حفيد الشيخ بوعمامة يعيش على صدقات المحسنين ومهدّد بالطرد من سكن وظيفي بالبيض
أن تلتقي مع أحد أحفاد من صنعوا مجد هذه الدولة وقادوا أعظم الثورات التي تتناولها كتب التاريخ وطنيا ودوليا، فذلك سرد لجزء من هذا التاريخ الذي تنفرد به الجزائر، وأن تجد في الجهة المقابلة هذه الشخصية تشحد مسكنا ومهدّدة بالطرد من مسكن وظيفي فذلك مما تنفرد به الجزائر أيضا.الشخصية هي سي الطيب بالحرمة حفيد الشيخ بوعمامة المعروف بثورته الشهيرة ضد المستعمر الفرنسي، حفيد الشيخ بوعمامة قد يتفاجأ الكثير منا عندما يعلم أنه ورغم سنه المتقدّم، يبقى من دون مسكن، ويعيش على منحة 3000 دج شهريا تمنحها له مديرية النشاط الاجتماعي بالبيض كل شهر، ولولا إعانات وصدقات المحسنين لمات جوعا، علما أنه رفض طلب السلطات المغربية للإقامة عندها، المأساة وقفت عليها ”النهار” ووقفت على الوضع المزري الذي يعيشه الشيخ الطاعن في السن الذي لم يشفع له لا جهاده ولا جهاد جده ولا أبيه أن ينعم بمسكن في الجزائر، والأغرب أنه كان في طريقه إلى الطرد من السكن الوظيفي الذي يشغله حاليا ومنح له كحل مؤقت منذ أكثر من 10 سنوات من والي سابق للبيض. ومن جهته والي البيض المنتهية مهامه منذ أيام سليم صمودي، كان قد قطع وعدا للشيخ بتصحيح الوضع، وفي زيارته له كآخر عمل قام به، أول أمس الخميس، قُدّم له وعد بأن يتم إسكانه شهر ماي القادم، حال توزيع الحصة السكنية الجاهزة حاليا، كما كان يريد هو أن يفعل، معتبرا أن إغفاله وإهماله ممن سبقوه جريمة في حق الرجل ونكرانا لتضحيات آبائه وأجداده. الشيخ الذي تخرج على يديه العديد من التلاميذ وساهم في تربية العديد من النشء ولشدة حبه للجزائر رفض أن يقيّد في سجل المجاهدين وأن يتقاضى منحة على جهاده رغم جهاده المشهود لأنه يعتبر ما قام به تجاه الجزائر واجبا مقدّسا.