تسجيل 8 هزات ارتدادية في بجاية خلال 24 ساعة الأخيرة
من 70 إلى 100 هزة ارتدادية تسجل شهريا في الجزائر
سجّلت مصلحة مراقبة الزلازل خلال 24 ساعة الماضية 8 هزات ارتدادية تراوحت شدّتها بين 3 و5 درجات على سلم ريشتر على مستوى الشريط الساحلي بولاية بجاية، فيما يبلغ عدد الهزات الارتدادية المسجلة شهريا من 70 إلى 100 هزة على مستوى المنطقة الشمالية للجزائر. رافقت ”النهار”، أمس، مجموعة من الباحثين في الفيزياء والجيو فيزياء في مراحل تتبّع الهزات الارتدادية التي يتم تسجيلها عبر المناطق الشمالية للوطن من خلال رصد المعلومات عبر كل المراكز الموجودة بمختلف المناطق.وأكد الباحثون أن الهزات الارتدادية التي تعيشها الجزائر جد طبيعية ولا تعدو أن تكون نشاطا طبيعيا ناجم عن حركة وانقسامات تحدث في الجهة الشمالية للجزائر. وأكد المختصون في حديثهم، أمس، إلى ”النهار” على مستوى مصلحة مراقبة الزلازل بالمركز الوطني للفيزياء والجيوفيزياء ببوزريعة، أن الجزائر تقع على الصفيحة الإفريقية وهي معرّضة للتصادم مع قارة ”أورو آسيا” وفي إطار هذا الإصطدام تنتج طاقة منجرة عن تراكم تحت الأرض تتحوّل إلى انكسارات وانشقاقات وتتحرّك من خلالها الأرض على شكل زلزال أو هزة ارتدادية.وتم تسجيل، أمس، على الساعة الثالثة زوالا، هزة ارتدادية على مستوى بجاية وصلت شدّتها إلى 3.6 درجات على سلم ريشتر.واعتبر الباحثون أن الهزات الارتدادية في الفترة الحالية عادية جدا وهي تحدث تقريبا يوميا إلا أن خفّتها لا تُحدث الهلع الذي تحدثه الهزات القوية على غرار تلك التي تم تسجيلها أمس الأول على مستوى خراطة بولاية بجاية، مشيرين في ذات الوقت، أنه علميا من المستحيل أن يتم التنبؤ بالزلازل ومدى شدّتها وما يمكن القيام به هو رصد مكان الزلازل من خلال تسجيل حركتها وإرسال برقيات سريعة إلى وزارة الداخلية وكذا الحماية المدنية من أجل أخذ الإحتياطات اللازمة. كما أكد الباحثون أن عمل مراقبة النشاط الزلزالي يستمر طيلة 24 ساعة، ومن دون أي انقطاع، حيث يقوم به باحثون مختصون في الفيزياء والجيوفيزياء بنظام المناوبة.
قال إن التنبؤ بالزلازل هو ضرب من الخيال ويدخل في المحرمات
الباحث الفلكي محمد حمداش لـ”النهار”: ”مجنون من يقول إن هناك علاقة بين التغيرات الجوية ونشاط الزلازل”
قال محمد حمداش الباحث في الفيزياء والجيوفيزياء، إنه لا يوجد أية علاقة بين النشاط الزلزالي والتغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر هاته الأيام، وقال حمداش في الحديث الذي خص به ”النهار”، أمس، إن النشاط الزلزالي يحدث داخل الأرض وليس له أية علاقة مع أي عوامل خارجية، مفندا بذلك كل الأقاويل التي أكد من خلالها بعض المواطنين أن سبب كثرة الهزات الإرتدادية خاصة في الأسبوع الماضي، راجع إلى الأمطار الطوفانية التي شهدتها الجزائر. من جهة أخرى، أكد المتحدث، أنه لا يمكن أن يتم التنبؤ بحدوث زلازل لأن هذا الأمر يدخل في خانة ”علم الغيب”، والتصريح بمثل هاته الأمور من شأنه أن يحدث هلعا لدى المواطنين، مما يساهم في فوضى كبيرة لا يمكن أن تحمد عقباها. كما أكد المتحدث، أن الأرقام التي يقدّمها المركز هي الأصح، لأنها مبنية على معطيات علمية من داخل الجزائر، مشيرا إلى أن المواقع الأجنبية تعطي أرقاما مغلوطة، وأن الأرقام الرسمية موجودة فقط على مستوى المركز.