إعــــلانات

«ذنوبنا سبب ارتفاع الأسعار.. ولا يوجد دليل على جواز مقاطعة شراء السيارات»

بقلم موسى.ب
«ذنوبنا سبب ارتفاع الأسعار.. ولا يوجد دليل على جواز مقاطعة شراء السيارات»

الصحابة اشتكوا للنبي ارتفاع الأسعار فقال إن الله هو المُسعّر وأمرهم بالدعاء.. الشيخ سنيقرة:

 «هذه المقاطعة لا ينطلق أصحابها من منطلق شرعي»

قال الشيخ، لزهر سنيقرة، أحد مشايخ السلفية بالجزائر، إنه لا وجود لدليل شرعي يمكن على أساسه القول بجواز مقاطعة المنتجات على غرار حملة مقاطعة السيارات تحت شعار «خليها تصدي»، مشيرا إلى أن الأصل في المعاملات التجارية مبني على الدليل، وأن مثل هذه الحادثة وقعت في عهد الصحابة، غير أن النبي صلى الله عليهم وسلم لم يأمر بالمقاطعة وإنما أمر بالدعاء.

وأكد الشيخ سنيقرة في رده على سؤال لأحد المواطنين بشأن شرعية حملة المقاطعة التي يدعو إليها الجزائريون بخصوص السيارات، بأن هذا الأمر ليس بجديد، ولكن سبقه إلى ذلك عدة دعوات مقاطعة، على غرار مقاطعة المنتجات الغربية والإسرائيلية وغيرها، والأمر في هذا الجانب لم يؤخذ من جانبه الشرعي وإنما من جانب سياسي واقتصادي بحت.

وأضاف الشيخ بأنه «لا شك بأن كل معاملة من المعاملات الشرعية لا بد للمسلم أن يكون له فيها دليل شرعي ولا يقدم على شيء ليس له فيه دليل، ولا يقدم على أمر ليس لديه فيه أمر شرعي، وهذه المقاطعة لا ينطلق أصحابها من منطلق شرعي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اشتكى له أصحابه غلاء الأسعار فما أمرهم بمقاطعتها، ولكن أمرهم بالدعاء كما جاء في الحديث، وعلاج الأمور كلها يتطلب معرفة أسبابها، ولا شك بأن أكبر سبب في مثل هذه الحالات هو الذنوب والابتعاد عن الله، ولذلك وجب أول الأمر الابتعاد عن الذنوب والإنابة إلى الله، وقد قال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذَبوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)».

وأكد الشيخ «بأننا لو حوّلنا أحوالنا من سيئ إلى حسن لغيّر الله حالنا من سيئ إلى حسن، وقد قال تعالى في ذلك (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)، كما أن الصحابة أيضا أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكون له غلاء الأسعار ويطلبون منه أن يسعر لهم، فقال «إن الله هو المُسعّر»، وبالتالي فالناس غير ملزمين بشراء أنواع من السيارات وليسوا ملزمين بشراء أصناف وأنواع من البضائع بعينها، فهذا ليس بلازم.

والأسعار تخضع   للعرض والطلب، فإن هم تركوا من تلقاء أنفسهم هذه البضائع التي غلت أسعارها، وكان ذلك بسبب بعض المخالفات الشرعية كالاحتكار رجاء ارتفاع الأسعار، فمثل هؤلاء التجار مخطئون ولا يرحمون إخوانهم، وقد نهى النبي عن كثير من المعاملات الشرعية، حتى لا يفسد سوق المسلمين على غرار «تلقي الركبان» وكذا «التناجز» في البيع، وهو ما يعد جزءا من علاج ارتفاع الأسعار.

رابط دائم : https://nhar.tv/KlsCQ