إعــــلانات

بلال ونجاة يتوفيان غرقا بحوض ماء ببئر التوتة، ولاية الجزائر

بلال ونجاة يتوفيان غرقا بحوض ماء ببئر التوتة، ولاية الجزائر

توفي زوال أول أمس طفلان أخوين غرقا ببئر توتة، ولاية الجزائر، بعد وقوعهما في حوض ترابي يقع قرب حوش الصابون، “قلتة”، تستخدم في الري،

وتمكن اثنان آخرين من النجاة بأعجوبة، في وقت نقلت عناصر الحماية المدنية الجثتين إلى مستشفى الدويرة ، في انتظار عرضهما على الطب الشرعي وانتهاء التحقيق الجاري حول ظروف الوفاة.
خبر الحادثة المؤلمة التي راح ضحيتها الأخوان حسين بلال ، 08 سنوات، و حسين نجاة 10 سنوات، يدرسان بمدرسة الشعبية ، مستوى السنة الثانية والرابعة ابتدائي على التوالي، انتشر بسرعة وسط الشارع ببئر توتة وأولاد الشبل ، جنوب العاصمة، وأعاد إلى الأذهان قضية مقتل طفل بحوش القازوز، منذ 06 أشهر عثر على جثته مرمية بأحدي قنوات صرف المياه القذرة، خاصة وأن الواقعة هي الأولى من نوعها بالمنطقة المعروفة بنشاطها الفلاحي، إذ أن الفلاحين يقيمون أحواضا أسمنتية مرتفعة تسهل ضخ المياه وتبقي على نظافتها، غير أن صاحب المشتلة ، ونظرا لحداثة نشاطه اكتفى بحفر حوض بأبعاد كبيرة والسقي من مياهه عن طريق الضخ ، لتكون آخر شاهد على آخر لحظات حياة بلال ونجاة البريئة.
وقد سادت أجواء من الحزن والأسى ممزوجة بالاستياء طيلة مساء أمس عائلة الضحيتين ، حسين أحمد، وسكان حي سيدي لخضر، الفقير والمهمش، الواقع خلف المنطقة الصناعية بحي االشعيبية التابع لإقليم بلدية أولاد شبل، والقريب من المشتلة الواقعة قرب حوش الصابون ،بأقصى حدود بلدية بئر التوتة، لا يفصل بينهما سوى وادي يشكل خلفية الحدود بين البلديتين، الوالد أحمد الذي استقبلنا في وقت متأخر من مساء أمس ، مع أخوته وأصهاره رغم حجم الفاجعة التي اقتطعت منه في لحظة من الغفلة فلذتين من كبده، رغم حجم الصدمة والفاجعة والأمطار المتهاطلة، لم يتمكن من الوقوف أو الخوض معنا في تفاصيل الحادثة الأليمة، وفضل الصمت والجلوس على كرسي مكتفيا بتقديم صورتين للضحيتين ، بينما أناب عنه باقي أفراد عائلته في سرد تفاصيل المأساة.
شهادات أفراد العائلة التي كانت ترد متقطعة وسط ضجيج وحركة محتشمة لأخوة الضحيتين، فاطة الزهراء، رتيبة، نبيلة وإسلام، وباقي أبناء العائلة، أشارت إلى أن الحوض “القلتة” لم يكن مسيجا أو محاطا بإشارات تحدد معالمه، مما يجعل أي شخص كبير أو صغير أو أي حيوان مهدد بالسقوط فيه، وحددت غرق الطفلين في حوالي الثانية زوالا وبصورة مفاجئة، حيث اجتذب عمق الحفرة الممتد على أربعة أمتار، وهي ملئى بالوحل والمياه الراكدة، أجسام الطفلين الطفلين الصغيرين وهما يلعبان بمحيط القلتة، في حين نجا طفلين آخرين من نفس العائلة بأعجوبة، صديقي عبد الحق ، 09 سنوات، وحسين بلال، 11 سنة، بعدما تمكن بلال من إنقاذ عبد الحق من الغرق بجلبه وإخراجه عن طريق غصن، وأوضح أفراد العائلة أن أحد الرجال تمكن من إخراج جثة أحدهم وفشل في إخراج الثاني نظرا لعمق الحفرة وبرودة المياه، واضطر الأمر تدخل الحماية المدنية .
وأمتد حديث العائلة الغاضب على صاحب المشتلة والمطالب بلجنة تحقيق ، إلى السلطات المحلية وتجاهلها لمشاكل ومعاناة سكان حي سيدي لخضر المتكون من 27 عائلة، رغم اتصالاتهم ومناجاتهم العديدة، فالحي ، وباستثناء ربطه بشبكة الماء الشروب، يفتقر إلى كل ظروف الحياة الكريمة، كتعبيد الطريق ، وانعدام شبكة الكهرباء والغاز، مما اضطرهم إلى الربط الفوضوي، رغم أن الخط الرئيسي لكليهما يعبر أمام الحي، وشبكتهما تزود المنشآت المجاورة، وعلى رأسها بعض الوحدات الصناعية وفي مقدمتها شركة المغرب الكبير للصناعات الدوائية، ومصنع الأسفنج، وأضاف أحدهم أن شاحنة القاذورات تمر بالجهة ولا تأخذ فضلات الحي.

رابط دائم : https://nhar.tv/SGW40