إعــــلانات

جني البطاطا بمستغانم: تخوف من تقلص المداخيل في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة

بقلم ب.حمة
جني البطاطا بمستغانم: تخوف من تقلص المداخيل في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة

في الوقت الذي تشهد فيه بعض أسواق التجزئة للخضر والفواكه المنتشرة عبر تراب ولاية مستغانم التهابا في أسعار البطاطا والتي استقرت عند سعر 50 دج للكلغ

انطلقت نهاية الشهر الفارط عملية جني محصول البطاطا بمستغانم وستستمر إلى غاية شهر جوان القادم، وحسب مصادر مهنية رسمية فإن المساحة الإجمالية المزروعة بالبطاطا عبر الولاية تفوق 5000 هكتار هذا الموسم الزراعي 2007/2008 60 بالمائة من هذه المساحة تمت زراعتها بالأصناف المستوردة ذات اللون الأبيض كأنواع “سبونتا”، “أوستارا”، كوندور” ولأول مرة كذلك تم استعمال في عملية الزراعة أصنافا محلية والتي أعطت مردودا أقل، فيما تبقى النسبة الأخرى من المساحة تم استعمال البذور ذات اللون الأحمر مثل نوعي “برتينا” و”ديزيري”، هذه الأخيرة لها قابلية لعملية التخزين ولمدة أطول عكس الأصناف ذات اللون الأبيض التي تتأثر بالهواء والشمس وتصاب بالتعفن. وحسب التقديرات الأولية لعملية الجني والتي انطلقت خاصة بمناطق بوقيراط وسيرات وحاسي مماش وعين تادلس، فقد تم جني لحد الآن ما يقارب 1500 هكتار سيتم تسخير لها اليد العاملة الموسمية لعملية الجني ولمدة 90 يوما وما يقارب عن 600 عامل موسمي في ظل البطالة المتفشية بهذه المناطق، ولعل ما يشغل بال المنتج الفلاح هذه الأيام عملية الربح التي تتعلق بالتكاليف الزراعية ومعدل المردود إذ أن ازدياد الأمراض الطفيلية كالبياض الزغابي الذي عادة ما يصيب نوعا من هذه المحاصيل، وانخفاض في درجة الحرارة التي تصل إلى درجات تحت الصفر التي تسمى بالعامية “الليلة” جعلت مردود إنتاج البطاطا للهكتار ينخفض إلى 20 طنا للهكتار، الأمر الذي سيؤثر سلبا على المنتج من جهة والمستهلك من جهة أخرى الذي أنهكته الأسعار في السوق بارتفاعها وحتى ارتفاع تكاليف الزراعة بدءا بخدمة التربة وتهيئتها إلى اقتناء البذور التي وصل سعرها إلى 13 ألف دينار للقنطار الواحد في سوق البذور، أضف إلى التهاب أسعار الأسمدة المركبة والأزوتية والتي وصل سعرها إلى 7 آلاف دينار للقنطار إضافة إلى سعر المبيدات الفطرية وأسعار المازوت والكهرباء واليد العاملة الشغيلة وبعملية حسابية تصل تكلفة الهكتار الواحد إلى 25 ألف دينار، وإذا فحصنا السعر المتداول حاليا بالجملة بين الفلاح المنتج والتاجر بالحقل في بيع البطاطا حدد من قبل هؤلاء بـ 30 دج للكلغ الواحد مما يوحي إلى أنه لو ينخفض سعر الكلغ عن السعر الحدد حتما سيفلس المنتج وبذلك يضطر إلى تغيير هذه الزراعة بزراعة أخرى تكون أكثر ربح، وبتصور آخر أن سعر البطاطا في سوق التجزئة يبقى في الارتفاع طالما أنها مادة أساسية للعائلة الجزائرية مما يزداد الطلب عليها وقلة العرض التي تسبب في الندرة واختلال في توازن السوق المحلية وأهم ما يزيد في هذه الندرة هو انتشار غرف التبريد رغم إجابيتها.

رابط دائم : https://nhar.tv/hcTGP