حتى بعد الانفصال.. الأذى يلاحقني من طليقي الأناني
تحية طيبة للجميع وأتمنى أن يكون الكل بخير، سيدتي قراء هذا الركن الكرام، حقا قد بلغ بي الأمر لدرجة فقدت فيها القوة على التحمل أكثر.
فأنا سيدة في الأربعينات من عمري، منذ خمس سنوات ارتبطت برجل أوهمني بحسن سيرته. لكن ما إن تزوجت تفاجأت بشخص مغاير تماما.
شخص عصبي، بخيل لا يقدر المرأة ولا يحترم الحياة الزوجية التي لابد أن تكون مبنية على المودة والرحمة.
حاولت في البداية أن أجد له مبررات حتى لا أظلمه، خاصة بعد أن حملت بإبني، فكرت فيه كثيرا ولم أرد أن ينشأ دون سند والده.
لكن الأمور كانت تسوء يوما بعد يوم، واستحالت الحياة بيننا، فاتخذ كل واحد منا سبيله في الحياة.
كان الأمر صعبا عليّ لكن الحمد لله الذي سخر لي أهلي، احتضنوا ابني ولم يكن ينقصنا شيء.
حتى والده لم يبحث عنه ولم يكن يهتم به لا ماديا ولا معنويا، وكان قليلا جدا ما يزوره.
ولكن ومنذ بضع أشهر تزوج والد ابني، وبدأت أنا معاناتي، ليس لأنه تزوج فهذا الأمر لم يعد يعنيني، بل لأنه صار مهتما بابنه بصورة لا يتخيلها العقل.
حتى جدته صارت لا تفوت موعد الزيارة أبدا، وكل هذا فقط من أجل صورتهم أمام المجتمع.
حتى ابني صار ينتظر اليوم فقط الذي يزورهم فيه لأنه وجد أترابه من أقاربه يلعب معهم.
تجرعت كل هذا ولم أمنع ابني من زيارة والده، لكنني أشعر أنهم يمثلون على ابني دور الأبطال المحبين. فأين كانوا طيلة ثلاث سنوات؟.
أين كانوا حين كان جنينا يحتاج إلى عطفهم ورعايتهم؟ فكيف أفهم ابني هذه التمثيلية؟. وكيف أشرح له أنني أنا أيضا ضحيت من أجله ودوما أرفض الخطاب فقط حتى لا يبتعد عني؟.
أنا في دوامة، ولا أتوقف على التفكير، فبعد أن ظننت أني ارتحت من طباعه عاد اليوم ليطال أذاه ابني، فكيف أتصرف أفيدوني من فضلكم.
سماح من الوسط
الرد:
تحية أجمل لك سيدتي وأنا بدوري أتمنى أن تكوني بخير، فقد قرأت رسالتك وقرأت التوتر الذي يبدو جليا عليك.
لذا حاولي أولا أن تهدئي وأن تخرجي نفسك من دائرة السلبية والأفكار الوهمية التي تسيطر عليك. بأن الرجل عاد ليمثل على ابنه دون المحب أو أنه يريد أن يبعد ابنك عليك.
أعلم أنك ضحيت لأنجل ابنك وهذا أمر احترمته فيك كثيرا، لكن لابد أن أذكرك أن الطفل ليس ابنك أنت فقط.
فحتى والده له الحق في ان يمارس أبوته، أعلم أنه أساء إليك كما أسلفتي الذكر. لكن ربما في لحظة إدراك ندم على ما فرط فيه في حق ابنه، وجاء اليوم ليعوضه ويصحح غلطه.
أعلم أنه أساء لك، وأنه تخلى عنك في وقت كنت فيه بأمس الحاجة إليه، أعلم أنه لم يرى ابنه حين بدأ يكبر. وحين خطى أول خطوة في حياته، لكن دعي الابن يتعرف على أهله وأعمامه. ليجد السند والدعم من الجهتين في حياته.
عزيزتي سماح، أعتذر عن هذا الكلام، لكن لابد من لفت انتباهك له. فأنت تظنين أن اهتمامه جاء فقط من أجل صورته الاجتماعية بعد أن ارتبط بامرأة لها ابن.
لربما أسأت الظن، ربما شعر بتأنيب الضمير بعد أن رأى تلك الزوجة ترعى ابنها وتهتم به. ربما عاطفة الأبوة تحركت فيه ويريد تدارك ما فاته من سنين لم يهتم فيها بابنه.
حبيبتي انظري للأمر من زاويته الجميلة، ألا تظنين أنه بهذه الطريقة ابنك سينشأ سليما. بين حنان أمه ورعاية أبيه، ألم تكوني تتذمري من إهماله طيلة تلك السنين؟ فلما تتذمرين اليوم من اهتمامه؟.
لهذا بدلا من التفكير في إبعاد الطفل عن والده وأهله، كون أنت الأم المثالية. التي لا تسأل ابنها بعد عودته من زيارة والده عما كان يجري هناك، بل على العكس أذكري والده وجدته وأعمامه دوما بالخير.
واخبريه أنكما والديه مهما حدث، وكوني أكثر ثقة بنفسك ولا تتحدثي عن أي أمر سلبي في علاقتك مع والده. حتى تترسخ في ذهنه صورة رائعة عنك.
وعندما يكبر ويصبح أكثر وعيا أخبريه أنكما لم تتفاهما وفقط، وهذا أمر طبيعي قد يحصل بين أي زوجين.
وبدل التركيز على نوايا الغير ركزي على نجاح ابنك فقط، ولا تتوقفي عند لحظات الضعف.
فحياتنا أكبر من أن نعلقها على الماضي، اعذريني فهذا ما يجب أن أقوله لك، والله أعلم حبيبتي.