إعــــلانات

حملة باب الواد.. ذكرى تأبى مفارقة ذاكرة الجزائريين

حملة باب الواد.. ذكرى تأبى مفارقة ذاكرة الجزائريين
حملة باب الواد

السبت الأسود المصادف لـ 10 نوفمبر 2001.. يوم بقي راسخا في ذاكرة الجزائريين والعاصميين خصوصا. بعدما شهدت بلدية باب الواد والأحياء المجاورة لها تساقط أمطار رعدية غزيرة فاقت 132 ملم في ساعات فقط. وهو ما خلف سيولا جارفة وفيضانات أتت على الأخضر واليابس وعلى كل شيء في طريقها.

أمواج البحر تفيض إلى الشارع.. سيول جارفة تبتلع السيارات والمواطنين

وما زاد الطينة بلة هو هيجان البحر بمنطقة “كيتاني”، وارتفاع مستوى إلى العقيد ميرة عبد الرحمن من تأزم الوضع. وابتلعت الأمواج وجرت كل ما في طريقها، كما تسببت السيول الجارفة التي تشكلت من حي “فريفالون”، نحو بوفريزي وحي تريولي. وصولا إلى باب الوادي السفلى. مما تسبب في وقوع ازيد من 800 ضحية منهم من دفنوا تحت الأنقاض لم يعثر عليهم. وصنفوا من بين المفقودين.

شهادات ممن عايشوا الكارثة… “يوم الرعب.. قامت القيامة”

ولا يزال السبت الأسود قائما في مخيلة الكثيرين ممن عايشوا الكارثة ونجوا بعدما كان القدر حليفهم، حيث أكد البعض أنهم تفاجأوا بسيول جارفة حملت الأشجار والأتربة وحتى الحافلات والسيارات والشاحنات في مشهد مرعب حتى خيل للبعض أنه الساعة قد قامت.
كما تسببت السيول والفيضانات في انهيار البيوت والمنازل على قاطنيها، وانجراف التربة بفعل قوة تدفق المياه، حيث كانت الجثث تتناثر في كل مكان وأمام أعين ممن عايشوا الحادثة ونجوا منها بأعجوبة وسط صراخ النساء والأطفال
وخلف طوفان باب الوادي، وفاة أزيد من 733 شخصا، منه، والمئات من المفقودين الذي بقوا تحت الأنقاض والأتربة ومنهم من إبتلعتهم أمواج البحر.

عودة الصفاء.. باب الوادي تتحول إلى مدينة الأشباح المنكوبة

بعد يوم كامل من الفيضانات والسيول وتضارب الأمواج وابتلاع الأخضر واليابس تحولت باب الواد إلى منطقة الأشباح المنكوبة، لا ترى فيها سوى الأوحال والسيارات المتراطمة والجثث المترامية. وأناس يبحثون عن أقاربهم وسط الركام. عويل وصراخ، وزمارات سيارة الإسعاف وحتى المستشفيات ممتلئة عن آخرها بالمصابين، وغاب البريق عن باب الوادي ذلك الحي الشعبي لعدة أسابيع التي تلت الفاجعة.

وبقيت عائلات مشردة في الشارع بعد انهيار منازلها والتلاميذ بدون دراسة بسبب المدارس المغلقة أين أصبحت الخيم مأوى لهم.
ولإصلاح ما خلفته هذه الكارثة خصصت الدولة، غلافا ماليا قدر بـ24 مليار دينار لإعادة بناء ما هدمته السيول، كما خصصت الدولة ميزانية قدرت 24 مليار دينار للتعويض عن الوفيات بقيمة 70 مليون سنتيم لكل ضحية قدمت لأهالي الموتى.

يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على أخبار عاجلة وأهم الأحداث الوطنية..العربية والعالمية فور حدوثها

حمل التطبيق  “البلاي ستور”

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.androidapp

رابط دائم : https://nhar.tv/3Qxlw