توقيف الإرهابي «رافع أبو يوسف» داخل منزله في تبسة
الإرهابي الموقوف كان يحمل سلاح «كلاشنيكوف» وكمية من الذخيرة والمتفجّرات
تمكنت قوات الأمن المشتركة بتبسة أول أمس، في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، في عملية نوعية كللت بالنجاح، من توقيف إرهابي خطير يكنى بـ«رافع أبو يوسف»، واسمه الحقيقي «م. عبد الرؤوف»، داخل منزله الكائن بحي طريق عنابة بمدينة تبسة. تم بعد محاصرة العمارة التي تقع فيها شقة العائلة، من طرف مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، قبل أن يلتحق بهم والي الولاية بصفته المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي ويرأس اللجنة الأمنية الولائية، بغرض إجراء المفاوضات السلمية قبل إعطاء إشارة التدخل المسلح، في وقت انتشر قناصة من القوات الخاصة مهمتهم مكافحة الإرهاب فوق العمارات القريبة، من أجل التغطية والتصدي لأي محاولة هروب أو إطلاق نار، وكذا التأمين الجيد للموقع على اعتبار الحي كان يشهد حركية كبيرة من المواطنين، وبعد مفاوضات كبيرة مع أهله واستحالة إمكانية الفرار، قرر تسليم نفسه، وكان معه سلاح ناري آلي من نوع «كلاشنيكوف» وكمية معتبرة من الذخيرة الحية والمتفجرات، وسط زغاريد النساء ابتهاجا بعدم وقوع أي تطور غير محمود العواقب، وهو ما يعتبر ضربة جديدة لـ“تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي“.
أبو يوسف هدد بتفجير نفسه فــــي بدايــــة الأمـــر
وقد أثارت الحادثة فضول الكثير من المواطنين الذين تجمعوا بالعشرات لمشاهدة ما يحدث، رغم تحذير المصالح الأمنية التي كانت تعتقد أن الأمر سيتعدى إلى اشتباك مسلح، حيث قامت - في إجراءات وقائية– بالاستعانة بمصالح سونلغاز التي قطعت التيار الكهربائي والغاز، خوفا من حدوث انفجارات، والتحقت كذلك وحدات الحماية المدنية بالموقع، لتنتهي العملية بنجاح، وينقل الموقوف على جناح السرعة إلى القطاع العسكري العملياتي من أجل مواصلة التحقيقات الأمنية مثلما تقتضيه الإجراءات في مثل هذه القضايا، وحسب المعلومات المتداولة، فإن الإرهابي الذي يبلغ من العمر 28 سنة كان قد نزل من الجبل وقصد المنزل العائلي لرؤية أهله، وبعد ورود معلومات مؤكدة إلى مصالح الأمن المختصة، تم وضع خطة محكمة مدروسة النتائج والتفاصيل، حيث انتشر في مرحلة أولى رجال المركز الولائي للبحث والتحريات التابع لدائرة الاستعلام والأمن رفقة فرق القوات الخاصة، إلى جانب وحدات من الدرك والأمن الوطنيين، ليتم تدعيمهم بمجموعات أخرى من كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، تحت الإشراف الميداني المباشر لكل قادة هذه الأجهزة الذين بقوا في المقدمة إلى غاية وصول الوالي رفقة الوفد المرافق له، وتقدموا إلى غاية مدخل العمارة، وبعد فترة وجيزة من المفاوضات، استقطبت اهتمام الكثيرين الذين بقوا متأهبين للهرب خاصة بعد بروز حديث عن رفض الإرهابي الاستسلام وتهديده بتفجير نفسه، إلا أن الأمور سارت في الطريق الصحيح وقام بتسليم نفسه في نهاية المطاف، وعمل رجال الشرطة القضائية – نظرا لوقوع المنزل في إقليم حضري ومساهمتهم الفعالة في العملية– على حمل ونقل كيس كبير يرجح أنه مليء بالذخيرة والمواد المتفجرة، وسط فرحة المواطنين الذين أثنوا عليهم بعد تجنيبهم كارثة كبيرة.
من هو رافع أبو يوسف؟
أشارت مراجع “النهار”، إلى أن الإرهابي له أخ توأم يدعى هو الآخر «رافع» فقط، عكس شقيقه الذي أضيفت له كنية «أبو يوسف»، حيث التحقا بالجبل شهر مارس 2010، من أجل ممارسة العمل المسلح في يوم واحد، وانضما إلى سرية تعرف باسم «بوجلال»، تعمل تحت إمرة الكتيبة الأم المسماة «الفتح المبين»، التي يقودها الإرهابي «أبو حاتم» واسمه الحقيقي «عربية كمال»، والذي يعتبر الممثل الشخصي لأمير «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الشهير بـ«أبو مصعب عبد الودود»، واسمه الحقيقي «عبد المالك دروكدال»، إلا أن قوات الأمن المشتركة تمكنت في منتصف سنة 2012، من توقيف شقيقه خلال عملية تمشيط على مستوى «قابل بوجلال»، رفقة الأمير الشرعي للسرية التي تم تفكيكها فيها بعد، «هيشور الربعي» المكنى بـ«الشيخ أيوب»، وهما مدججان بسلاحين ناريين على خلفية عملية اختطاف ابن رجل أعمال يقيم في تبسة، والذي تم إطلاق سراحه حينها.