جدوى الدين في ظل التقدم العلمي
بقلم
حياة سرتاح
يعالج هذا الكتاب، في احد عشر فصلا، مشكلة العلاقة بين الدين والعقل الحديث. ويجيب عن أسئلة هامة يطرحها كثيرون مثل: ما هو وضع الدين في عالمنا المعاصر، عالم الشك والحيرة والقلق والريبة؟ هل يمكن أن يبقى الدين بعد التقدم المذهل الذي حققه العلم؟ هل تبقى النظرة الدينية إلى العالم؟ هل يمكن القول بالغرضية أو الغائية بعد أن رفضها العلم؟
-
كما يجيب عن هذه الأسئلة بالإيجاب: نعم، سوف يبقى الدين قائما، ركنا أساسيا في حياة الإنسان رغم الانتصارات العلمية الهائلة. والقارئ لهذا الكتاب، وهي دعوى التطابق التام والمطلق بين العقل والإيمان، “ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً” الآية.
-
فهنا تساؤل الفهم البشري وعماده العقل، عما يتجاوزه وهو الوحي “الروح الأمين“، الذي هو من طبيعة مغايرة، هي من أمر الله وعلمه. وعلينا ألا نحمّل الدين أكثر مما يحتمل، بتكرار شعار “الإسلام دين العقل“، فهو دين العقل فيما يحتمله العقل، وهو دين الروح والوحي فيما يتجاوز ذلك، “وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً“.
-
ومن واقع التجربة البشرية، نشأ صراع حاد بين أنصار العقل وأنصار الإيمان في بداية الثورات العقلية والعلمية بأوروبا، انتهى بطرفيه اللدودين إلى الاعتراف بعقم ذلك الصراع والإقرار بالمكانة المشروعة للعقل والإيمان، كل في نطاقه، أي بضرورة التعايش بينهما كعنصرين يقوم بينهما اختلاف في الطبيعة والجوهر لا يمكن القفز عليه كما لا يمكن للإنسان أن يستغني عن أي منهما.
-
إن العقل المسلم المعاصر المثقل بعبء النزعة التوفيقية مدعو إلى الإقرار بهذا التمييز بين الإيمان والعقل.
رابط دائم :
https://nhar.tv/pY1Xo