تجاهل السلطات والفقر يقتل سكان قصر ورجلان بورڤلة…البنايات الهشة تهدد سلامة السكان والتسرب المدرسي يؤرق الأولياء
صنف قصر وارجلان ضمن التراث الوطني في شهر مارس من عام 1996 حيث نجد في ثناياه وفي زواياه وبين أزقة قصبته ترقد مشاكل لا حصر لها، حيث نجد هذا التراث الوطني يتخبط في دوامات من المشاكل وعلى رأس هذه المشاكل مشكلة صعود المياه الجوفية المنحدرة من الأطلس التلي، هذه الأزمة التي أدت في مواسم فلاحية سابقة إلى اختناق بساتين نخلية بأكملها. بالاضافة إلى نقص الكهرباء المنزلية وانعدام قنوات الصرف الصحي، ما يضطر السكان لاستعمال الحفر للتخلص من المياه القذرة امام انعدام المراحيض، ما تسبب في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة المختلفة. فيما تلتزم السلطات المحلية الصمت على الرغم من النداءات المتكررة…؟
تساقط البنايات الهشة يهدد حياة سكان القصر الوارجلاني
يعيش سكان القصر العتيق على أعصابهم جراء الخطر المحدق ببناياتهم التي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الدولة العثمانية وهو ما جعلها تتآكل ذلك أن أساساتها ودعائمها وركائزها كلها من جذوع النخيل وهو ما سهل من عملية تدهورها وتساقطها الواحدة تلوى الأخرى مخلفة مئات الضحايا غالبيتهم من المعوزين … ولأن القصر برمته مبني بجذوع النخيل ومادة الطوبية، فإن بناياته عرضة لسطو الحشرات السامة كالأفاعي والثعابين المميتة والعقارب بمختلف أنواعها. كما أخبرنا بعض السكان بالقصر أنهم يحلمون بالساعة التي يغادرون فيها هذه البيوت القصديرية العتيقة إلى سكنات أكثر سلامة وملائمة…
غاز المدينة والإنارة العمومية ومشاكل أخرى
في سياق آخر طرح لنا السكان بالقصر مشكلة التزود بغاز المدينة وهوما يجعلهم يتساءلون عن عدم تزويدهم بغاز المدينة الذي يصل الضفة الأخرى من المتوسط وسكان القصر ومدينة البترول. ونظرا لأهمية هذا المرفق العمومي الذي يتحول إلى ضرورة ملحة خاصة خلال أيام الشتاء القاسية برودته بالقصر وقد أخبرنا نفس السكان بأن من بين العوائق التي تقف في طريق تزويد القصر العتيق بغاز المدينة هي استحالة عبور شبكاته لأزقة القصبة وذلك لضيقها وكثرة انحداراتها وصعوبة انحناءاتها وما يعانيه هؤلاء السكان من مغبة العطش طوال فترة الصيف، رغم وجود شبكة المياه الشروب رغم مذاقها السيئ إلا أنها تفي بالغرض على حد تعبيرهم… أما عن الإنارة العمومية فهي منعدمة إلا ببعض الساحات العمومية المرممة مؤخرا ، فليالي القصر الورجلاني مظلمة حقا ويخاف سكانه من الخروج فيها ليلا خوفا من زحف الحشرات السامة التي تخرج ليلا مهددة حياة السكان في كل لحظة وحين.
التسرب المدرسي يؤرق العائلات
في سياق آخر وعلى الصعيد التعليمي بالمنطقة ، إضافة إلى الفقر والأمية والبطالة التي يعاني منها أغلب سكان القصر نجد أن شباب المنطقة يحتلون المراتب الأولى في قائمة التسرب المدرسي وهي ظاهرة شائعة جدا بين أطفال القصر، حيث تكون نسبة نفور كبير من مقاعد الدراسة “المضجرة” على حد قول بعضهم، فهم يفضلون التوجه نحو الحياة العملية في سن مبكرة قد لا تتجاوز 14 و15 سنة لكسب العيش وإعالة أسرهم المعوزة والفقيرة، فالقلة القلية من أبناء القصر ممن يسعفهم الحظ في مواصلة المشوار الدراسي حتى الثانوي، ونادرا ما يواصل شبان القصر دراسات عليا أو جامعية وهو ما يجعلهم أكثر من غيرهم عرضة للانحراف المبكر والدخول في الأمراض الاجتماعية كالمخدرات والسرقات التي أضحت مخرجهم الأوحد بل ومصدر قوتهم اليومي. كما أخبرنا بعض السكان الذين التقتهم “النهار” بالقصر الوارجلاني في وقت سابق أن هناك بعض الشباب يذهب أبعد من ذلك كوسيلة لسد الرمق وكسب الخبز كممارسة أنشطة خطيرة كتهريب السجائر الأجنبية.
مشكلة الحيازة والملكية تحرم سكان القصر من حقهم في الترميم
وذات الصدد تقف مشكلة حصول أغلب سكان القصر على وثائق تثبت ملكيتهم للبيوت التي يسكنونها حجر عثرة أمام استفادتهم من المشروع الذي أقره لهم رئيس الجمهورية في إطار تطوير مناطق الجنوب الكبير، ذلك أن غالبية السكان توارثوا سكناتهم أبا عن جد وليست لديهم سندات ملكية حتى أن شهادة الحيازة لهذه البيوت تأخذ وقتا لاستخراجها، وهو ما يجعل الوقت يدور والساعة تمضي حتى تقع الكارثة ويقع البيت المهترئ على رؤوس ساكنيه ليسجل بذلك ضحايا آخرين ذنبهم الوحيد أنهم أحبوا قصر وارجلان وأبوا إلا أن يموتوا جماعات مثنى وفرادى إما تحت أنقاضه أو بلسعات الحشرات القاتلة. وعليه يبقى سكان قصر ورجلان يعانون الأمرين والسلطات المعنية تلتزم الصمت.