رضا شاب معاق مقيد بالسلاسل منذ 25 سنة في قرية هبة بالوادي
الشاب تم استرجاعه عدة مرات من مناطق صحراوية بعد خروجه من المنزل
قضى الشاب «رضا» أكثر من 25 سنة من حياته وهو مسجون بسبب إهمال طبي له، مقيدا إلى جدار عن طريق سلاسل حديدية تجره من قدمه داخل مستودع جبسي وسقف حديدي وتحت درجة حرارة تفوق 50 درجة .
«رضا بوطيب» من مواليد 1991، يقطن وعائلته الفقيرة خارج مجال التغطية بقرية هبة التابعة لبلدية الرقيبة 30 كلم شمال عاصمة ولاية الوادي، وفي ظل غياب تام للسلطات أو تكفل ومتابعة من الجهات المعنية، حيث تعرض «رضا» حينما كان رضيعا وبعد ولادته إلى إصابة خطيرة على مستوى مؤخرة الرأس بسبب إهمال طبي وقع له بمستشفى الوادي، وهنا كانت بداية معاناته، حيث تحولت حياته إلى جحيم حقيقي، إذ تسببت الإصابة وعدم التكفل بها في حينها بمنعه من الكلام، ناهيك عن عدم تمكنه من إدراك هوية من حوله، حيث أصبح عصبيا في غالب الأحيان إلى درجة ضرب ونطح رأسه على الحائط والباب الحديدي مما يخلف إصابته بجروح وتعرضه لنزيف، حيث يقوم بتمزيق ملابسه مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، وإذا خرج من المنزل في غفلة عن الأهل لا يعود إطلاقا ويجبر أهله وقاطني الحي ورجال الأمن على البحث عنه، حيث وجد في كثير من الأحيان في قلب الصحراء وأماكن خالية وحينها يصب جام غضبه على إخوته وأبناء الجيران بالضرب المبرح والتعنيف، الأمر الذي أجبر ذويه على تقييده بأغلال حديدية لمنع فراره أو الخروج من المنزل والتسبب في مشاكل لتطول مدة تقييده 25 سنة. والد «رضا» أكد أن وضع ابنه صعب وتدهورت حالته بعدم تمكنه من تلبية حاجياته وعلاجه بسبب مدخوله الضعيف، فهو يعول عائلة متكونة من 14 فردا، وتكاليف العلاج باهظة، كما منعت بيروقراطية الإدارة علاج «رضا» والتكفل به لإجراء عملية جراحية خاصة وأن نتائجها حسب بعض الأطباء في الخارج شبه مضمونة، فيما منحة الإعاقة لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تكفي حتى توفير أبسط الحاجيات، حيث يناشد الوالد وزارة التضامن التكفل بـ«رضا» وإنقاذه. من جهتها وزارة التضامن وفي اتصال مع المكلف بخلية الاتصال وبعد عرض حالة «رضا»، أكد أن الوزارة ستقوم بإعداد تقرير مفصل عن حالة «رضا» وطرحها على الجهات الطبية والمعنية والقيام بما يجب. وتجدر الإشارة إلى أن حالة «رضا» والتي تخص معاقا يتم ربطه بالسلاسل وسجنه، تعد الثانية من نوعها المسجلة في أقل من سنة على مستوى ولاية الوادي، حيث سبقتها حالة «جمعة وطواط» القاطنة ببلدية أسطيل، والتي ظلت مقيدة لأكثر من 39 سنة، فيما تكفلت بها وزيرة التضامن وتم نقلها للعلاج بعد عرض «النهار» لحالتها، والوضع ككل يتطلب حسب المختصين متابعة لحالات المعوقين والتخفيف من معاناتهم.