تسييس العربية في الجزائر انتهى بتهميش المعربين بعد بومدين
بقلم
وردة بوجملين
أشار الكاتب والباحث السوسيولوجي مصطفى ماضي في آخر إصداراته إلى أن وفاة الراحل هواري بومدين فتح ثغرة تميزت بالصراعات المحتدمة حول خلافته بين أجنحة السلطة والنخب ولم يقتصر ذلك الصراع على الجانب الاقتصادي بل امتد إلى مسالة التعريب.
-
وقال المختص في علم الاجتماع مصطفى ماضي في مقدمة كتابه الصادر عن دار القصبة، نهاية الأسبوع الماضي، أن موضوع اللغة كان موضوعا متفجرا بين النخبة المدنية والعسكرية الممثلة في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، وامتد الأمر إلى أكثر من ذلك حيث لعبت قضية التعريب دور الموحد والجامع بين بعض مجموعات العسكريين والمدنيين حول هذه المسالة، حيث بدا ذلك واضحا ميدانيا من خلال التحالفات، عندما أعادت لجنة التربية والإعلام إلى جدول الأعمال ملف تعريب الإدارة في شهر فيفري 1980 بالرجوع إلى اللائحة السياسية العامة المصادق عليها في المؤتمر الرابع للحزب، لتتدخل بعد ذلك النخبة العسكرية الممثلة في الحزب لوضع حد “لتطرف دعاة” التعريب السريع، وارتئ الكاتب أن التحليل السوسيولوجي لما يسمى بالاقتناء والتهميش باللغة هو المسعى الأكثر ملائمة لإدراك دور “الفرونكوفونية ” و“التعريب” في مجتمع مثل المجتمع الجزائري، ليظهر بعدها التحليل المعمق لهياكل التحليل وأنظمة الانتقاء المدرسية ببلادنا أن اللغة الفرنسية تلعب دورا هاما في سياق تعريب التعليم وتعتبر أداة انتقاء لفائدة الطبقات الاجتماعية تتمتع بامتيازات فحسب.
-
-
وتطرق الفصل الأول من الكتاب إلى موضوع الانقسامية باللغة من لغة الخطاب الإيديولوجي إلى لغة التسيير، وقد ركز فيه الباحث على مسألة تسييس التعريب ببلادنا في السنوات الماضية التي انتهت بتهميش المعربين، أما في الفصل الثاني فقد تحدث هذا الأخير عن الهوية الجزائرية بين “البربرية والجزائرياتية” من جهة وعن “العروبة والإسلامية” من جهة أخرى الذي اتسع لمختلف القضايا المتفرعة عن هذا الموضوع.
رابط دائم :
https://nhar.tv/xaK0i