يزيد من هول مصابي أنه ما من أحد يتدخل أو يتوسط لي عند زوجي. انا وأبنائي حتى نسلم من جحيم رجل ليس بالمدمن ولا المدخّن.
أخطّ لك كلماتي هاته وكلي وجل مما سيكون عليه مآلي. سيدتي هل من كلمة منك تكون لي عزاءا في مصابي؟
أختكم و.سلمى من الشرق الجزائري.
الــــرد:
أختاه، أتمنى لك من خلال منبر “قلوب حائرة” كل الخير بمناسبة الشهر الفضيل ولا أخفيك أنه حزّ في نفسي. كثيرا ما أصابك وما سيصيبك في شهر نتغير فيه من تلقاء أنفسنا نحو الأفضل، فرمضان فرصة لتغير ما في أفئدتنا. ونزرع بذرة الخير في طريقنا حتى نغنم بالأجر.
هوني عليك أختاه، ولا تدعي مرّ الأيام يتجلى في حياتك بهذه الطريقة، فقد ذكرت أنك تعودت على مثل هذه التصرفات. التي يمارسها عليك زوجك منذ سنوات، وهذا ما يجعلك أكثر قوة وتماسكا. فما دام هو لم يغير من سلوكاته، فعليك أنت أن تكون أشدّ تماسكا ورباطة جأش. وعوض أن تكوني مستسلمة للهوان الذي يسقطه عليك زوجك، حريّ بك أن تضعي لنفسك خطة طريق. تكفل لك عدم الإنزلاق في المهاترات والطقوس السلبية التي يلوّن بها زوجك أيامك و أن ترتمي بين أحضان العبادات تنشدين الحسنات.
هو أكثر حل سيضمن لك الفوز على الأقل براحة البال، فأن تقفي أمام زوجك مستسلمة لصراخه وعنجهيته منتظرة للأمور. أن تنفرج ليس بالأمر السهل وعوض أن تبقي أنت والأبناء ضحايا له يمكنكم التحالف بأن تدعوه وحده. رهين غطرسته لتنغمسوا انتم في روحانيات الشهر الفضيل. فمنكم من سيرتل القرآن ومنكم من سيجتهد للحفظ، وأخر يضع نصب عينيه النوافل لتكون الغنيمة أجر من الله .
كذلك، أعتب علك أختاه أنك لم تفتحي باب الحوار مع زوجك-على الأقل لم تذكري هذا في رسالتك-. لذا أدعوك أن تطردي المخاوف جانبا مع زوج يبدو أن عصبيته تزوره في شهر الصيام. بينما هو في سائر الأيام حمل وديع، لتأخذي بيده هو الآخر بالحوار اللين والطيبة والإتزان إلى فضل هذا الشهر. الذي عليك أن تفهميه أنه يذهبه في الصراخ والتقتير العاطفي الذي يمارسه عليك أنت والأبناء لدرجة أنه بات كابوسا لا يحتمل. حاولي جذب زوجك بالقدر الذي ستحميه من شرّ نفسه ، أي نعم فهذا الإنسان. لا يدرك أنه يلحق بنفسه الأذى بتصرفات أقل ما يقال عنها أنها تسرقه من جمال الشهر الكريم إلى طيش يفسد عليه لذة الصوم. فهذا الأخير-الصوم-صيام عن الأذى والغطرسة ومدعاة أن تستتب الطمأنينة في القلوب. أدعو الله أن يبدّل أحوالك خيرا مما تتصورين وأن تنالي الدفء الذي تتوقين إليه.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور