تأجيل محاكمة الإرهابي “حمزاوي عبدالمالك” قاتل السائح “غورديل” بتيزي وزو
أجلت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء العاصمة، اليوم الخميس محاكمة الجماعة الإرهابية المتابعة قي قضية اغتيال متسلق الجبال. السائح الفرنسي “ايرفيه غورديل” الذي لقي حتفه ذبحا، على يد جماعة إرهابية شهر سبتمبر من عام 2014 بأعالي “تيكجدة”
وجاء تأجيل القضية الى الدورة الجنائية المقبلة، بسبب غياب الدفاع لمقاطعة الأخيرة العمل القضائي. على مستوى جميع الجهات القضائية عبر ربوع الوطن.
كما سيمثل يوم 13 جانفي الجاري، برئاسة القاضي “دبوب الطيب” 4 متهمين، يتواجد بينهم متهم واحد موقوف. ويتعلق الأمر بالإرهابي الخطير “حمزاوي عبد المالك” الذي كان ضمن الجماعة الإرهابية الناشطة تحت إمرة ” قوري عبد المالك”. المكنى “خالد أبو سليمان” ضمن كتيبة “الفاروق”.
والتي يقدر عددها بـ25 إرهابيا مسلحين بأسلحة “كلاشنكوف” و”اربيجي”، التي نفذت الجريمة النكراء في حق الضحية. كما تشكلت الجماعة، بعد انشقاقها عن طريق تنظيم “القاعدة” لتصبح تابعة لجند “الخلافة” المعروفة باسم “داعش”. تحت إمرة “ابو بكر البغدادي” الناشطة ببلاد العراق والشام.
وحسب الملف القضائي يسرد الإرهابي الملقى عليه المتهم الموقوف “حمزاوي عبد المالك” أحداثا مؤلمة. عن ملابسات الجريمة، بصفته أحد العناصر التي شاركت في عملية اختطاف الرعية الفرنسي ومرافقيه.
كما تم تأمين عملية نقل الضحية إلى المجموعة الارهابية التي أشرفت على عدمه ذبحا تنفيذا للأوامر الأمير “قوري عبد المالك”. وبمشاركة كل من أمير المركز “ابو عبيدة” والارهابي ”سهيل” أمير فوج كتيبة “الهدى”، والارهابي ”أبو جعفر البليدي” أمير “سارية البليدة”.
وبالعودة إلى تصريحات الارهابي الموقوف “حمزاوي” المرفقة في الملف، بعد تسليم نفسه لأفراد الجيش. بعد إصابته بجروح بليغة في رجله اليمنى إثر كمين الجيش بين 10 و15 جانفي 2015 عدة معطيات جديدة.
الارهابي ” حمزاوي” يكشف تفاصيل الاختطاف والاعدام
ولقد أفاد الإرهابي الموقوف “حمزاوي عبد المالك”، خلال استنطاقه، عن وقائع قضية اختطاف وذبح الرعية الأجنبي، 21 سبتمبر 2019.
في حين صرح انه كان ينتمي إلى كتبة “الفاروق” بحيث كان متواجدا بالمركز الإرهابي بمنطقة “تيزي نكولان”. رفقة 40 إرهابي تحت إمارة الإرهابي “قوري عبد المالك”، المكنى “خالد أبو سليمان “.
فتقدم نحوهم 3 إرهابيين كانوا مكلفين بالحراسة والترصد، ليبلغوه بوجود 5 أشخاص مرفوقين برعية فرنسي.
فتنقلوا على الفور إلى مكان تواجد هولاء، فقام القائد “غوري عبد المالك” باستفسارهم عن جنسية الرعية. وبعدما تأكد بأنه فرنسي قرر اختطافه.
كما اتصل بأمير المركز الإرهابي المسمى “ابو عبيدة” لأجل الانسحاب من المركز. فتم تجميع الإرهابيين وتولى”عبد المالك” لتقسيمهم إلى أفواج.
اين توجه هو شخصيا برفقة الفوج المرافق له نحو الأشخاص المحتجزين وتكلم مع أحدهم باللهجة القبائلية. كما استفسره عن سبب تواجده بالمنطقة فأجابه بأنه بصدد ممارسة الرياضة والسياحة.
قوري يقرر اختطاف الرعية الفرنسي
وفي تلك الأثناء قرر الإرهابي “قوري عبد المالك” اختطاف الرعية الفرنسي. ونقله رفقة عناصر إرهابية أخرى على متن سيارة “بيكانتو” باتجاه بلدية “واسيف” ولاية تيزي وزو.
بعدها قام الإرهابي “أبو عبيدة” بتوقيف سيارة من نوع “فيات” واحتجز صاحبها بجانب الطريق. في حين تولى الارهابي”ت، رابح” المدعو “أبو مريم”بقيادة تلك السيارة، أخذا معه فوجا من الإرهابيين باتجاه بلدية “صهاريج” ولاية البويرة.
وبعد ساعتين رجع الإرهابي” قوري عبد المالك” واخذ فوج ثاني من الإرهابيين باتجاه “واسيف”. وفي حدود الساعة العاشرة ليلا عاد الإرهابي “رابح”، على متن سيارة ”فيات” المخطوفة ونقلهم معه إلى مركز “الصهاريج” بـ البويرة.
وبخصوص دوره في وقائع الجريمة التي استهدف الرعية الفرنسي “غورديل” ، صرح “حمزاوي عبد المالك “. أنه أسندت له مهمة تأمين وحراسة المجموعة المختطفة، بما فيها الرعية الفرنسي، وكذا توفير وسيلة النقل.
مضيفا أن اميرهم الإرهابي “قوري عبد المالك” كلفهم بالتنقل إلى مفترق الطرق المؤدي باتجاه “الصهاريج”. من أجل إيقاف سيارة أحد المارين، والتوجه بها إلى المركز بالغابة.
مضيفا أنه وقتها كان مسلحا بسلاح “رشاش كلاشنيكوف” معترفا انه شارك في في عملية اختطاف الرعية الفرنسي ومرافقيه.
إلا انه نفى تواجده ضمن المجموعة التي أعدمت الضحية ذبحا والتي ظهرت في شريط فيديو.
مدعيا أنه حسب علمه أن “قوري عبد المالك” رفقة أمير المركز”ابو عبيدة” و الإرهابي المكنى “سهيل” أمير فوج كتيبة ”الهدى”. و الإرهابي “جعفر البليدي” أمير سارية “البليدة”، هم من قاموا بعملية اغتيال الضحية ذبحا.
وأن القرار بتنفيذ الجريمة في حق الضحية صدر من الإرهابي “قوري عبد المالك “المكنى” ابو خالد سليمان”.
” غورديل” تم نقله على متن سيارة ” بيكانتو” إلى تيزي وزو “
ومن ضمن اعترافات المتهم، أكد أن الضحية ” غورديل” تم نقله على متن سيارة من نوع” بيكانتو” باتجاه بلدية ”واسيف” بتيزي وزو. من طرف الفوج الثاني بعد تقسيم المجموعة الارهابية من قبل القائد “قوري عبد المالك”.
أما المجموعة الأولى، فقد تنقلت على متن سيارة من نوع “فيات” تعود لأحد المواطنين” يدعى ” فرج الله”. جرى توقيفه ثم احتجازه برفقة “غورديل” ومرافقيه الأربع، قبل أن يطلق سراحه.
وخلالها قامت الجماعة الإرهابية باعتراض طريق مرافقي “غورديل” ، وهم في طريق العودة إلى أعالي” تيكجدة” . بعد نزهة في قمم” “لالا خديجة”.
وبعد تبليغ من طرف ثلاث عناصر مهمتهم حراسة ورصد المنطقة، كونهم اكتشفوا وجود رعية فرنسي برفقة خمسة أشخاص. لم يستطع التكلم معهم لعدم فهمه اللغة العربية.
كما قررت الجماعة المسلحة خطف الرعية “غورديل” بقرار من قائدها “قوري عبد المالك” بعد احتجاز مرافقيه وعزله عنهم.
فحاول أصدقاؤه إنقاذه من خلال محاولتهم إقناع الإرهابيين، بأنه ضيف عندهم وهم بصدد إقناعه بأن يدخل الدين الإسلامي. لترد الجماعة الإرهابية بأنه “كافر” والدين يجيز حجزه فأخذوه بالقوة.
“حقيبة ” غورديل” تفك لغز الجريمة
وفكت” الحقيبة الظهرية” لمالكها” ايرفيه غورديل “لغز الجريمة، بعد العثور عليها، بتاريخ 15 جانفي 2015. المحققون تمكنوا من التعرف على مكان دفن الجثة، ليتم التعرف عليها بعد رفع الجثة واخذ العينات.
ليتم استخراج الجثة وتحويلها إلى تاريخ مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا. أين تطابق حمضها النووي مع الحمض النووي المرجعي لذويه.
أصدقاء ” غورديل” يكشفون تفاصيل
وصرح مرافقي الضحية في محاضر التحقيق “كريم وأسامة” ومن معهما. انهم تعرفوا على الإرهابيين الذين اعترضوا سبيلهم،، مؤكدين انهم تعرفوا على الإرهابي “قوري عبد المالك” الذي كان على رأس الجماعة.
وصرح المدعو “أ. كريم” انه بعد قدومه من فرنسا في أوت 2014، توجه برفقة ابنه، وقريبه الى منطقة “تيكجدة”. كما مكث في شالي ملك المدعو” ب. حمزة” ليعود الي مقر سكناه بالبلدية بعد تسلقه الجبال والقيام بنزهات هناك.
مضيفا انه تعرف على الرعية الفرنسي Hervé gourde”، عن طريق صديقه “أسامة”. الذي كان يتبادل معه الصور الطبيعية لتيكجدة عبر “فايسبوك”.
وخلالها تواصل معه هو الآخر فابدى له الرعية الفرنسي رغبته في زيارة المنطقة. فقبل الفكرة وطلب من صديقه “س. كمال” توفير له بطاقة إقامة وتحضير شالي الخاص ب”ب. حمزة” للإقامة واستقبال الضيف.
كما واصل” كريم” أنه بعد وصول الرعية الفرنسي الى الجزائر توجه برفقة ”د.أسامة” إلى المطار. على متن سيارة مستأجرة من نوع “بيكانتو” لاستقبال وجلب الرعية الفرنسي. وفي حدود الساعة الواحده زوالا انطلقوا برفقة ضيفهم إلى ولاية البويرة.
وبطريقهم دخلوا المركز التجاري لشراء بعض المستلزمات ليصلوا بعدها إلى تيكجدة في حدود الساعة 18:00 مساء. حيث كان متواجدا كل من “ع. أمين”، “ب. حمزة”،”س. كمال” منشغلين في ترميم “الشاليه”.
وفي صبيحة اليوم الموالي يضيف “كريم” في حدود الساعة 8:30 صباحا، خرج الجميع برفقة “Hervé gourde”. على متن مركبة محملين باغراضهم الخاصة بالتسلق.
كما توجهوا إلى المكان المسمى “المكان الجميل” لأجل التسلق غير ان وبسبب تهاطل الأمطار. طلب منهم Hervé gourde”،التوجه إلى منطقة “لالا خديجة”.
وفي طريقهم صادفوا احد الرعاة برفقة قطيعه لا يتكلم سوى بالامازيغية، فدلهم على منبع للمياه وسط الغابة. وبعدما قصدول المنبع أعجب بهHervé gourde، فالتقط صورا له. الا أنه وفي طريق العودة في حدود الساعة الرابعة اعترض طريقهم ثلاث إرهابيين.
ليكتشفوا خلالها ان بينهم رعية فرنسي فقاموا بتوقيفهم لمدة 30 دقيقة، أين اخبروهم انهم من تنظيم “داعش”. فقدموا لهم موعظة ثم أخلوا سبيلهم.
4 ارهابيين مسلحين قاموا باحتجازهم
مردفا المتهم”كريم” انه في طريق العودة تفاجؤوا بـ4 ارهابين مسلحين، قاموا باحتجازهم. وفي نفس المدة اعترضوا سبيل أحدهم”فرج الله” واحتجزوه، ليبقوا تحت حراسة 6 إرهابيين وفي حدود الساعة الواحدة ونصف ليلا. ليامروهم بركوب سيارتهم، والمكوث فيها إلى غاية الساعة الـ6 صباحا.
وصرح المتهم “كريم” انه تعرف على صور بعض الإرهابيين الناشطين بالمنطقة بعد عرض صورهم.
وهم “قوري عبد المالك”، المكنى” أبو سليمان”، “حمزاوي محمد” المكنى”ابو سيف”، “ب. آحمد” المدعو “عبد الصبور”. ع. مزيت كريم” المدعو” حمزة”،” مومن عبد الرحمن “المدعو” ابو المتوكل”، والإرهابي” المسيلي”.
وتجدر الاشارة أنالمتهم الرئيسي في القضية الإرهابي حمزاوي عبد المالك قد أصدرت في حقه محكمة الدار البيضاء حكم الإعدام في حقه. فيما برأت باقي المتهمين.