''ثورة الياسمين'' تلهب أسعار الحـديد والإسمنت في السـوق الوطـنية
عرفت أسعار مواد البناء في الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا، حيث قفز سعر الإسمنت من 900 دينار إلى 1000 دينار جزائري للقنطار، ومادة الحديد من 5500 دينار إلى 7000 دينار للقنطار الواحد في الأسواق الوطنية، الأمر الذي أصبح يهدد بتوقف العديد من المشاريع.
وشهدت العديد من مواد البناء زيادة معتبرة في الأسعار، منها مادة الإسمنت التي قفزت في فترة جد قريبة من 400 دينار إلى 500 دينار للكيس ذي 50 كيلوغرام بزيادة 10 بالمائة، ونفس الشيء بالنسبة للحديد الذي عرف هو الآخر ارتفاعا من 6 آلاف دينار إلى 7 آلاف دينار، كما مست الزيادة أيضا مادة الآجر والرمل.
وبهذا الخصوص، أكد قاسمي سليم رئيس الاتحاد الوطني لمقاولي البناء والعمران، أن أسعار الحديد والإسمنت مرشحة للارتفاع مع الأيام القليلة القادمة نظرا لغياب المراقبة واستمرار احتكار المضاربين لهذه المادة التي تعتبر أكثر من أساسية بالنسبة لقطاع المشاريع الكبرى المتعلقة بالبناء والأشغال العمومية، ورجح ممثل المقاولين سبب ارتفاع الأسعار في السوق الوطنية إلى عدة عوامل من بينها، أن أسعار الحديد تتبع في كثير من الأحيان سوق البورصة في الأسواق العالمية التي تكون لها ارتدادات عكسية على السوق الوطنية، وكذا الأحداث الأخيرة التي عرفتها بعض مناطق العالم، مؤكدا أن الدولة تسعى خلال الأيام القليلة القادمة إلى استيراد كميات هائلة من مادة الحديد وذلك لقمع المضاربين من جهة وإتمام إنجاز مشاريع المخطط الخماسي الجاري، خاصة منها مشروع مليون سكن التي أعلن عنها رئيس الجمهورية.
من جهته، أرجع الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار في اتصال بـ”النهار”، الأسباب الرئيسية، إلى ارتفاع أسعارها في السوق العالمية، وكذا ارتفاع البترول في الفترة الحالية نتيجة الاضطرابات التي تعرفها المنطقة العربية، خاصة وحسب محدثنا، أن الجزائر تستورد كميات هامة من مادة الإسمنت في السوق التونسية وبعض المواد من ليبيا برا، وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدها البلدان اشتدت الحراسة على مستوى الحدود، وهو ما دفع بأصحاب الشاحنات إلى رفض التنقل إلى هناك خوفا من تعرض مركباتهم للاعتداءات نتيجة نقص الأمن.