تائب من “القاعدة” يكشف عن خلافات ضمن “القاعدة” في الجزائر
قال أحد التائبين حديثا من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أن عدد من المسلحين ضمن قيادة الإرهابي يرغبون في التخلي العمل المسلح
من هو “حذيفة أبو يونس العاصمي”؟
من مواليد 18 ديسمبر 1968 ببلدية براقي إبن السعيد وسولاغي أم الخير إلتحق بالتنظيم المسلح سنة 1994 ضمن صفوف “الجماعة الإسلامية المسلحة” ومع تراجع تأثير “الجيا” إلتحق بولايات شرق البلاد ضمن المنطقة السادسة التي تضم ولايات جيجل وسكيكدة بعد تراجع دور “الجيا”. وكان شغل في السابق أيضا منصب أمير الجند لسرية “الأهوال” بالمنطقة الثانية وسط البلاد وقد عين في هذا المنصب بعد شهر رمضان إثر مقتل زهير حراك المكنى سفيان فصيلة الأمير السابق لمنطقة الوسط.
أ.ربعد شروع الأمير الجديد لمنطقة الوسط “حذيفة أبو يونس العاصمي” واسمه الحقيقي عبد المومن رشيد في تعيين عدد من مقربيه على رأس التنظيم المسلح وبينهم قيادات في تنظيم “الجماعة الإسلامية المسلحة”.
وقال أحد التائبين في لقاء مع “النهار”، أمس، وقد رفض الكشف عن هويته خوفا من تعرض عائلته إلى التصفية الجسدية أن عدد التائبين يتجاوز عشرون عنصرا شرعوا في ربط الصلات مع عائلاتهم بهدف ضمان تمكينهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وقال أن رغبة هؤلاء في التخلي عن العمل المسلح تعود أساسا إلى رفضهم القناعات الجديدة داخل تنظيم القاعدة والتي يروج لها الأمير الجديد حذيفة أبو يونس العاصمي” وهو أحد قدماء “الجماعة الإسلامية المسلحة” الذي يستعين حاليا بثلاثة من مقربيه لتنفيذ مخططاته الإرهابية غالبيتهم من أبناء الحي الذي ينتمي إليه ببراقي بالعاصمة كما يقوم حاليا بزرع قدماء “الجيا”.
ويتعلق الأمر حسب هذا التائب بكل من المدعو “زيد” وهو المستشار العسكري للمنطقة الثانية وهو من قدماء “الجماعة الإسلامية المسلحة” وأيضا كل من المدعو “أبو عمر البغدادي” وهو أحد أبناء الحي في براقي ورفيقه الآخر المدعو “إسماعيل” من الحراش.
وحسب محدثنا فإن رغبة بعض قيادات التنظيم المسلح في التوقف عن النشاط الإرهابي يعود أيضا إلى محاولة “حذيفة أبو يونس العاصمي” إلى السيطرة على مقاليد القرار في التنظيم المسلح خاصة بعدما طلب من الأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود حل سرية العاصمة التي كان يقودها “أبو بصير” وهي السرية التي تتلقي تعليماته مباشرة من الأمير الوطني وليس أمير منطقة الوسط.
ويعتقد لدى هذا التائب أن طلبه حل هذه السرية يهدف إلى تقليص صلاحيات الأمير الوطني “أبو مصعب عبد الودود” والذي قال عنه أنه شخص لم يشارك يوما واحدا في معركة وأن المعركة الوحيدة التي قادها ضد مركز الدرك بمنطقة يعكوران بولاية تيزي وزو فشلت.
ولحد الساعة لا يزال “حذيفة أبو يونس العاصمي” يواجه معارضة له ممثلة في أبو علقمة” المستشار العسكري في الإمارة الوطنية والذي ينحدر من شرق البلاد والذي يري حسب ما نقله عنه أحد التائبين أن الأمير الجديد لمنطقة الوسط خرج عن صلاحيته في وقت قصير وهو يحاول السيطرة على كل شيء في “القاعدة”.
ويتردد في أوساط المسلحين أن “حذيفة أبو يونس العاصمي” يرغب في استعادة المبادرة من الأمير الوطني لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ليصبح صاحب القرار الأول في التنظيم المسلح ونسب أحد التائبين إلى حذيفة قوله في آخر أيام سفيان فصيلة “أبو مصعب شخص ضعيف ولا يمكن أن يكون ممثل للقاعدة في المغرب الإسلامي”.
ويعترف تائب آخر تحدث لـ “النهار” عن شعور عام داخل التنظيم المسلح من أن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أصبحت الآن محل تجاذب قوي بين محورين الأول يقوده جماعة “أبو مصعب عبد الودود” وما تبقى معه من القيادات المرجعية لتنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” وجماعة النفوذ والذين ينحدرون من برج منايل والأخضرية وفي المحور المقابل قدماء “الجماعة الإسلامية المسلحة” والمقربين من الأمير الجديد لمنطقة الوسط “حذيفة أبو يونس العاصمي” ومجموعته الأساسية التي تنحدر من أحياء براقي، الحراش وباش جراح.
ومنذ تصفية فرقة للجيش للأمير السابق لمنطقة الوسط زهير حراك المكنى سفيان فصيلة قبل شهر ونصف في حاجز مراقبة متنقل بمنطقة القبائل وتعيين “حذيفة أبو يونس العاصمي” على رأس إمارة منطقة الثانية وسط التي تضم ولايات تيزي وزو، بومرداس، بجاية، البويرة والجزائر العاصمة سجلت أجهزة الأمنية ثمانية حالات “توبة” بولايتي بومرداس وتيزي وزو.
ومن خلاصة اعترافات هؤلاء التائبين تأكيدهم أن “حذيفة أبو يونس العاصمي” الذي كان أحد منفذي مجزرة بن طلحة سنة 1997 تحدث لهم عن رغبته في تنفيذ بعض الفتاوى التي عمل بها عنتر زوابري وقال أنها “شرعية” ومنها “تعميم الردة” على كل من لا يدعم تنظيم “القاعدة” وقال أن الجزائريين مخيرين إما “دعم الإسلام أو الولاء للكفر والردة والنصرانية”.