بعد تهديدات نصرالله: “هستيريا” داخل اسرائيل وخارجها وواشنطن تعلن حالة التأهب
تحول تشييع حزب الله يوم الخميس لقائد المقاومة العسكري الشهيد عماد مغنية الى مناسبة لإعلان نصر الله دخول المقاومة في حرب مفتوحة مع اسرائيل
خارج الاطار الجغرافي التقليدي للمعركة ، معلنا فتح في ذات الوقت دخول حزب الله في معركة لإنهاء إسرائيل.
وأمام عشرات الألاف الذين تجمّعوا في قاعة “سيّد الشهداء ” والشوارع المحيطة، ألقى نصر اللّه خطاباً مكتوباً ضمّنه سلسلة من المواقف اللافتة أبرزها اعتباره أن “حرب تموز ما زالت مستمرة” وأن اغتيال مغنية تم في سياقها. وقائلا إن إسرائيل “لا تعرف انعكاس استشهاد القادة على حزب الله”، معلناً في موقف لافت للنظر “ليسمع العالم كله، وعلى مسؤوليتي، يجب أن نؤرّخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل”، مضيفاً “إنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود”.
وفي تهديد واضح يشير الى تخلّي الحزب عن المعادلات التي كانت تتحكّم بصراعه مع إسرائيل، توجّه نصر اللّه الى الاسرائيليين قائلاً”لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة، لقد اجتزتم الحدود، وأمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب، أيّها الصهاينة إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله، فلتكن هذه الحرب المفتوحة”.
وإذا كانت ردود الفعل اللبنانية على خطاب نصر الله غائبة يوم الخميس ، فإن إسرائيل انشغلت بكل مؤسساتها من الاجراءات الوقائية الهادفة إلى منع تعرّض مؤسساتها ومواطنيها خارج إسرائيل لعمليات أمنية قد ينفّذها حزب الله. وعقدت اجتماعات رفيعة على أكثر من مستوى أبرزها ترأس وزير الدفاع إيهود باراك اجتماعاً خاصاً لقيادة الجيش والاجهزة الامنية الملحقة به، فيما أصدر مساعدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي تحذيراً للمواطنين الإسرائيليين في الخارج بأن يتخذوا أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم السفر إلى الدول العربية والإسلامية.
والى جانب الاستنفار العسكري على الحدود مع لبنان، فإن الأجهزة الأمنية في إسرائيل حذرت من حصول عمليات في المناطق الفلسطينية المحتلة، فيما أظهرت وسائل الإعلام الاسرائيلية وجود هستيريا في التعليمات المتلاحقة للمواطنين داخل الدولة وخارجها وتشمل كل البرامج السياحية والاقتصادية والتجارية وعقود العمل، ما اضطر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لأن تصدر بياناً تقول فيه إن «حزب الله منظمة إرهابية، وإسرائيل مهددة منذ إنشائها. ونحن نعرف كيف نتعامل مع هذا النوع من التهديدات وسنعرف كيف نواجهها ولا ينبغي أن نصاب بالذعر”.
أما الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز فقال إن “نصر الله لم يحقق شيئاً في حرب لبنان الثانية وجلب ضرراً كبيراً على لبنان وتلقى ضربات شديدة للغاية». واعتبر أن «نصر الله هو مشكلة وخطر على الشعب اللبناني”.
وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك على كلام السيد نصر الله بالقول “عموماً، إن تصريحات من هذا النوع تكون مبعث قلق كبير ولا بد من أن تنذر الجميع بالخطر”، معتبراً أن لحزب الله “تاريخاً طويلاً من العنف والإرهاب في كل أنحاء العالم”. وأضاف “في كل مرة توجه فيها منظمة إرهابية تهديداً الى ديمقراطية، الى دولة عضو في الأمم المتحدة، لا بد أن تكون مبعث قلق لجميع الأمم المتمدنة في العالم”.
وفي دمشق أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم “أن أجهزة الأمن السورية تواصل التحقيق في هذه الجريمة الإرهابية والسهر على أمن الوطن والمواطنين”، آملاً “أن تعلن قريباً نتائج «هذا الجهد الجبار”. وأضاف المعلم “نحن كدولة سوف نثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت في هذه الجريمة ومن يقف خلفها»، فيما رفض إعطاء تفاصيل عن عملية اغتيال مغنية «لمصلحة التحقيق”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأيراني , متكي بعد لقاء جمعه بالرئيس السوري بشار الاسد ان العام الحالي مهم بالنسبة لفلسطين ، مشيراً إلى أنّ “الجرائم التي يرتكبها في غزة تبدو خطة مرسومة لتحقيق أهدافه المشؤومة”. وعبّر عن قناعة بلاده “بأنهم لن ينجحوا كما في كل مرة في أن يحققوا أهدافهم الشيطانية”.
ا