رسوبي في شهادة البكالوريا سيجر عليّ مواجع الدنيا

سيدتي، محتارة أنا اليوم ولم أجد غيرك صدرا حنونا أرمي بين يديه ما يؤرقني. فأنا فتاة ضاع مستقبلها بسبب رسوبها في شهادة البكالوريا.

صدقني سيدتي بالرغم من كل المشاكل التي إعترضت طريقي خلال السنة الدراسية إلا أنني لم أدخر جهدا وبقيت على إجتهادي أمني نفسي بالنجاح وبلوغ الفلاح، لكنني وفي الوقت الذي سبق الإختبارات وجدتني أصاب بعارض صحي أرقدني الفراش، هذا ما جعلني لا أجد لإسمي مكانا بين أسماء الناجحين.

 رسوبي في شهادة البكالوريا سيجر عليّ مواجع الدنيا

لامني أهلي لوما كبيرا، ولم تدخر أمي جهدا في وصفي بالمهملة في حين أخطرني ابي أنه لن يكون بمقدوره تحمل مصاريف أخرى السنة المقبلة من أدوات ودروس تدعيمية لأنه سيكون مسؤولا عن إخوتي الصغار.

هي الحيرة التي تتملكني سيدتي والتي تجعلني اليوم حزينة أحمل في قلبي شجنا ما بعده شجن، فما السبيل للخلاص من هذه الحيرة؟

أختكم ف.لينا من الوسط الجزائري.

الرد:

لا يوجد ما هو أجمل في الدنيا من نجاح بعد تعب وإجتهاد، وليس هناك ما يؤسف من فشل ذريع سبقه التمني بالفلاح.

أتفهم حالتك بنيتي، لكنني لا أفهم سبب تحميلك لنفسك ما لا طاقة لك به من حزن، فما أصابك من مرض هو ما أعاق بلوغك مصاف الناجحين، ولم يكن لك دخل في أن تحرمي والديك فرحة العمر.

شهادة البكالوريا 

ومن هذا المنطلق ولأنه لا زالت لديك فرصة تعيدين من خلالها السنة وتحرزين فيها النجاح بإذن الله، فلا مناص لك إلا العودة إلى مقاعد الدراسة حتى تعيدي السنة وتمنحي نفسك فرصة النجاح. لن يكون الأمر سهلا في البداية لكنه لن يكون بالعسير ما دام الأمر متعلقا فقط بإعادة الدروس والتمارين. هذا الأمر سيجعلك في مراجعة وتلقين لما لديك من معلومات، وسيجعلك في مرحلة شحذ للهمة والإرادة.

 رسوبي في شهادة البكالوريا سيجر عليّ مواجع الدنيا

من جهة والديك، عليك أن تتفهمي ظروفهما فما كانا ليجدانك من الراسبين، وما أقوالهم وتجهمهم إلا تفسير لذلك فلا يوجد أم أو اب يتقبلان أن يكون إبنهما من الخاسرين حتى ولو يكن من المجدين.

فرصة من ذهب بين يديك أختاه عليك أن تغتنميها ولتحاولي أن يكون إسمك السنة المقبلة في مصاف الناجحين ولا تجعلي للهم والغم مكانا في قلبك ، فكما أن لكل فارس كبوة، فإنه لكل مجتهد نصيب.