ثلاثينية: سأفقد نفسي ولا أعرف كيف أرتب أفكاري من جديد
تحية ملؤها المودة والتقدير إلى كل القائمين على هذا المنبر وبعد..
سيدتي الفاضلة سأختصر في طرح انشغالي لأنني حقا أنا لا أراه بعين ضيقة، لكن هو سؤال يوميا يتبادر إلى ذهني، أو ربما يثيره المحيطون بي بطرحه يوميا عليّ..
فأنا سيدتي شابة في الثلاثين من عمري، أحمد الله دوماً أنه منّ عليّ بالكثير من الفضائل، أخلاق وعلم ودين.. وقلب طيب يحب الخير للجميع، عاملة وأحوالي المادية ميسورة.. ما جعل كل من يراني يتعجب أنني لم أتزوج بعد..
في البداية وقبل سنوات قليلة كانت لي قناعة تامة ويقين أن الله لم يأذن للأمر بعد.. فالزواج هو رزق يسوقه الله لعبد متى شاء، لكن مع الوقت تسللت إلى قلبي تساؤلات عديدة.. أو بالأحرى وساوس أدخلتني في حلقة الريب حول تأخر نصيبي.. فهذه أمي تنصحني بالرقية، وصديقتي تلك تنصحني بأن أوسع دائرة معارفي.. وغيرهم من النصائح التي أراها غريبة عن نفسي وإيماني وقناعاتي…
صدقيني سيدتي أنا حقا أشعر بالتعب والإرهاق النفسي، فالروح البشوشة التي كنت أحمل صارت تائهة.. دوما أفكر، دوما حزينة، أبكي لأتفه الأسباب.. حتى أنه سولت لي نفسي بأن أبحث عن علاقات جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وأنا التي كنت دوما متحفظة في هذه المسألة.
خائفة أنا سيدتي من أن يحصل انقلاب في حياتي والجميل يصبح قبيحا.. وأفقد شخصيتي فقط لأرضى من حولي، فهل من نصيحة يثبت بها الفؤاد، وأعود لرشدي؟
الأخت سهام من أم البواقي
الرد:
تحية أجمل، وطابت أوقاتك أختاه، لا ادري كيف استسلمت لكلام الغير وأنت بكل ذاك الإيمان وقوة الشخصية..
لكن لا عليك، فمن الطبيعي أن يمر الإنسان بفترات ضعف صعبة، لكن لا يجب أن يخسر فيها نفسه وقناعاته..
فالحياة ليست وردية دائما، ولكن ما يهون صعابها وييسر عسرها ويزيل تعبها إيمانك بالله أولا.. وعلمك ثانيا أن الأشياء تأتي في مواعيدها المحددة لها دون تأخير أو تبرير أو حسبان..
فلا تلقي بالا لما يقال من هنا وهناك، يكفي النجاح الذي حققته ودرجة الاحترام التي نِلتها من أخلاقك الطيبة وقلبك الجميل..
صديقتي إن أهم ما يجب أن نسعى عليه هو إرضاء رب العباد والوالدين بعده.. أما الناس فإرضاؤهم غاية لا تدرك حتى وإن أسست أسرة بالزواج فسوف يجدون ما يقولنه عنك وما يعيبونه فيك..
عزيزتي، إن أجمل وأرع ما لمسته من خلال رسالتك هو نقاء سريرتك ووضوحك مع ذاتك.. تميزين بين الصالح والطالح..
لذا اسمي لصوت قلبك، وما يمليه عليك ضميرك، وسيري في الحياة على درب إيمانك.. والله سيجبر قلبك ويرضيك بما يجعلك تبكين فرح..
وكفى بالحياة تجملا ما دمت أنت وردها، فلا داعي للتوتر، كان الله في عونك، وثبت فؤادك.