إعــــلانات

رحيلك يا أروع النساء.. قتل فرحتي برصاصة ساخطة

رحيلك يا أروع النساء.. قتل فرحتي برصاصة ساخطة

أمي، لمست بشفتي خصلات من شعرك، عثرت عليها بين ريش الوسادة التي ما فتئت عيناني تذرفان الدموع على جنبيها، ففاح عبيرك بين ثناياها، فاح عبقه كأنه الياسمين في أعزّ لياليه.

حينها أجّلت النظر وعدت إلى صغري يا أروع امرأة، أخذ الكون من سحرها شكله، تذكرتك وحدثتني نفسي حين كان صوتك أجمل من تراتيل الملائكة، وعزّتك وهيبتك تأبيان أن تلتقيا تحت وطأة الأقدام، ببقايا خيوط شعرك الطاهرة، كحلة منسوجة من أشعة الشمس، وبرهة أفقت وعدت من الماضي.

داهمني العجب، أترى هل علمت أمي أنني أنا ابنها وكل الحب فيها ولها؟!، تلمست بأناملي ريش وسادة أمي قسما ما صاغ الوجود صفة لأم فيها، بعد أن اقتحمت أنفاسي أريج خصلاتك الفواحة، ما سكنت العيون ولا عرف الحب طعم الجنون، الذي لطالما تلذذت أنفاسي بنسيمه منذ الصغر وصورة أمي في دعائها تناجيها، وكأنك تعلمين برحيلك يوما وسوف يكون منبع غبطة وبلسما لأسقامي، فادخرته من أجلي.

كأن بعد رحيلك النوم سيغادر جفوني، وستأبى عيناي أن تسدّ لها عند مجيء الليل، وكأنك عمدت نثر بعض من خصلاتك في أحشاء الوسائد، لتنعم روحي السقيمة بالسكينة والطمأنينة عندما ألقي عليها رأسي المتثاقل، فادخرته من أجلي.. فالقدر برحيلك يا أمي قتل فرحتي برصاصة ساخطة، ونفث رفاتها مع هبوب غروب الشمس الأبدية، لأودعها هذه العزيزة العروس القصيدة، كيف أحكيها، فإذا دعت جموع الكون لبّتها، وإذا سالت جنان الخلد تأتيها، وبقاياك يا أمي قد أعادت لي شيئا من فرحتي.

أمي.. حينما أضع شفتي بين خصلاتك وأستنشق طيبتك، أشعر وكأن عيني تريانك وبأنك ما زلت بقربي، فتدبّ القشعريرة في أوصالي، رويدا يعتصر الألم قلبي، فتكتظ الأحزان في سويدائه، فبقاياك يا أمي مقدسة ونفيسة، سجدت لك ملوك الأرض توقرها وتعليها، فهنيئا لي بها أمي.. فهل من له أم مثلي يحفظها ويحميها؟!

رابط دائم : https://nhar.tv/9yT5x