“حماة الدعوة السلفية” تتبرأ من العمليات الانتحارية وتحذر “القاعدة”
التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية فيها تعدٍّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة، وعبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرم الله قتلها إلا بالحق
تبرأ تنظيم “حماة الدعوة السلفية”، وهو ثاني أبرز تنظيم مسلح في الجزائر، من التفجيرات التي تصيب الشعب المسلم على أرض الجزائر وعبر عن رفضه لأسلوب العمليات الانتحارية التي تستهدف الجزائريين. وجاء في دراسة شرعية مطولة نشرت على موقع تنظيم “حماة الدعوة السلفية”وتم تداولها نهاية الأسبوع الماضي في مواقع قريبة من تنظيم “القاعدة”، اطلعت عليها “النهار” كاملة، نداء وجهه أمير التنظيم المسلح “حماة الدعوة السلفية” المدعو “أبي جعفر محمد السلفي” إلى “عامة المسلمين وخاصتهم” أن هذه التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية -والتي تنسب إلى الجماعة السلفية للدعوة و القتال- لقتل طاغوت من الطواغيت كبير أو صغير، أو قتل كافر أصلي (أجنبي نجس) أو بعض الكفار، فيها تعدٍّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة ، و عبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرم الله قتلها إلا بالحق في آيات عديدة و أحاديث كثيرة”. ويعتبر تنظيم “حماة الدعوة السلفية” أول تنظيم مسلح في الجزائر أيد أسامة بن لادن زعيم “القاعدة” في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وقد أحدثت الدراسة الشرعية لأمير التنظيم المسلح على مواقع محسوبة على “القاعدة” في الإنترنيت ردود فعل كثيرة منها رد “موحد مجاهد” الذي التمس من الدكتور أيمن الظواهري التحقق من ما تردد من شبه ما يحدث بأعمال الجماعة الإسلامية المسلحة أيام عنتر زوابري.
وتحدث أمير التنظيم المسلح أبي جعفر محمد السلفي أيضا إجماع أهل العلم منعقد على تحريم دماء المسلمين أينما كانوا في دار كفر طارئ أو أصلي أو دار إسلام إلا في أحوال مخصوصة ضبطها العلماء بضوابط شديدة.
وحسب “حماة الدعوة السلفية” فإن هذه “التفجيرات المستعملة الآن في الأماكن العمومية هي التي كانت تقوم بها الجماعة الإسلامية المسلحة في بداية زيغها و ضلالها - في عهد زيتوني- ولم تكن معروفة من قبل عند السلفيين الموحدين المعظمين لحرمة دماء المسلمين ولاِستهانة أولئك الخوارج بدماء المسلمين نساءا ورجالا و أطفالا آل الأمر بهم بعد ذلك إلى قتلهم مُـميَّزِين.وهذا لو كان مشروعا فإن مفسدته ظاهرة في فقد الأنصار وتنفير الناس عن مناصرة المجاهدين لاسيما وقد وقعت تلك النفرة لأهل الجهاد أيام الجماعة إما بسبب تلك التفجيرات والمجازر المصاحبة لها”.
وقاعدة الشريعة أن ما عُلمت مفسدته الراجحة فينبغي تركه وإن كان في الأصل مشروعا، والعاقل يتقي ما يغلب على ظنه أنه يفضي إلى فساد وضرر على دينه و جهاده، فكيف وهو يوقن بإفضاء هذه التفجيرات إلى ذلك المآل بعد الذي وقع أيام الجماعة . إ .م الضالة، فلا يفعل ذلك إلا سفيه مفرط في السفاهة، أو طاغوت حقود على هذه الأمة المسلمة ، حريص على إبعادها عن دينها و شريعة ربها ، و إبقائها تحت حكم و شريعة الطواغيت .
وسجل أبي جعفر محمد السلفي بعض المفاسد المترتبة على هذا النوع من التفجير بشيء من التفصيل ومنها “إن أغلب هذه التفجيرات يذهب ضحيتها مدنيون من الشعب الجزائري المسلم لتعذر أو استحالة التحرز من حدوث مثل هذا الأمر”. وأيضا “إن هذه التفجيرات سيستغلها النظام لصالحه في تنفير الشعب الجزائري عن نصرة المجاهدين و الوقوف معهم”.
كما عبر عن قناعته من أن “هذه التفجيرات ليس لها جدوى عسكرية معتبرة، و إن كان لها صدى إعلامي كبير” وسجل أن “عدد الكفار الأصليين (الأجانب كما يقولون) في الجزائر يعد ضئيلا جداً بالنسبة لعددهم في العراق مثلا، وإن كلابهم من الطواغيت سيوفرون لهم الحماية، وعليه فلا يمكن الاستمرار في ضرب هذه الأهداف، ولاشـك أن هذا النوع من الأعمال لا يكون له جدوى و تأثير إلا بالاستمرار و الشمولية والكثرة”.
وبرر موقفه من حرصه على الجهاد “وخوفا عليه أن لا يصل إلى أهدافه المرجوَّة منه ، و أن لا تكون له ثـمرة يانعة يسعد بإجتنائها المسلمون فى هذه الأرض الطيبة، و لأن هذه المفاسد التي لا يمكن السكوت عنها سنتضرر منها نحن أيضا بلا شك . و إننا إذ نخط هذه السطور إنما نفعل ذلك قياما بواجب النصيحة للمجاهدين خصوصا و لهذا الشعب المسلم الأبي عموما و لكل موحد سُنّي ، و إننا لا زلنا ننصح كل المسلمين عامة و الـمجاهدين خاصة وقد كنا كذلك من قبل ، و للأسف الشديد فإنه لم يؤخذ بنصائحنا في مرات عديدة، و وقع ما كنّا نحذر منه ، و تأسف الناس بعـد ذلك ، و لكن لم ينفع الندم حين ذاك”.
للإطلاع على الدراسة الشرعية للتنظيم المسلح يمكن زيارة موقع التنظيم على الرابط التالي: http://dhdsdz.blogspot.com/