بعد ضربهم وشتمهم للنساء الحوامل قابلات يتحولن إلى مصدر للرعب
تتعرض النساء الحوامل على مستوى مصالح الولادة بمستشفيات ولاية الشلف إلى معاملة سيئة من طرف بعض القابلات في ظل انعدام المراقبة
وتتمثل هذه المعاملة في اللامبالاة والإهمال والشتم والضرب، وكلها تصرفات جعلت الكثير من النساء في المدة الأخيرة يفضلن الإقبال على العيادات الخاصة، على الرغم من غلاء التكاليف، لكن في المقابل يجدن المعاملة التي تكفل لهن الرعاية والسلامة. وفي هذاالسياق تروي “النهار” تفاصيل مؤلمة لنساء كن عرضة لتصرفات قابلات في لحظات المخاض العسيرة، فمنهن من فقدت إبنها ومنهن من فقدت حياتها. قصة السيدة “مريم.ز 25 سنة” التي وصفت مصلحة الولادة التي قصدتها بمستشفى تنس بغرفة الإبادة، وهي تستحضر اللحظات التي كانت القابلات يوجهن لها كلاما جارحا أمام عدم تماسكها جراء الآلام المصاحبة للولادة حتى وصل بهن الحال إلى الشتم والضرب، إلى درجة أن إحداهن حسب مريم جلست على بطنها ماتسبب في وفاة الجنين، نتيجة الضغط المفروض عليها. أما السيدة “فاطمة. ر34 ” سنة، أم لثلاثة أطفال، فقد فقدت مولودها نتيجة إهمال القابلات له، حيث قالت إنها بعد لحظات المخاض أغمي عليها، الأمر الذي صرف اهتمام القابلات عنها وعن إبنها ولما عدن إليها وجدنه جثة هامدة.
وحسب ذات السيدة، فإن الولادة أثناء فترات الليل بمستشفى تنس شبيهة بالمخاطرة، بسبب غياب الرقابة وقلة الممرضات أما عن الطبيب، فإن حضوره لا يكون إلا نادرا. هذا، وتكاد مستشفيات الولاية تتشابه فيما بينها في المعاملة، بعد حادثة السيدة نجية التي وقعت بمستشفى الشرفة بالشلف وتعرضت للضرب والشتم من طرف القابلات، لكنها تحملت ولم تتلفظ بكلمة نتيجة الآلام التي كانت تنتابها وكانت جد خائفة من تلك اللحظات، لكن بعد وضعها لحملها ومرور ثلاثة أيام على ذلك وقفت على رجليها وترصدت للقابلة وانهالت عليها بالضرب وقت المخاض، فثارت في وجهها وأمسكتها من شعرها مسقطة إياها أرضا ولم تبتعد عنها إلا بعد تدخل الممرضين والمرضى. من جهة أخرى، يشتكي بعض المواطنين من الجهوية التي يمارسها بعض المسؤولين على مستوى بعض مصالح الولادة حين يوجّهن إلى مستشفيات أخرى، على الرغم من توفر الكشوفات التي تثبت أن الولادة طبيعية.
وفي هذا السياق، قال السيد “م. عمر دلال”،28 سنة أب لطفلين أنه قصد مستشفى الزبوجة وزوجته على وشك الولادة ومعه كشوفات طبية تبين بأن وضعية المولود طبيعية، لكن الأطباء وجّهوه نحو مستشفى الصبحة بالشلف ولما توجه إلى هذا الأخير حرروا له وثيقة أخرى إلى مستشفى آخر. هذا، والمطلع على خبايا مصالح الولادة بمستشفيات الشلف يعرف أسباب ذلك الإقبال الكبير على العيادات الخاصة، بل هناك من فرت من المستشفى ومن قهر القابلات وانعدام شروط النظافة وافتراش الأرض، بسبب قلة الآسرة، إلى المصالح الخاصة غير مبالية بغلاء تكاليفها، مادام الأمر يتعلق بصحتها وحياة مولودها.