إعــــلانات

تفجير سيارة مفخخة في الناصرية يخلف 4 قتلى و26 جريحا

تفجير سيارة مفخخة في الناصرية يخلف 4 قتلى و26 جريحا

تفجير سيارة مفخخة أمام مقر الأمن الحضري بالناصرية فجّر انتحاري، صباح أمس، سيارة من نوع تويوتا “هيلوكس” أمام مقر شرطة الأمن الحضري بوسط بلدية الناصرية بولاية بومرداس،

تعرف بنشاطها في المنطقة الثانية ببومرداس
“كتيبة الأنصار” تكون وراء التفجير

 تشير أصابع الاتهام والقرائن الأولية التي استهدفت مقر الأمن الحضري بالناصرية إلى “كتيبة الأنصار” التي تنشط ضمن إقليم بلديات دلس، برج منايل، الناصرية، كاب جنات وسي مصطفى. وتشير الطريقة التي تم بها تنفيذ الهجوم الإجرامي على مقر الأمن الحضري ببلدية الناصرية إلى أتباع عبد الحميد سعداوي، المدعو يحيى أبو الهيثم، أمير ما كان يعرف بكتيبة الأنصار، والذي استخلف على رأسها شخص يدعى يوسف خليفي” المدعو “أبو طلحة”، ويعتبر هذا الهجوم الانتحاري الثاني من نوعه الذي عرفته ولاية بومرداس، بعد تفجير الثكنة التابعة للمجموعة الإقليمية لحراسة السواحل بدلس الذي أدى إلى مقتل أزيد من 15 شخصا وجرح أكثر من 25 آخرين. وتعرف بومرداس بأنها معقل القاعدة في المغرب الإسلامي وتنشط تحت لوائها عدة سرايا، أشهرها سرية زموري وسرية المريخ.
 ز.ت

أحدث دويا قويّا أدى إلى انهيار شبه كلي لبناية مقر الأمن، وكذا انهيار جزئي لمقهيين وبعض المباني المجاورة، وخلف مقتل 4 عناصر من الشرطة وإصابة 26 بجروح، من بينهم 16 مدنيا، خمسة منهم نساء، في حين تم نقل 4 جرحى في حالة خطيرة إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، 2 منهم مدنيان أحدهما طفل في العاشرة و2 من أعوان الشرطة أصيبا على مستوى الرأس.
  السيارة المفخخة تحمل ترقيم ولاية البويرة
كانت الساعة في حدود السادسة و45 دقيقة من صبيحة أمس عندما تقدمت سيارة بيضاء من نوع تويوتا “هيلوكس” متوجهة بسرعة نحو مقر الأمن الحضري بالناصرية على بعد 50 كم من الولاية بومرداس، ليتقدم السائق بسرعة ويخترق الحاجز الأمني من الجهة الشرقية لمبنى الأمن الحضري، وما هي إلا دقائق حتى انفجرت السيارة وعلى متنها الانتحاري. وحسب ما أفادت به مصادر مقربة لـ”النهار”، التي تنقلت إلى عين المكان، فإن الانتحاري توجه في حدود الساعة السادسة و45 دقيقة إلى وسط المدينة حيث كان بعض المواطنين بالمقهى المجاور لمقر الأمن الحضري، وكذا بالمقهى المقابل له، في حين كان البعض خارجا من المسجد الذي لا يبعد عن مكان الانفجار سوى بـ30 مترا.
وحسب شهادة أحد الأشخاص الذين التقت بهم “النهار” فإن الانتحاري بقي يحوم بسيارته حول المبنى، حيث يقولز “كنت بالقرب من متجري عندما شاهدت سيارة بيضاء من نوع تويوتا تطوف بالمكان ذهابا وإيابا، وبعدها دخلت إلى متجري لأسمع دويا قويا أدى إلى تصاعد دخان كثيف، فهربت مسرعا حيث رأيت انهيار سقف متجري.. وعن صفة هذا الانتحاري يقول هذا الشخص أنه لم ير وجهه بحكم الظلام الدامس الذي كان يخيم على المكان. وتضيف مصادرنا أن سيارة تويوتا المرقمة بولاية البويرة كانت محملة بكمية من المتفجرات، وهو ما يفسر شدة وقوة الانفجار الذي دوى بكامل المنطقة وسمعه السكان من مسافات بعيدة، وأدى إلى تصدعات وتشققات في المنازل المحاذية لمقر الأمن الحضري.
 
الانتحاري مرة بقريتي بومراو وبوعاصم
كنت نائمة عندما سمعت دوي انفجار قوي، ظننت في البداية أنه صوت رعد، فاستيقظت لأرى سقف منزلي ينهار من حولي، فهرعت مسرعة لأجد ألسنة النيران تخرج من المدفأة، فأغمضت عيني وقمت بغلق مخرج الغاز، تقول خالتي فاطمة التي تقطن مقابل مسرح الجريمة على بعد 10 أمتار فقط، حيث أدت قوة الانفجار إلى تصدع أسوار منزلها وسقوط أسقفه وتكسر نوافذه، فراحت تصف هول الكارثة وتدعو الله أن ينزل رحمته عليها. كما تحدث إلينا أحد أبناء خالتي فاطمة الذي قال “بعد صلاة الفجر عدت إلى المنزل لأسمع دويا قويا ثم رأيت دخانا كثيفا وأشلاء جثث تتطاير في أنحاء المكان، فهرعت في محاولة  لإسعاف المصابين الذين كانت أصواتهم ترتفع من شدة الألم” ويضيف قائلا: “كاد رصاص مصالح الأمن يخترقني، حيث اختلطت الأمور بعد الانفجار، وعمت الفوضى بعد لجوء العديد من المواطنين إلى مكان الانفجار” كما تحدث إلينا عدد من السكان القاطنين على بعد أمتار من مسرح الجريمة، مؤكدين أن عشرات سيارات الإسعاف توافدت لنقل الضحايا في حدود الساعة السابعة صباحا، ناهيك عن شاحنات الإطفاء التي سارعت لإخماد ألسنة النيران المشتعلة. وتفيد المعلومات المستقاة من عين المكان ومن شهود عيان بأن السيارة المفخخة سلكت الطريق المار بقريتي بومراو وبوعاصم عبر جبال سيدي علي بوناب والتي تعرف بخطورتها الأمنية وكذا بمسالكها الوعرة باتجاه وسط مدينة الناصرية، عبر الطريق المؤدي إلى مقر الأمن الحضري، حيث أن الانتحاري لم يثر أية شكوك حوله، وتجري التحريات حول هويته وتدخلت مختلف قوات الأمن حال انتشار الخبر، وتم تطويق كامل المنطقة، ومنعت كل المركبات من سلوك الطريق المؤدي إلى مختلف المناطق، خاصة الطريق المؤدي إلى ولاية تيزي وزو، كما منعت “النهار” وباقي وسائل الإعلام التي تنقلت إلى موقع الجريمة من الاقتراب من مكان التفجير. وحسب مصادرنا فإن القتلى والجرحى تم نقلهم إلى مستشفى برج منايل، الذي لا يبعد سوى بـ15 كلم، فيما تم نقل الضحايا المصابين بجروح خطيرة من المدنيين إلى مستشفى مصططفى باشا، كما نقل الشرطيين إلى مستشفى عين النعجة.

26 جريحا ينقلون إلى مستشفى برج منايل
عند وصولنا إلى مصلحة الاستعجالات ببرج منايل، كان المكان يعج بأعوان الشرطة وكذا عائلات الضحايا الذين التحقوا بذويهم، فكانت صيحاتهم تسمع من خارج المصلحة، والممزوجة ببكاء النسوة الذين لم يتمالكوا أنفسهم أمام هول الكارثة، وكانت سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى والحماية المدنية تتوافد تباعا على المستشفى، حيث وصلت الحصيلة إلى 26 جريحا، 10 منهم أعوان شرطة، و16 مدنيون، منهم خمس نساء، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية لهم وتجنيد كافة الإمكانيات الموجودة بالمستشفى وقد ترك المستشفى عند وصولنا 23 جريح أصيبوا بجروح خطيرة متفاوتة الخطورة، جراء سقوط أسقف المنازل والمحلات على مستوى الرأس والأرجل.  محدثتنا خالتي حورية التي تقطن بجوار مبنى الأمن الحضري، والتي تحطم منزلها كلية، أصيبت بجروح على مستوى رجلها اليمنى جراء سقوط السور المحاذي للمبنى، ورغم وقع الصدمة إلا أنها كانت تتكلم باطمئنان وراحت تذرف الدموع عندما تذكرت الحالة التي آل إليها منزلها، حيث تقول “مع بداية العطلة الشتوية حلت بناتي ضيفات علي، لكن لسوء الحظ تشردت عائلتي في رمشة عين  وتضيف بأسى “استيقظت أنا وزوجي مع صلاة الفجر، في حين كان الآخرون نياما، حتى سمعت دويا قويا هز أركان منزلي وشاهدت أسواره تتساقط، فرحت أنادي على أبنائي وبناتي للفرار” ثم أجهشت خالتي حورية بالبكاء عندما تذكرت والدتها المسنة التي يتجاوز سنها التسعين، فتقول “لا أتذكر سوى أنني سحبتها من يدها لنخرج من النافذة التي تحطمت كلية، في حين عاد زوجي لإنقاذ البنات” وبعد وصول مصالح الحماية المدنية قامت بنقل خالتي حورية ووالدتها إلى المستشفى، لتشير خالتي حورية لامرأة مستلقية بسريرها بجانبها كانت ابنتها الحامل والمصابة على مستوى اليد والرجل اليسرى التي لازالت بالمصلحة واستنكرت خالتي حورية الفعل الانتحاري قائلة “ربي وكيلهم، هاذو ماشي عباد، ماعندهومش قلب”  تركنا خالتيي حوريا داعين لها بالشفاء العاجل، لننتقل إلى الشاب “عزيز” البالغ من العمر 25 سنة، والذي كان حاضرا عندما وقع الانفجار، حييث كان يرشف فنجان قهوة بالمقهى المجاور لمقر الأمن الحضري، فقال “شاهدت سيارة تصطدم بالجدار بقوة عنيفة، ولم تمر سوى ثوان حتى انفجرت بقوة حولت المكان إلى ركام، فبسرعة الشظايا جعلت المواطنين يتراجعون للفرار في كل الاتجاهات”، ويضيف قائلا “لم أستيقظ بعدها إلا وأنا مطروحا على الأرض أمام فوضى عارمة تبعتها صراخات المواطنين واستنجاد المصابين” وتذكر عزيز صورة ذلك الشيخ المسن الذي مات فور حدوث الانفجار بحكم إصابته بمرض القلب.
 
“حمزي يانيس” خرج لشراء الحليب ليسقط تحت وقع الانفجار

الطفل يانيس البالغ من العمر 10 سنوات، خرج من بيته في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا لشراء الخبز والحليب لفطور الصباح، وبعد خروجه من الدكان شهد الانفجار الذي وقع أمام عينيه، أدى إلى تطاير ما بيده من خبز وحليب، وسرعة الشظايا أصابته على مستوى العين والرأس والرجل، وهو حاليا متواجد بالعناية المركزة بمستشفى مصطفى باشا، بعد أن تم إرساله من مستشفى برج منايل، وكانت عائلته قلقة عليه، خاصة الأم التي لم تستطع أن تحدثنا جراء وقع الصدمة التي أصابت فلذة كبدها.

رابط دائم : https://nhar.tv/KSs5Z