رقية شرعية تودي بحياة امرأة باب الزوار
التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الحراش أمس تسليط عقوبة 03 سنوات سجنا نافذة لثلاثة متهمين بالقتل الخطأ بينهما إمامان،
بعد تعرض الضحية للوفاة عقب خضوعها لرقية شرعية من طرف المتهمين، فيما قدم الدفاع أدلة تؤكد على أن وفاتها بسبب نزيف داخلي نتيجة الضغوط التي كانت تعاني منها الضحية.
تفاصيل القضية تعود إلى 2006 حيث بث النظر فيها بعد أربع تأجيلات وقد تغيب عنها أحد الإمامين المدعو بوشامة، وتعود تفاصيلها إلى عام 2006 حيث عرضت الضحية “ت حكيمة” على الراقي المتهم “أ.مراد” لأربع جلسات آخرها أودت بحياتها ، وذلك بعد أن بدت على الضحية ملامح التوتر والإضطراب النفسي وهو ما دفع بزوجها إلى اقتراح عرضها على راقي، وحسب ما صرح به شقيق الضحية فإن أخته كانت في حالة خطرة أثناء عملية الرقية، حيث كانت تصرخ وتؤكد على أنها تكاد تختنق غير أن الرقاة استمروا في منحها الماء المرقي الممزوج بالزيت، مما جعلها في حالة صحية خطرة بعد تحول وجهها إلى لون ازرق، في حين اعتبر الرقاة وعلى لسان “أ.مراد” أن ما تمر به هو نوع من أعراض السحر والحالة التي هي فيها نتيجة لإخضاع الجن الذي كان يسكنها، وأكد على أن الضحية كانت بمفردها مع الرقاة ومنعت عائلتها من دخول جلسة الرقية وهي نفس التصريحات التي أدلى بها والدها، ونظرا لتدهور حالتها قام أحد إخوتها بكسر باب الغرفة حيث وجدوا الضحية تحتضر بعد اختناقها شبه الكلي، وهو ما استدعى نقلها للحماية المدنية ومن ثم للمستشفى، اتهم في سياق تصريحاته زوجها بتواطؤه في الجريمة بعد تضييع الوقت قبل نقلها للمستشفى، وهذا من خلال افتعال مشادات كلامية مع أعوان الحماية.
أما الإمام المتهم فقد صرح أن عملية الرقية كانت بطريقة عادية في خضم تواصل سلسلة جلسات الرقية، وأضاف أن كمية الماء كانت معقولة على قدر ما تستدعيه عملية الرقية، فيما ذكر زوجها “ع.مراد” أنه هو الذي قام بإحضار الراقي إلى زوجته التي كانت تعاني من توتر عصبي وحالة نفسية حساسة، وذلك في بيت عائلتها الذي مكثت طوال جلسات الرقية.
من جهته اعتبر دفاع الضحية أن القضية جريمة سببها الفوضى التي تتزايد يوما بعد يوم بسبب الرقية التي لا تخضع للمعايير والشروط الصحيحة، وركز المحامي بريك زبير، على أن الأركان المادية للجريمة قائمة بالنظر لإصرار الرقاة على منح الضحية الماء بالرغم من أن علامات تدهور حالتها كانت بادية وهذا بالرجوع على تصريحات الإمام، واعتبر أن كمية الماء الزائدة التي منحت لها أثرت على الرئتين وتسببت في حالة الإختناق.
أما دفاع المتهم فقد طالب ببراءة موكله، مؤكدا على أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن الضحية توفيت بسبب نزيف داخلي نتيجة للضغوطات النفسية والعصبية التي كانت تعاني منها وعليه التمس وكيل الجمهورية الحكم المذكور أعلاه فيما طرحت القضية للمداولة، في انتظار الحكم فيها في الأسبوع القادم.