خولة فتاة جامعية كرست تفوقها رغم أنها تكتب بفمها
“خولة ظريف”، أو الفتاة المعجزة، هي ابنة العشرين ربيعا، القاطنة ببلدية فلفلة بولاية سكيكدة، والتي تستخدم فمها لمسك القلم للكتابة، حيث تعود قصتها هذه، إلى أشهر فطامها، حين أصيبت بشلل في أطرافها، وحتى الأطباء لم يجدوا تفسيرا لحالتها، بالرغم من محاولات أهلها المتكررة لطرق أبواب المستشفيات والأطباء. وهنا تبدأ رحلة المعاناة التي تكبلت أم خولة القسط الأكبر منها، فهي التي تطعمها وتغير ملابسها، وتتكفل بكل تفاصيل حياتها اليومية، لدرجة أنها اضطرت إلى مشاطرتها الغرفة بالحي الجامعي، بعد أن التحقت خولة بالجامعة، وقد تخصصت في الحقوق. ولكن الأمر لم يكن سهلا عليها وعلى عائلتها، بالأخص والدتها. التي طالما سعت طيلة عقدين على مواساة ابنتها وتشجيعها وغرس الثقة في نفسها لمواجهة المجتمع ونظراته التي لاترحم، حيث أصرت على مواجهة الحياة على طريقتها، وذلك باستخدام فمها للكتابة. وبهذا أكدت للناس أنها نموذج للتفوق والنجاح والتحدي، بالنظر للنتائج الجد مشرفة التي حققتها طيلة الأطوار التعليمية، التي اجتازتها بجدارة حتى اليوم. فقد انتقلت خولة من الطور الابتدائي إلى المتوسط بمعدل15.59، وبلغ معدلها في السنة الثانية من التعليم المتوسط 18.05، لتتصدر الفتاة المعجزة المحافل التكريمية، ولكن خولة مازالت تحلم بأن تشفى، وتصبح كباقي أقرانها، خاصة بعدما أكد لها الأطباء أن إمكانية شفائها في الخارج ممكنة. وهنا تطلق أم خولة، نداءا لمساعدة ابنتها للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، لأنها عائلة غير ميسورة الحال ولا يمكنها دفع تكاليف العملية.