تعاملت مع مجانين في القصرين، هددوني بعدم مغادرة الحدود
ما رأيته في القصرين لم أراه في حياتي” بهذا استهل المدرب الجزائري السابق لنادي القصرين محمد ميهوبي، الحديث عما حدث له خلال تجربته الأخيرة هناك والتي لم تعمر أكثر
من شهر، قبل أن يضطر للرحيل بعد أن وقف هناك على حقائق مثيرة يرويها لنا في هذا الحوار الخاص.
النــهار : كيف تقيم تجربتك الأخيرة مع نادي القصرين والتي لم تدم أكثر من شهر؟
يمكنني أن أِؤكد لكم بأن ما رأيته في القصرين لم أراه في حياتي، لقد كنت في فريق المجانيين، لا تنظيم ولا انضباط والفوضى والمشاكل هي سمات هذا النادي.
النــهار : وما الذي يجعلك تقول هذا الكلام؟
في البداية يجب أن يعلم الجميع بأنني لم أشرف على الفريق بشكل مباشر سوى في المباراة أمام بنزرت، أما المباريات أمام المنستير والإفريقي وصفاقس والتي أجراها الفريق خلال الأسبوع الذي وصلت فيه إلى القصرين، فقد كنت ملاحظا فيها فقط، وهذا بحسب ما اتفقت عليه مع رئيس النادي ، قبل أن آخذ زمام الأمور خلال التربص الذي أجريناه في سوسة مباشرة بعد المباريات الثلاثة التي ذكرتها، وهنا اكتشفت الفوضى التي يسير بها الفريق والذي يفتقد لأدنى الإمكانات، تصور أنه نصف التعداد تقريبا لا يملك حتى البذل الرياضية، مع هذا حاولت تنظيم الفريق وفرض الإنضباط داخله من خلال إلزام اللاعبين بإحترام مواعيد الإطعام والإلتزام بلباس موحد وهو الشيء الذي أدهش مساعدي التونسي القرماطي، الذي بدا وكأنه لم يتقبل هذا التغيير، ومع اقتراب موعد مباراة بنزرت بدأت المشاكل، حيث قام بعض المسيرين بالتواطأ مع القرماطي بمحاولة فرض بعض اللاعبين علي كأحد الحراس الذين لم يكن يلعب منذ بداية الموسم وظهير أيسر كان غائبا تماما عن الفريق ، لكني رفضت بشدة وطلبت تدخل رئيس الفريق الذي وعدني بالتخلص من هؤلاء المسيرين بعد مباراة بنزرت لكنه لم يفعل.
النــهار : وماذا حدث بعدها؟
بعد مباراة بنزرت التي انهزمنا فيها برغم المردود الجيد الذي قدمناه، استغليت أنا ومساعدي زروقي فرصة توقف البطولة لأعود إلى الجزائر حتى أجلب سيارتي معي، لأفاجئ عند عودتي إلى القصرين بإقتحام المنزل، التي أجرته لي إدارة الفريق، من طرف أشخاص أجهل هويتهم لم يقوموا بالسطو عليه، لكن كان من الواضح بأن أشياء غير أخلاقية قد جرت فيه، وهو ما أثار غضبي فرحت اشتكي للمسيرين مادام أنهم الوحيدون الذين يملكون نسخ المفاتيح، مما عقد الأمور ووسع الهوة أكثر بيني وبين المسيرين وفي مقدمتهم أمين الخزينة، ممن لم يترددوا في الدفع ببعض أشباه الأنصار للتهجم علي وعلى بعض اللاعبين بالسب وبالعبارات النابية خلال إحدى الحصص التدريبية في محاولة منهم لدفعي للإستقالة.
النــهار : وماذا حدث خلال هذا الإجتماع؟
طلبوا مني تقديم استقالتي بحجة أنهم غير قادرين على تسديد أجرتي الشهرية، ولا حتى دفع مستحقات اللاعبين لكني رفضت لأنهم طلبوا مني تحرير وثيقة أقر فيها بأنني أنا الذي قررت الانسحاب، وهذا حتى لا يضطروا لدفع الشرط الجزائي للعقد الذي أمضيته معهم والذي يلزمهم بدفعي أجرتين إضافيتين.
النــهار : هل يمكن أن نعرف قيمة الأجرة الشهرية التي كنت تتقاضاها هناك؟
يمكنني أن أؤكد لهم بأنها تفوق بكثير الأجرة التي كنت أتحصل عليها مع رائد القبة والتي كانت ثلاثين مليون سنتيم دون حساب المنح والامتيازات الأخرى.
النــهار : وكيف تم فسخ العقد مع القصرين؟
قبل هذا حدث تطورات خطيرة، وهذا لأنني وكما قلت لكم رفضت التنازل عن الشرط الجزائي وغادرت القصرين خفية باتجاه تونس العاصمة، ولجأت إلى الإتحادية التونسية بعد أن أدركت بأن اجتياز الحدود والتي لاتبعد عن القصرين بأكثر من 70 كلم باتجاه الجزائر سيكون مخاطرة حقيقية بالنظر لكون مسيري القصرين لديهم معارف كثيرة في جهاز الجمارك والشرطة هناك، وكان من الممكن أن يتم احتجازي وإجباري على فسخ العقد.
النــهار : وماذا كان موقف الإتحادية التونسية؟
لقد تم استقبالي وعرضت قضيتي على المسؤولين هناك، وتزامن ذلك مع اتصال من مسيري القصرين راحوا يهددونني فيه بمنعي من مغادرة الحدود إذا لم أقبل بفسخ العقد معهم والتنازل عن التعويضات التي يضمنها لي العقد في حالة ما قرروا هم إقالتي، ولقد ستمع مسيرو الاتحادية التونسية تلك التهديدات على المباشر، من خلال مكبر الصوت لهاتفي النقال ولقد وجدت تفهما كبيرا ولقد وعدوني بالوقوف إلى جانبي في هذه القضية وأكدوا لي بأني لست أول ضحايا لمسيري القصرين الذين لهم سوابق كثيرة في هذا المجال، كما فعلوا مع لاعب يلعب حاليا في جندوبة والمدرب الكوكي وحتى المدرب الذي خلفني عادل السليمي والذي اتصل بي يشتكي من عدم التزام مسري القصرين بالتزاماتهم معه.
النــهار : وإلى أين وصلت قضيتك الآن؟
لن أتنازل عن مستحقاتي ولقد رفعت دعوى على مسيري القصرين لدى الإتحادية التونسية لكرة القدم والتي أثق كثيرا في إنصافها لي لأنها لا تتساهل في مثل هذه الأمور.