تراجع “قياسي” للاعتداءات الإرهابية ونوفمبر الأقل دموية منذ 1992
انخفض مستوى أعمال العنف والاعتداءات الإرهابية في الجزائر خلال شهر نوفمبر الماضي حيث تم إحصاء 4 قتلى وذلك “بشكل قياسي” حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي نشرت أمس حصيلة إستنادا إلى مراجع إعلامية وإحصائيات أجهزة الأمن.
وأشارت الحصيلة إلى أن عدد القتلى في الإعتداءات الإرهابية والاشتباكات بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية بلغ 105 شخصا في سبتمبر الماضي وتراجع إلى 60 قتيلا في أكتوبر لينخفض بشكل لافت جدا إلى 4 قتلى في نوفمبر الماضي و كان شهر فيفري الأقل دموية منذ بداية السنة بإحصاء 14 قتيلا و كان ما لايقل عن 413 شخص قتلوا منذ بداية السنة منهم حوالي 100إرهابي وأكثر من 120 مدنيا سقطوا في التفجيرات الإنتحارية بالعاصمة ، بومرداس ، تيزي وزو ، الأخضرية بالبويرة وتيزي وزو حسب المعلومات المتوفرة لدى “النهار” وهي أكبر حصيلة تخلفها اعتداءات الجماعة السلفية للدعوة و القتال منذ تأسيسها عام 1998 في وسط المدنيين مقابل 400 قتيلا خلال 2006 و480 خلال 2005 .
وكان شهر نوفمبر الأقل دموية منذ إندلاع أعمال العنف في الجزائر عام 1992 بحصيلة لم تتجاوز 4 ضحايا اغتيلوا في اعتداءات إرهابية متفرقة اغلبهم في تفجيرات ألغام مزروعة بمسالك غابية بتراجع لافت جدا مقارنة مع الحصيلة المسجلة في شهر أكتوبر تجاوزت 60 قتيلا ، و يربط متتبعون للشأن الأمني ماوصف بـ”الحصيلة القياسية” بالعمليات النوعية التي قامت بها أجهزة الأمن في الأشهر الأخيرة و أسفرت عن تفكيك قيادة أركان ما يعرف بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” (الجماعة السلفية للدعوة و القتال) مما انعكس على نشاط أتباع عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الذي تراجع بعد القضاء على ما لايقل عن 6 قياديين بارزين من قدماء العمل المسلح و أكثرهم خبرة و نفوذا في التنظيم الإرهابي كانوا وراء التخطيط و التنفيذ للعمليات الانتحارية الأخيرة و الإختطافات و يوصفون بـ”المادة الرمادية” لـ”القاعدة “في الجزائر أبرزهم عبد الحميد سعداوي ( يحيى أبو الهيثم) مسؤول العلاقات الخارجية و التنسيق و المالية ، زهير حراك ( سفيان فصيلة) أمير المنطقة الثانية و المخطط للعمليات الانتحارية إضافة إلى توقيف عبد الفتاح أمير سرية العاصمة و إسترجاع 8 قناطير من المتفجرات كانت موجهة لعمليات إنتحارية في شهر رمضان الأخير الذي كان مستقرا نسبيا رغم تهديدات درودكال و إحباط العديد من المخططات الإجرامية بالتعاون مع تائبين حديثا و إنخراط المواطنين في عملية مكافحة الإرهاب و كان أفريل شهرا دمويا بإحصاء أكثر من 33قتيل في العمليتين الانتحاريتين بالعاصمة و سقط أغلب الضحايا في العمليات الانتحارية التي لجأت إليها قيادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” بعد تجنيد مراهقين و شباب بعد أقل من 6 أشهر من التحاقهم بمعاقل الإرهاب لم يخضعوا لتدريبات قتالية و غير مكونين دينيا و كانت من أسهل الطرق لتغطية العجز عن المواجهة الميدانية المباشرة في ظل تراجع قدرات الأفراد كما يحقق هذا النوع من العمليات ضجة إعلامية كانت يهدف إليها التنظيم لإثباث وجوده منذ إنضمامه رسميا إلى “القاعدة” بتزكية أيمن الظواهري مساعد أسامة بن لادن لكن درودكال فشل في الحفاظ على هذه التزكية و تجاهل الظواهري كل الإعتداءات التي تبنتها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” ما يؤكد عدم رضاه عنها ليفقد التنظيم دعم بن لادن و المواطنين و هو مهدد بالزوال و تكرار سيناريو “الجيا”.